ابتهجت ولاية سنار وتزينت بزيارة النائب الأول لرئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه التي استغرقت يومي الثلاثاء والأربعاء الماضي وتجيء هذه الزيارة في ظل ظروف استثنائية وإجراءات اقتصادية للدولة وعين رقابية دولية على كل خطوات البلاد لكن وبعزيمة القيادة السياسية السودانية ولوفائها لعهدها الذي قطعته مع المواطنين إبان الانتخابات الماضية استكمالاً للإنجازات تواصل توفير الخدمات. وقال طه خلال مخاطبته اللقاء النوعي بسنجة إن الحرب مع جنوب السودان ليست تناقض مصالح أو قطيعة بين الشعبين بل هي مصنوعة ومملاةً عليهم لأجندة خارجية وليس نابعة من الجنوب وذلك من أجل مصالح الدول التي تحركها، وأضاف أن هذه المواجهات تضر بمصالح أهل الجنوب ومن ناحية استراتيجية فان هذه الحرب خاسرة للأطراف التي تحركها ووصفها بحرب المحرش ونارها نار عويش، وقال: سنكسب هذه الحرب المصنوعة بوحدة الصف وبيقظة الجنوبيين وعلمهم بأن مصالحهم مبنية على وقف الحرب، وقال طه إن إسرائيل تسعى للسيطرة على حوض النيل وكانت تحاول الوقيعة بين السودان وجيرانه لكن بوعي الشعوب انطفأت نار القطيعة بين السودان ومصر وتشاد وليبيا، وأضاف: نحن مطمئنون للمستقبل لأننا نعبر عن حركة التأريخ الحقيقية ولا نحارب بالوكالة، وإذا أمنّا المصالح مع دول الجوار سنخرج منتصرين مشيراً إلى الثورات العربية التي وقعت وأحدثت تغييراً مؤكداً سعي السودان بكل قوة وحزم لتطوير العلاقات مع مصر في ظل قيادتها الجديدة داعياً الشعب المصري إلى الوحدة الوطنية لإعلاء مصلحتهم، وقال: نحن في معركة مع ليبيا ضد محاولة الهيمنة التي تسعى بعض الدول لفرضها وافتعال المعارك الدبلوماسية المصنوعة، لكننا على يقين بأننا سننتصر وواثقون بأننا سنتقدم وعلى موعد بمثلما كانت سنار دفعةً وسنداً لأمة الإسلام فان السودان وبتعاونه مع مصر وليبيا سيضع بعداً جديداً ورايةً جديدة تعزز من قيم الحرية وتعيد اكتشاف الصياغة التي تربط بين مكوناتها. وقال النائب الأول: نحن مقبلون على إدارة حوار ثقافي وحضاري وحوار أديان لكي نثبت للسودان حضارته البنّاءة لكل من يسعى للعدالة والعزة والعيش الكريم، ونريد أن نركز على إعلاء قيم التكافل والعمل وتشجيع الإنتاج الحلال ونركز على هذه القيم من سنجة وسنار رمزية الماضي وشعاع الحاضر ونور المستقبل، وقال طه إن بعضاً من الدول الغربية تسعى لوقف المد الإسلامي ولقطع الوجدان الذي يجمع بين الشعوب الإفريقية مع بينها بثقافاتها ومكوناتها لذا علينا أن نبني رابطاً وجسراً يصلنا بالعالم الإفريقي ويكون قائماً على تعزيز المصالح والتبادل المشترك وينبغي أن نرسخ للحدود والبعد الأفريقي في سياساتنا وعلاقاتنا مشيراً إلى اهتمام الدولة بهذا البعد باعتباره الركيزة الأساسية للأمن القومي وقال إن علاقاتنا مع إثيوبيا إيجابية وتقوم على الثقة والفهم المشترك ولا تقاطع فيما يختص بالاستفادة من مياه النيل كما كانت تروج بعض الدول، وقال إننا نسعى وفي اطار هذا الفهم المشترك وبحكم موقع السودان الجغرافي أن نأخذ أهل المنبع بيد وأهل المصب بأخرى مما يحقق المصالح المشتركة والمستقبل الزاهر والصناعة التحويلية، محيياً الخبراء الذين ظلوا يعملون من أجل بلورة استراتيجية العلاقات بعلمية وموضوعية لإزالة التقاطعات بين دول حوض النيل. وأوضح طه أن الاجراءات الاقتصادية الأخيرة هي جزء من بداية انطلاقة الخطة الخمسية ولها وقعها على المواطن لكن وعد الدولة بأن جزءاً من هذه الموارد التي تتوفر ستكون لزيادة الإنفاق الاجتماعي على الفقراء والمساكين والأيتام والعاجزين، هذا وقد أقسم الحضور من قيادات الولاية خلال اللقاء النوعي على عدم شهادة الزور وإعطاء الحق لأهله دون مجاملة أو محسوبية داعياً إلى أن تنشط المساجد بحلقات الذكر والخروج بمضمونها إلى أندية الشباب والمدارس لبناء وجدان إنسان السودان. وقال والي سنار إن الولاية استطاعت أن تقدم بعض الخدمات لمواطنيها مشيراً إلى أن ملف المياه وصل تنفيذه بنسبة فاقت ال «90%» والتعليم والصحة بنسبة جيدة وكان للكهرباء سحر معين فكانت محدودة ولكن بتعاون القيادة وتمويل البنوك الوطنية استطاعت أن توفر الامداد الكهربائي بصورة كبيرة للمواطنين مما حدا بوزير السدود والكهرباء اسامة عبد الله القول بأن سنار تأتي في المستوى الثالث على مستوى الولايات من حيث التغطية مما يمكنها من الصناعات الزراعية كما أشاد وزير الري والموارد المائية السابق كمال علي محمد بما تم من سدود وحفائر ومياه المدن ومشروعات حصاد المياه وتجميع وكهربة المشروعات الزراعية بولاية سنار. وكان النائب الأول لرئيس الجمهورية قد افتتح عدداً من المنشآت الاقتصادية والخدمية بولاية سنار أبرزها على الإطلاق مشروع مياه سنجة، الدالي، الجفرات، مجمع كساب الزراعي، ومحطة كهرباء سنجة التحويلية، ومستشفى الباطنية بسنار، وشهد الزواج الجماعي لألف زيجة باستاد سنجة وتخريج المرابطين والمجاهدين ووقف على حجم الإنجاز بكبري سنار الجديد واللقاء الجماهيري بكساب.