ظل شهر رمضان المعظم ولفترات طويلة محل إهتمام المهتمين والمنشغلين بالمجال الدرامي في الوطن العربي عامة وبخاصة في مصر، مرتع فنون الدراما. هذا الإهتمام يأتي من المنتجين والمخرجين والممثلين والمشاهدين، يستعرضون فيه المهارات الإبداعية لتحقيق المكاسب الربحية والأهداف الفكرية، ويتم الإستعداد لذلك منذ وقت مبكر، والسبب هو نسبة المشاهدة العالية التي يتمتع بها هذا الشهر العظيم . المتابع لشاشاتنا السودانية هذا العام يلحظ أنها تجتهد في تقديم صور من الدراما بسيطة وعلى استحياء والسبب يعود إلى ضعف الامكانيات المادية التي تقف حجر عثرة في وجه الذين يرغبون في تقديم الأعمال الجيدة. ويبدو أن الذي نشاهده فقط يقوم على المبادرات الشخصية من المهتمين والهاوين للدراما، ومن رغبات الأخوة الدراميين في تقديم ملمح من الوجه السوداني والأعمال التي تقدم الآن في بعض الشاشات بكل أمانة يظهر فيها الاجتهاد و المهنية والتجربة و التطور فالصورة جيدة والمشاهد تعبر عن الأحداث بكل سلاسة ، ساعد في ذلك ثراء الثقافة السودانية وما تحمله من مواقف درامية رائعة. هذه الأعمال بالتأكيد مؤشرات ستقود الى إنتاج درامي ضخم في شكل مسلسلات طويلة وأفلام إذا وجدت الرأسمالية الشجاعة المؤمنة بجدوى الاستثمار فى الانتاج الاعلامى الإرتقاء بالنظرة الى الدراما ووضعها محل الناقل للأفكار والإعتقادات والثقافات ولغة تخاطب بين الشعوب خاصة و نحن أصحاب حضارات وثقافات وفنون الا أن العالم لم ير الى الآن إلا الجانب الآخر من حياتنا. فلنجعل الدراما طريقنا إلى قلوب الشعوب ومنبراً للتعريف بالهوية السودانية .