قال المحلل العسكري والخبير الاستراتيجي اللواء الركن «م» محمد عباس الأمين، إن ما يحدث في ولاية النيل الأزرق يعد مخططاً استعمارياً يستهدف ثروات السودان. وأبان أن الصراع الدائر حالياً في البلاد يدور في أغنى مناطق السودان بالموارد والثروات، داعياً إلى عدم التهاون في حسم هذا الصراع، وأوضح في الندوة التي نظمتها صحيفة «القوات المسلحة» بالتعاون مع إدارة التوجيه والخدمات بالقوات المسلحة بولاية النيل الأزرق أمس، أن الهدف الاستراتيجي من تمرد مالك عقار الاستحواذ على ولاية النيل الأزرق الكبرى التي تمتد من منطقة سوبا حتى مدينتي الكرمك وقيسان، وأشار إلى وجود سيناريوهات متعددة تستهدف السودان، وذلك عبر خلق بؤر توتر فى أطرافه. وأبان أن بعض هذه السيناريوهات ليست هناك استحالة في تحقيقها، خاصة مع غياب الدعم العربي والإفريقي للسودان، ووجود الدعم الخارجي للتمرد. وأضاف أن ما يدور في تونس وليبيا وسوريا مؤشرات لصراع حاد حول الثروات التي تسعى إليها القوى الغربية. وأضاف الخبير الاستراتيجي د. محمد عباس الأمين أن النيل الأزرق وجنوب كردفان ودارفور هي السودان الجديد الذي تسعى القوى الاستعمارية لتطبيقه على أرض الواقع، وذلك بعد ضمان قيام دولة جنوب السودان. وأضاف أن خلق بؤر للتوتر بالبلاد يهدف إلى استنزاف ثروات السودان وتكريسها لخدمة الحرب، وقال إن هذا واحد من الأهداف الاستراتيجية للقوى الغربية. ومن جانبه قال اللواء طبيب بابكر جابر كبلو والي النيل الأزرق الأسبق، إن ما قام به مالك عقار خطوة غير موفقة، باعتبارها تعمل على جرِّ الولاية إلى الحرب من جديد، مشيراً إلى الحديث الذي كان قد أطلقه عقار نفسه فى عام 2008م الخاص بضم الولاية لدولة إثيوبيا، وأضاف: «هناك نوايا مبطنة لإدارة صراع في منطقة النيل الأزرق»، وقال إن ولاية النيل الأزرق تختلف تماماً عن دارفور لكونها لم تشهد في تاريخها الطويل أي شكل من أشكال الصراع بين الرعاة والمزارعين على النحو الذي يحدث في دارفور، مشيراً إلى أن ولاية النيل الأزرق من الولايات التي تنعدم فيها مظاهر الجريمة الإنسانية.