مع اقتراب المدارس تبدأ الأسر في تجهيز مستلزمات المدرسة مثل (الملابس، الأحذية، الشنط، الكتب، والكراسات .. إلخ) وكذلك تبدأ البائعات (الحاجّات) أمام المدرسة بعرض بضائعهم المكونة من (القنقليز، النبق، الدُّقة، بلح الشام، الآيس كريم، التسالي.. إلخ) التي تجد قبولاً لدى الأطفال وتلاميذ المدارس في كل أوقات السنة الدراسية والتي تعتبر عند البعض جزءاً من احتياجاتهم اليومية رغم التحدث عن التلوث البيئي الذي يصاحبها أحيانًا ونجد أن التلوث البيئي ليس فيها وإنما في طريقة عرضها وتعرضها ل (الغبار، الذباب.. إلخ).. (تقاسيم) أجرت استطلاعاً حول هذا الأمر.. تقول خالدة (ربة منزل) إن هذه الأشياء ليس بها ضرر إذا أُعدّت وعرضت بالطريقة الصحية اللازمة ولكن أفضل أن أعدها لأولادي في المنزل.. وتقول عبير أحمد «ربة منزل».. بالرغم من أن هذه الأشياء من التراث السوداني إلا أنها لا توجد في البيت السوداني لذا يلجأ إليها الأطفال في الشارع لمشاركة أصدقائهم وأضافت: أطفالي يحبون هذه البضائع رغم التحدث عن أضرارها وبرغم ما تحتويه حقائبهم من حلويات.. الطفلة مزن «تلميذة بالصف الرابع أساس».. تقول: يبدأ يومي بالآيس كريم وينتهي بالشطة وهذه الأشياء نوع من التسلية حتى الوصول إلى المنزل..الخالة فوزية (بائعة).. أكدت أن هذه الأشياء مصدر للرزق ولا يمكنني الاستغناء عن بيعها وأبدت استياءها من غلاء الأسعار وتقول إن أكثر زبائنها هم الأطفال في المدارس الابتدائية بل يتعدى ذلك إلى المرحلة الثانوية. الخريف.. هل ما زال له نفس الحضور كتبت: سارة شرف الدين عندما نقول يطرق الخريف الأبواب قطعًا لن يأتي وحده بل سيستصحب معه ذكريات عميقة استقرت في القاع تطفو إلى السطح كلما هيجتها الذكرى.. ما زال الخريف حاضرًا في الأذهان على أنه أمطار وأجواء قائمة وأرض لزجة تستمتع بالتصاقها على الأقدام قبل أن ترفعها في معاناة.. وتتحول الشوارع إلى برك مياه تضطر معها لعمل شوارع بجوالات البلاستيك المحشوة بالتراب أو الطوب الأحمر للعبور إلى الشارع الرئيس وقد تضطر إلى القفز كالأرنب لتصل إلى المدرسة أو العمل وأن تجازف بالسقوط على المياه الحمراء.. وبما أن الجو الخريفي الرطب يرسل الأزيز إلى المعدة فتجد الشاي مصحوبًا عادة بصحن كبير من الزلابية أو القراصة.. ولا يحلو الفطور إلا إذا كان دسمًا وعادة ما ينقصه التيار الكهربائي مع أول صوت للرعد ووميض البرق فلا تكون هناك سلوى بعد توقف الأمطار إلا في الأنس بين الجيران.. وللخريف حشرات وهوام تهوى التسلل بعد الأمطار ولا توجد الامعه.. وأول هذه الهوام الضفادع التي تنفرد بعزف اوبرالي لا يتوقف طوال الليل لا تقطع به السكون وتشكل موسمًا لصغارها المتجمعون في البرك.. وبعد اليوم الماطر وفي الأجزاء الجافه تجد حشرة لها لون خلاب تشبه قماش القطيفة في تجمعات نادرة تحتفي بالخريف.. وهناك الحشرة التي تتهادى بعد الأمطار وتقف لتجفيف أجنحتها على أطراف السلك الشائك فيقترب منه الأطفال ويضربونها بعصا فتتقطع أجنحتها قبل أن تهرب البقية بألوانها الخضراء والحمراء وهي تصدر أزيزًا مرتفعًا أشبه بصوت الهليكوبتر.. الأطفال لهم ود خاص في اللعب تحت الأمطار الخفيفة (رشوشة) ويحبون الأمطار الصباحية؛ لأنها ستلغي حصة الرياضيات.. والكل يعشق لون الدنيا الأخضر والنظافة التي تأتي بعد الأمطار.. فهل ما زال الخريف خريفًا أم هزمته الأيام أسوة بالكثير من الذكريات التي باتت بقايا!.