خالد إبراهيم من أبناء «دنقلا» درس المرحلة الثانوية بالبحر الأحمر ثم التحقت بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا كلية الفنون الجميلة ويعمل مصمم جرافيك في مؤسسة اليمامة الصحفية جريدة الرياض بالمملكة العربية السعودية التقته «الإنتباهة» في هذه المساحة ليحكي لنا مسيرته مع الغربة. كيف ومتى بدأت الهجرة؟ بدأت هجرتي إلى السعودية منذ عام «2001» لكن في البداية واجهتني عدة صعوبات منها البعد عن محيط الأصدقاء والأهل الذين كانوا من حولي وعانيت من فجوة الأصدقاء والأسرة لفترة طويلة، لكن كانت بدايتي موفقة حيث عملت في مؤسسة صحفية ومن خلالها استطعت أن أخلق علاقات اجتماعية جديدة وطيدة مع عدد كبير من السعوديين من حولي فهم أضافوا لي الكثير. ما الذي دفعك للهجرة؟ كعادة كل السودانيين الذين يطمحون في صنع مستقبل أفضل لحياتهم وخلق فرص أكثر وكانت هجرتي من أجل تحسين الأوضاع المالية حتى أستطيع أن أرسم لنفسي المستقبل الواعد والآمن في تلك الفترة التي هاجرت فيها كانت الأوضاع الاقتصادية في السودان صعبة جدًا وطاردة، لذلك كانت الغربة أفضل حل بالنسبة لي وخياري الوحيد. ماذا أخذت منك الغربة؟ أخذت مني الكثير وخصمت من رصيدي في الحياة الاجتماعية وعطّلت التواصل بيني وبين الأهل والأصحاب خاصة في السودان لأن العمل يأخذ جل وقتي واهتماماتي كما أني من النواحي الأكاديمية والتأهيلية لم أستطع أن اكمل الدراسات العليا نسبة لضغوط العمل ولكن أعتقد أني نجحت كثيرًا في تحقيق النجاح والتطوير في النواحي العملية خاصة في مجال الجرافيك الإعلاني والتصميم الفني والإخراج الإعلامي، وعلى الصعيد الخاص كوَّنت أسرتي الصغيرة ورُزقت بالأبناء وأضافت لي الغربة الانفتاح على الفنون في العالم من حولنا وذلك لأن السعودية منفتحة على الفنون أكثر من السودان كما أصبحت لي علاقات خارجية في مختلف المجالات. ما الذي استهواك في الغربة؟ التجربة بالنسبة لي ناجحة وأضافت لي أشياء كثيرة جدًا في مجال العمل لم أكن أتوقع أن أعرفها، بالإضافة للعلاقات الاجتماعية مع الشعوب العربية الأخرى التي كنا بعيدين كل البعد عنها ومن خلال تجاربي استفدت منهم في معرفة حضارات جديدة لم أكن أعرفها وكنت بعيدًا عنها كل البعد لو كنت في السودان لن أعرفها. كيف هي الغربة في نظرك؟ الغربة صعبة، وفي البداية فيها قدر من المخاطرة لأنها مصحوبة بالبحث عن مجهول في واقع جديد من حولك بجانب أنك تريد أن تنخرط في ذلك المجتمع الجديد وقد يتقاطع ذلك مع طموحاتك التي ترغب في تحقيقها، وفي اعتقادي أن معظم المغتربين يهاجرون من أجل تحسين الأوضاع المالية وقد يستطيع الإنسان أن يكسب كثيرًا ويستفيد من غربته وقد يفقد أكثر وبالتالي تصبح الغربة خصمًا على رصيد المغترب، لم تضف له شيئًا، فهي إذن تجربة تحتاج إلى صبر كبير واجتهاد أكثر. أكثر المحطات التي توقفت عندها في غربتك؟ المحطات كثيرة جدًا لكن في مجال عملي عندما جئت إلى المؤسسة الصحفية وجدت العمل بالحاسوب وكنت في السودان أعمل في مجال التشكيل اليدوي ولم نكن نستخدم الحاسوب أصلاً في مثل هذا النوع من العمل لأنه في تلك الفترة لم تدخل السودان ثقافة الحاسب الآلي ولذلك تفاجأت عندما دخلت الشركة أو المؤسسة الإعلامية في السعودية فوجدت العمل بالحاسوب، وهذا يختلف تمامًا جدًا عن عملي في السودان، في أول الأمر عانيت من استخدامه وكان الناس من حولي يستخدمونه بسرعة فائقة وكم تمنيت أن أصبح مثلهم لكن بالاجتهاد والمثابرة والإتقان استطعت أن أتجاوز تلك الصعاب ويمكنني القول بكل فخر إنني الآن أُتقن عملي في هذا المجال. هل تنوي قطع الغربة والرجوع إلى الوطن؟ الرجوع إلى السودان من الممكن أن يحدث لكن لا أستطيع أن أحدد عدد السنين التي يمكن أن أرجع فيها لكن قطعًا سوف أرجع لوطني مهما طال الزمن، لكن بعد تأمين حياتي المالية لأضمن لأسرتي واقعًا أفضل وحياة كريمة وأنا أرغب في نقل الخبرات والتجارب التي اكتسبتها في مجال عملي إلى وطني لتطويره والإسهام في تنميته.