يا «مغتربين» اربطوا الأحزمة «3» قلنا إنه ليس من المعقول أن يكون فرق السعر في دواء «مرهم لعلاج الحروق» أكثر من «300%» في ثلاث صيدليات في موقع واحد لا يفرق بينهما كيلو واحد. لماذا يستحل هؤلاء الخلق التجارة في صحة الناس وفي احتياجاتهم أين الرقابة الصيدلانية؟ أين وزارة الصحة؟ أين والي الخرطوم؟ بل أين الرئيس عمر البشير؟ أم نقول أين أنت يا سيدنا عمر ابن الخطاب الذي قلت لو عثرت بغلة في العراق لكنت المسؤول عنها لماذا لم تسوِّ لها الطريق؟ أين قيم الإسلام وقيم الدين وقيم الإنسانية لماذا استحل الناس كل شيء في بلد لا يعرف إلى أين هو ذاهب ويتبجح ساسته بإنجازات «خربة» لا تتعدى الفرحة بها «رقصة وأغنية» ثم تذهب في خبر كان. مثل ما يحدث الآن في ولاية الخرطوم التي يتسابق واليها كل يوم في افتتاح منشأة ما إن يقلب وجهه عائدًا منها حتى يتضح أن مستقبلها لحظي فقط من اجل الكسب السياسي. بلد يستحل فيه كل شخص منصبه لضرب الآخر وسأروي لكم قصة ثانية توضح كيف ان القانون في بلادنا لا مكان له في التطبيق حيث ان صديقي ذهب إلى المطار في طريق عودته من السودان وهناك أوقفته إحدى الموظفات العاملات في إحدى الخطوط وشكّت في أن إحدى الكرتونات التي يحملها بها مواد سائلة، فقال لها إن هذه أمانة ولا يعلم ما بداخلها ولو شذ الأمر لا يتعدى أن يكون زيت سمسم أو شيء من هذا القبيل ولكن أصرت الموظفة على فتح الكرتونة واتضح أن ما بها ثلاثة «باقات» صغيرة بها دهان على ما يعتقد صديقي ولكي تبرر الموظفة فعلتها وبعد «نقة» كثيرة وكلام كثير وتبريرات كثيرة من صاحبي أصرت الموظفة على أن هذه سوائل ولكنها أخذت واحدة بحجة أنها بها تسريب وتركت الأخريات ليست هذه المشكلة ولكن المشكلة الحقيقية في أن هذه الموظفة أخذت الباقة الصغيرة ووضعتها تحتها في المكتب وقالت لصديقي «خلاص اذهب» فانظروا كيف تتصرف هذه الموظفة في الحق العام حيث لم تعطه إيصالاً أو تحرز هذه البضاعة المصادرة ولم تكتب صاحبها ولم تسجلها عندها هكذا كل شيء غير قانوني فأين ستذهب هذه الموظفة بهذه العلبة ومن أحل لها أخذها دون إيصال وكم علبة أو أشياء أخرى مصادرة تذهب للأشخاص دون أن تذهب للحكومة لأن هذا يعتبر أموالاً مصادرة وتذهب للحق العام. هكذا تُدار الأمور في بلادنا بكل استخفاف وبكل استهتار وفي غياب تام للقانون وللمسؤول الحقيقي والحكومة تائهة في غيها وفي تيهها دون محاسبة لأحد ودون مراقبة لكن بيني وبينكم «من يراقب من» الكل صار يقول نفسي نفسي كل من وجد فرصة في أخيه ضربه وكان الله في عون الضعفاء من شعبي. ولكن بكل تأكيد إن ضاع حقهم في الدنيا ففي الآخرة لن يضيع حق.