لابد أن تكون الأشياء واضحة والمواقف بائنة.. وأن يكون اللون إما أبيض أو أسود.. ويكفي الألوان الرمادية التي أدخلتنا فيها الأحزاب السياسية والاستعمار البريطاني منذ الاستقلال بترك الأمور معلقة وتأجيلها دون تقديم حلول جذرية. وأي «زول» عوير و«ريالتو» تسيل يعرف أن جنوب السودان كان هو سبب البلوى والكوارث.. ومع الاختلاف البائن بيننا وبينهم في كل شيء ابتداءً من الدين واللغة والعرق واللون والشكل والطول والعرض والمزاج والثقافة فقد ظل الجنوب شوكة لاصقة في خصر الشمال تمنعه من الحركة. وكنا مثلهم نأمل أن نرى ذلك اليوم السعيد الذي يذهب فيه الجنوب والجنوبيون إلى غير رجعة.. لكن بعضاً من أبناء الشمال ممن باعوا ضمائرهم للشيطان وأكلوا على موائد اللئام واستعانوا بالفرنجة مثل ياسر عرمان ومالك عقار هؤلاء ظلوا «دواب» ركبها جون قرنق في حركته لتدمير السودان واستوى على ظهرها سلفا كير وباقان.. وعلى الرغم من شكوكنا حول الأسباب العرقية أو العقدة النفسية التي تجعلهم يرهنون أنفسهم أدوات للأجانب الفرنجة والأجانب الجنوبيين إلا أن بعض القناعات قد تشكلت عندنا بأن ما يربط هؤلاء القوم مع الجنوبيين أقوى مما يربطهم بالشمال. وباندحار مالك عقار وهروبه وبهروب عبد العزيز الحلو وعرمان اعتقدنا أن هذا الثالوث المشؤوم قد ذهب إلى الجحيم لكنهم الآن يعودون بدعم من الفرنجة وحكومة دولة الدينكا في الجنوب. وعلى الرغم من أننا صدقنا بأن الحكومة لن تفاوض عرمان وعقار والحلو إلا أن الأمر يبدو أنه يسير على غير ما نتوقع ونتعشم إلا أن تكون الحكومة قد أفردت حيزاً للتفاوض مع الثالوث المارق وهي «قاعدة فوق رأي». أما من جانب «الواطين الجمرة) وجمهرة الحادبين على السودان الشمالي والحادبين على الهُوية العربية والإسلامية فيرفضون رفضاً باتاً أي حوار مع الخونة والمارقين. بل قد يذهبون أكثر من ذلك بأن ينادوا قطعاً بعدم قبول عرمان وعقار والحلو أو عودتهم ولو كمواطنين عاديين إن لم تتم محاكمتهم على الدمار الذي نشروه والويلات التي جلبوها على مواطني جنوب كردفان والنيل الأزرق.. وأما عرمان فلابد أن تبدأ محاكمته من مقتل الطالب الجامعي الذي اغتاله في الثمانينيات وهرب بسبب مقتله لكي ينضم إلى حركة قرنق ويصبح جنوبياً بالأصالة والحوالة والنسب. ونعتقد أن الأمر يحتاج إلى شجاعة أدبية من كل مواطنينا بأن نفصح عن رغباتنا المكبوتة وأن نقول إن التصالح والاتفاق مع إسرائيل أفضل مائة مرة من الاتفاق مع عرمان وعقار والحلو. وإذا كان الجنوبيون وتوابعهم من اللا دينيين الشماليين تحركهم الصهيونية فما المانع من أن نتجه مباشرة ونقيم علاقات مبنية على التفاهم والمصالح مع إسرائيل.. وإذا كانت أعلام الدولة الإسرائيلية ترفرف على سفاراتها في كثير من الدول العربية والإسلامية فلماذا لا نأخذ المسألة من «قاصرها» ونتجه للمصالحة مع إسرائيل.. على كل حال لا أريد التنبؤ بأحداث ذلك اليوم الذي يمكن أن يرجع فيه الحلو نائباً للرئيس أو عقار مساعداً للرئيس أو عرمان مساعداً آخر أو نائباً للرئيس أيضاً. في ذلك اليوم سوف يكون باطن الأرض خيرًا من ظاهرها على الكثيرين ممن نعرف من أهل القبلة والمسلمين والناطقين بها. وفي ذلك اليوم ربما تتقاسم الملايين من حرائر السودان أقداح الرماد الحار والطوب والعشكوب أو يغرقن أنفسهن في الأنهر والآبار .. و«نتانة لي نتانة أحسن نتنياهو». كسرة: ما هو موقف ترحيل الجنوبيين المقيمين بالسودان.. علماً بأن أربعة مليون جنوبي يمثلون مهدداً أمنياً وخلايا مدمرة جاهزة للعمل بأمر باقان وعرمان وعقار والحلو وتحمل حقداً دفيناً على السودانيين والعرب والمسلمين وكل جنوبي يحتاج للإعاشة بما لا يقل عن عشرة آلاف جنيه يومياً وأربعة مليون جنوبي يحتاجون إلى أربعين مليار جنيه يومياً وواحد ترليون ومائتي مليار في الشهر وأربعة عشر ترليون في العام.. ويساعدون على أعمال التهريب لدولة الجنوب ويسعون لخراب البلاد وإفسادها وفقاً لتعليمات حركة قرنق والفرنجة المستعمرين.