{ والتفاصيل التي يهمس بها الهاتف للخرطوم مساء السبت الماضي كانت شيئاً يستحيل تكذيبه ويستحيل تصديقه { والهاتف كان يهمس بأن (جيشاً من حركة خليل بقيادة فضيل يتجه إلى بليلة لضرب حقول البترول.. والجيش يتكون من مائة وعشرين عربة وأسلحته... كذا وكذا). { والجيش هذا ينطلق من منقة الرابعة صباح الجمعة.. وهو الآن في حجر. ويصل إلى .. و.... { .. والخرطوم التي (تفرم) الجيش هذا كانت تعلم (وتنكر) أنها تتلقى المعلومات هذه من جهة محددة.. { تتلقاها من سلفا كير..!! { والخرطوم تعلم أنها تقاتل الآن في جيش سلفا كير في معركته ضد باقان وضد الخرطوم. { فالجيش الذي تطحنه الخرطوم مجموعة العدل والمساواة هم حلفاء باقان. { وسلفا كير يعلم أن واشنطن التي غسلت يديها من سلفا كير تتجه إلى باقان. { وسلفا كير ضابط المخابرات القديم يستأجر توني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق باسم مستشار لمهمة واحدة هي : إقناع أمريكا بأنه ما يزال صالحاً. { وسلفا كير الذي ينتظر فشلاً كاملاً لمهمة باقان (دفع القضية إلى مجلس الأمن أول أغسطس) يحصل على الفشل هذا لاستخدامه. { وسلفا كير يدخل البيت الأبيض الأمريكي وخطواته تدق الأرض بأسلوب الكاوبوي وهو بضربة واحدة ضربة جيش الخرطوم للجيش المهاجم يحصل على ما ينقل الأمر إلى مجلس الأمن من هنا وعلى ما يجرد خصمه من جيشه كله من... هناك. (2) { .. واليوم هو (23 يوليو 2012م) { وترجمة الجملة هذه هي (... اليوم هو العيد الستون لثورة يوليو الناصرية). { وكل شيء يتبدل تماماً. { .. وملايين العيون من الموتى والأحياء تطل من تحت الركام.. وتنظر إلى الردم الهائل من الأحداث والصحف والصراخ والمعارك والوجوه والخطب والدماء و... { .. وكأن شاحنة لنقل الأوساخ تسكب ركام العالم في المزبلة. {.. وكل شيء يتنافر مع كل شيء مثلما تتنافر الأشياء في المزبلة. { لكن شيئاً واحداً يجمع كل شيء بالآخر وهو أن ما يصنع الأحداث هذه هو... المخابرات. { وما بين عام 1960م واليوم يتصل كل شيء بكل شيء بالأصابع ذاتها. { .. وثورة مصر 1952م كانت تنظر إلى (طابا). { .. و(أبيي) الآن نسخة من طابا. { .. والمحكمة الدولية قبل أعوام قليلة وحين تقدم مصر وثائق كاسحة (كلها أرسلت من الخرطوم).. المحكمة الدولية تصدر حكما وهو : أن تتمتع مصر بحق الملكية لطابا. - وتتمتع إسرائيل بحق الانتفاع. { وتصبح مصر هي من يمسك البقرة من قرونها بحق الملكية بينما إسرائيل تحلب البقرة بحق الانتفاع. {.. وسلفا كير يتجه إلى ذلك الآن في شأن أبيي. (3) { لكن سلفا كير مرحلة تنتهي مثل مراحل كثيرة قبلها.. { وأسلوب ضرب السودان يختلف عن أسلوب ضرب مصر.. ومنذ الستينيات وآخر حفل لزواج يهودي في الخرطوم كان هو عقد قران (جوزيف بن صمويل اشكنازي على السيدة دولي بات داؤود بن صهيون وذلك في (3 نوفمبر1963م). { اليهود يهجرون السودان (لا يبقى إلا إدارات شركات جلانلي هناكي وأخرى). { وأسلوب هدم المجتمع (الحرب الاستخبارية الممتدة) يتبدل. { والأسلوب اليهودي ينجح في مصر لأن عشيقة اللواء فؤاد (لعشرين سنة) كانت هي اليهودية (سوارس) التي لها من النفوذ ما كان لجيهان السادات. { والطبقة الراقية في مصر بكاملها كانت تحت جناح التربية اليهودية تصنع بها ما تشاء. { بينما السودان (جنو وجن اليهود)!! { والتدمير في السودان يتجه لاستخدام الطبقة الوسطى للمهمة هذه. { والمادة كانت متوفرة والنشاط ساخناً. { وأحياء أم درمان كانت تغني.. وعلى كل الطبقات الصوتية والاجتماعية. { والدرب التحت يغني (كان عندكم فندك دقوا وأدونا...) { وصلاح: ويكفي أن تقول صلاح يكتب : مريا. { وعبد الحي: أستاذ الأدب الانجليزي بجامعة الخرطوم - قصيدته الأكبر كانت هي أنه يسمع صوت دبدبة وهياجاً أمام بيته قبل الفجر. { ويجد لصاً وشرطياً يصطرعان { ويجلسهما ويأتي بالشاي - ويطلق كلاً منها (بالتعهد) { .. السودان (الناعم) هذا في أول الستينيات كان يتبدل إلى درجة جلبت النميري بعد أسبوع واحد من السنوات.. وجلبت العنف الكاره. {.. وجلبت وجلبت.. { لكن رغم هذا السودان يظل أنعم حالاً مما حوله.. { وكان لا بد لهذا من أن يتبدل. { والماسونية منذ أيام كليبر في مصر «أيام نابليون» كانت تنقل كلمات كليبر وهو يقول : المصري يتناول إفطاره في بيته ويقبل أطفاله. ويخرج ليحدج في جنودنا بعين قوية يجب ألا يفطر المصري. { .. والأمر بالأسلوب ذاته يصمم بحيث يدير السودان وحتى اليوم. { ولا تجرجر أصابعك خيطاً اليوم إلا وجدت الخيط يقودك إلى هناك. { ونجرجر نحن الخيوط. ٭٭٭ بريد أستاذ كهرباء المصانع تضاعف أسعارها وكهرباء البيوت. { أغلق مصنعي ويخرج خمسون عاملاً للطريق.. ومثلي آخرون أستاذ