تتمتع المرأة السودانية بموقع فريد في ميادين العمل والإنتاج والمسؤولية.. ولها الدور الكبير في نهضة السودان وذلك بفضل تشجيع المجتمع لها وتوجيهاته المثمرة لدفعها إلى طريق الإنتاج والعمل وبناء الأسرة الناجحة والصالحة.. «نافذة المهاجر» التقت بعدد من بنات السودان في لمهجر، زوجات وفتيات، وطرحت عليهن عددًا من الأسئلة حول وضع المرأة ودورها في العمل ورؤيتها لمشكلاتها ومشكلات المجتمع.. وتقول منيرة إبراهيم إنها عملت منذ عام 1971م أستاذة بمدرسة تناقسي السوق ثم انتقلت إلى عطبرة وكنور وأخيرًا استقر بها المقام بالخرطوم حيث تعمل حالياً في وظيفة مديرة مدرسة. واشارت إلى أن السودان تميز باهتمامه المبكر بالعلم والتعليم.. ومازال العلم أهم اهتمامات وطموحات الإنسان السوداني ولكنها أقرت بأن هناك صعوبات حياتية واجهتها في تناقسي تمثلت في ضعف الاتصالات ومشكلات تتعلق باختلاف البيئة وطريقة الحياة ومع ذلك كان الطموح الكبير وقيم المعرفة التي شربناها حافزًا لتخطي أي صعوبات. وهناك طموحات من نوع جديد تواجه المجتمع ككل وليس السودان وحده والأهل هنا يتحملون مسؤولية كبيرة في زرع القيم الأصيلة التي نحتاجها دائماً. وحسب تقييم الأستاذة منيرة للإنسان السوداني فهو الشخص الذي يحترم الآخرين من خلال تعامله معه. وتعتقد كذلك أن كل الإمكانات التعليمية متوفرة أمام الطالبة السودانية وإن كان هناك تقصير فهو ذاتي ويعود لأهل الطالبة نفسها. أما الأستاذة إيمان حسين، خريجة جامعة القاهرة «سابقاً» جامعة النيلين حالياً فحصلت على شهادة الفلسفة عام 1995 م وتعمل الآن في وظيفة سكرتيرة بأحد القطاعات الخاصة بالسودان. وتقول إن الفتاة السودانية ورغم كونها في مجتمع محافظ وجدت التشجيع الكبير من أهلها ومجتمعها.. فهناك الكثيرات ممن سافرن إلى الخارج بغية التحصيل العلمي العالي.. وهذا التشجيع أزال الكثير من الصعوبات فبات طموحها كبيرًا. وإيمان تتحدث بفخر وحب عميق للوطن وقالت إنها تحبذ العمل في مجال تخصصها.. وإن اختيارها لمجال السكرتارية جاء بمحض الصدفة فوجدت ضالتي فيه حيث طبيعة العمل تتناسب مع ما كنت أبحث عنه. وتقول عائشة محمد «ربة منزل» إن المرأة السودانية في المهجر لم تتخلَ عن الثوب السوداني لكن الظروف تتطلب ذلك حيث أصبح الثوب السوداني وللأسف عرضة لكل المعاكسات بالإضافة لاستعماله السيء من قبل جنسيات أخرى غير سودانية. أما رنا عثمان طالبة في السنة النهائية للشهادة السودانية فقد أعلنت رفضها صراحة للحب قبل الزواج وتعتبر علاقة الشاب بالفتاة حتى ولو كانت ستؤدي بهما إلى تجربة زواج هي من أهم عوامل فشل علاقتهما فيما بعد. وأكدت أنها في الوقت الحاضر لا تفكر إطلاقاً في الزواج ولابد من إنهاء دراستي أولا وبعدها سيكون الأمر خاضعا للنقاش العائلي مع أهلي.. حيث إننا نمارس الديمقراطية الأسرية بشكل إيجابي.. ورفضت رنا تشبه بعض الطالبات العربيات بالأوربيات. وتشير «الإنتباهة» إلى أن هذه المقابلات أجريت مع هؤلاء السودانيات وأسرهن أثناء وجودهن في المملكة العربية لأداء فريضة العمرة فلهن منّا كل الاحترام والتقدير.