في رسالة المؤتمر الخامس التي تضمنت المبادئ الأساسية لأفكار الامام (حسن البنا) التي أعلنها عام 1938 بمناسبة مرور عشر سنوات على تأسيس حركة الإخوان المسلمين، جاء فيها جملة أمور على غاية من الأهمية منها:(أيها الإخوان المسلمون وبخاصة المتحمسون المتعجلون منكم... إن طريقكم هذا مرسومة خطواته موضوعة حدوده، ولست مخالفا هذه الحدود التي اقتنعت كل الاقتناع بأنها أسلم طريق للوصول، أجل قد تكون طريقا طويلة ولكن ليس هناك غيرها...فمن أراد منكم أن يستعجل ثمرة قبل نضجها أو يقتطف زهرة قبل أوانها فلست معه في ذلك بحال). صبر الاخوان المسلمون على ظيم الحكام وجورهم خلال سنوات عديدة وانتظرو حتى خرجت ثورات الربيع العربي التى اثمرت برؤية واضحة للمشروع الاسلامي للحركة الذي سيشمل اصقاع المنطقة برمتها بدون استثناء ، وبالامس وتحت شعار (مستقبلنا بين أيدينا) بدأت في قصر المعارض في (الكرم) الضاحية الشمالية للعاصمة التونسية اعمال أول مؤتمر علني تعقده حركة النهضة في تونس، بحضور ما بين 25 و30 ألف مشارك في الجلسة الافتتاحية وقال زعيم حركة النهضة الإسلامية راشد الغنوشى انه (رغم أن ثورة الربيع العربي انطلقت من تونس إلا أن فلسطين تظل ترسل الشرارة في كامل أرجاء الوطن العربي) حتى رد عليه الآلاف من الحضور (الشعب يريد تحرير فلسطين) واضاف الغنوشي (اننا نتوقع انتصارات أخرى للربيع العربي وانتصارا قريبا في سورية) وان (المهام الرئيسية للمؤتمر (التاسع) ستكون من دون شك ترسيخ (صورة) النهضة كحزب إسلامي معتدل منفتح ومهتم بمشاغل التونسيين والتونسيات وبتحقيق طموحاتهم). من جانبه دعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، خلال حفل الافتتاح الى (بناء استراتيجية عربية اسلامية لتحرير فلسطين، وطي صفحة المفاوضات) مع اسرائيل ، واضاف مشعل، الذي لقي استقبالاً حافلاً لدى وصوله الى قصر المعارض في الكرم ، إن (جوهر القضية تحرير الأرض، كل الأرض والقدس وطريقنا الوحيد للتحرير هو المقاومة إن أرضاً اغتصبت بالقوة لا يمكن أن تسترد إلا بالقوة والمقاومة ستظل طريقنا الاستراتيجي). ويقول الناطق الرسمي باسم حركة النهضة وعضو مكتبها السياسي نجيب الغربي ، إن المؤتمر حضر جلسته الافتتاحية أكثر من 30 ألفا بين ضيوف ومؤتمرين، وحوالي 500 صحفي وتقوم ثلاثة قنوات تلفزيونية بنقل جلسته الافتتاحية مباشرة، ومن بين الضيوف مساعد رئيس الجمهورية ممثلين للسودان د.نافع على نافع وبروفسير عبدالرحيم على وبروف ابراهيم غندور،إضافة لمشاركة عدد من القيادات التاريخية عربية اخرى وآخرين انقطعت صلتهم بالحركة،على غرار الشيخ التونسي عبد الفتاح مورو. بالتالي فأن أهمية مؤتمر حزب النهضة التونسي تكمن في كونه ينعقد في مرحلة دقيقة من تاريخ الحركات الاسلامية، بعد أن انتقلت من المعارضة إلى السلطة والحكم، وبالتالي يشكل فرصة للتعرف على هوية هذه الحركة كحزب حاكم، ومقدرة كوادرها على تقييم المرحلة وتحديد طبيعة العلاقة التي هي الآن في حالة تشكل بين الحزب والدولة ، خاصة في مصر وليبيا ودرها القادم في سوريا ولبنان واليمن وغيرها من الدول التى تسعى فيها الحركات الاسلامية البدء بقطف ثمار الائمة الاوائل التى وضعت منذ ثلاثنيات القرن الماضي واينعت لتزهر في تونس الخضراء.