صحيفة آخر لحظة يوم أمس الخميس جاءت بخبرين هامين أحدهما رئيس ومانشيت يقول «عقار يخطط للهجوم على الكرمك» والثاني فرعي يقول «اتجاه لإلغاء تأشيرة الدخول بين الخرطوم وجوبا..».. طيب يا جماعة.. وعلى الرغم من أنكم أسياد العارفين ولكن للمزيد من التأكيد نقول إن «عقار» طبعاً هو ذلك المتمرد بتاع الحركة الشعبية بتاعة الجنوب وهو المأمور من دولة جنوب السودان والخواجات وهو الذي يقود جيوش الجنوبيين لمحاربة دولة شمال السودان وإسقاط نظامها وتهديد أمنها ويعينه في ذلك باقان وعرمان الشيوعي المتمرد بتاع الحركة الشعبية «برضو».. وهذا العقار وفقاً لما أوردته الصحيفة سوف يقوم بغزوة كبرى لاحتلال الكرمك انطلاقاً من دولة الجنوب السوداني وسيكون من ورائه جيوش من الجنوبيين ودبابات سلفا كير.. وهم يأملون في تأسيس مدينة وموقع انطلاق تحققه لهم حكومة الجنوب التي ربما تضطر إلى توقيع اتفاقية مع السودان للتخلي عن «قطاع الشمال» وفي هذه الحالة ستقول إنها تخلت عن «الجماعة ديل» ولكنهم يحتلون مدينة شمالية هي الكرمك وينطلقون منها وأن دولة الجنوب غير معنية بالتدخل فيما يحدث بالشمال.. وبرضو أنتم سادة العارفين أن دولة الجنوب وجيشها وحكومتها ومواطنيها ما هم إلا أعداء للسودان منذ عشرات السنين وحتى الآن ولا يجمع بيننا وبينهم أي قاسم مشترك فنحن وهم على طرفي نقيض وبيننا «ما صنع الحداد» ثم بيننا اختلاف في الدين واختلاف في اللغة واختلاف في اللون واختلاف في العرق والسحنة.. واختلاف في الثقافة واختلاف في المزاج واختلاف في السلوك واختلاف في طريقة الأكل وطريقة الشرب وطريقة الضحك وطريقة الكلام وطريقة الغناء وطريقة ممارسة العادات والتقاليد.. وهي اختلافات عميقة ومتجذرة زادت منها مرارات الحروب والصراعات والدماء السائلة منذ أن تم ضم الجنوب إلى الشمال فرضاً بواسطة المستعمرين ثم خصص ليكون منطقة مقفولة ودولة معادية.. طيب يا جماعة الخبر الثاني في صحيفة آخر لحظة يقول إنه على الرغم مما ذكرناه عن الحروب القديمة والحديثة وعن نوايا غزو المدن الشمالية وغزو الحدود ودعم المتمردين من أمثال عقار وعرمان والحلو الخبر الكارثة المنقول على ذمة صحيفة آخر لحظة يقول بالحرف الواحد «كشفت مصادر أمس عن اقتراب الخرطوم وجوبا من الاتفاق على مجمل القضايا الخلافية بين البلدين وبروز اتجاه قوي لإلغاء تأشيرة «الدخول» و«الإقامة» بين دولتي السودان وجنوب السودان».. وإذا صح هذا الخبر الكارثة فليس أمامنا إلا تقليب الأيدي والتحسر على ما يحدث والدعاء بالساحق والماحق و«البلاء المتلاحق» على كل من يفكر بهذه الطريقة أو يسعى لها.. فكيف يمكن أن يفكر شخص عاقل وواعٍ في منح الجنوبيين تأشيرة مفتوحة وبدون تأشيرة كمان والإقامة بدون رقيب ومساءلة.. وكيف نسمح للأعداء والخلايا النائمة بأن تستبيح بلادنا وأن تقيم فيها من غير قيد ولا شرط.. ونعتقد أن من يفكر مجرد تفكير في مثل هذا الأمر لا يمكن أن يكون سودانياً سوياً.. عاقلاً رشيداً أو حتى أن يكون «ود ناس» على الأقل في الوقت الحاضر وفي الظروف السائدة ولا بد من التأكيد للمرة المليون أنه بعد نتيجة الاستفتاء بتاعة ال 99.9% والتي قال فيها الجنوبيون وبالحرف الواحد وعلى لسان زعيمهم باقان أموم «باي باي لوسخ الخرطوم، باي باي للإسلام، باي باي للعروبة باي باي للعبودية».. كيف نفكر مجرد تفكير في منحهم حرية الدخول بدون تأشيرة والإقامة في أرض العبودية وأرض الوسخ وأرض مواطنة الدرجة الثانية».. يا جماعة خليكم عاقلين تأشيرات شنو كمان؟! ونفس الصحيفة تقول لكم إن عقار «جاييكم» وربما يغزو الكرمك خلال أيام .. وأن يفرق الجنوبيون عندها ما بين مؤيد للحكومة أو معارض لها أو مؤيد لمنبر السلام فكلهم «مندكورو أولاد كلب». { كسرة: أربعة ملايين جنوبي يحتاجون في الحد الأدنى إلى تحرك يومي بالمواصلات العامة لحوالى مليون شخص منهم.. هذا يعني أن هناك مليون مقعد يومياً يشغلها الجنوبيون في المواصلات العامة بالبلاد.. وهذا طبعاً إضافة إلى الاستهلاك اليومي للشاي والفطور والغداء والعشاء والرغيف والزيت والفول والملبوسات والأشياء التانية «الحامياني» على حد تعبير دكتور البوني وجملة التكاليف السنوية يقدرها الخبراء بحوالى اثني عشر ترليون جنيه سنوياً بالجنية القديم.. فمتى سيرحل الجنوبيون؟!!