{ هل تبقى أموال الشعب الليبي مع دماء بعض أبنائه وأرواحهم هي أيضاً ثمناً لاسترداد الحرية والكرامة بإسقاط نظام عائلة القذافي؟! مثلما جاء في الأخبار أن القذافي وعائلته قد هربوا بأموال طائلة من البلاد من سيولة وسبائك ذهب، أو على الأقل هربوا من طرابلس العاصمة، فإن خبر عودة رئيس حركة العدل والمساواة خليل إبراهيم من ليبيا إلى دارفور جاء فيه الإشارة إلى أنه عاد من هناك بعد خلع حليفه القذافي بأموال كثيرة وأسلحة حسب إفادات بعض عناصر حركته خلال الاستجواب معهم بعد اعتقالهم من قبَل السلطات السودانية. وبالطبع فإن هذه الأموال الليبية التي حرم منها القذافي أثناء حكمه بعض المناطق بسبب التشكيك في ولائها له يكون خليل قد استلمها من عائلة القذافي التي كانت «مالكة» قبل أن يقتحم المناضل الليبي عبد الحكيم بلحاج باب العزيزية بالعاصمة طرابلس ويقلده المجلس الانتقالي فيها رئيساً للمجلس العسكري.. ولكن حينما نفذ القذافي انقلابه في سبتمبر عام 1969م في غياب الملك إدريس السنوسي فأطاحه من الحكم أرسل السنوسي الذي كان في القاهرة أموال نثريات الرحلة التي كانت معه باعتبار أنها مال الشعب الليبي ولا بد أن تعود لأصحابها بعد أن لم يعد حاكمًا عليهم.. لكن القذافي سرق مال الشعب الليبي وهو في الحكم وهو مخلوع منه.. وجّه القذافي مال الشعب الليبي إلى دعم الحركات المتمردة في بلدان كثيرة منها السودان، وفي السودان كان يوجهها لحركة قرنق، وبعد إيقاف الحرب في الجنوب وهذا أمر ساء القذافي أصبح يوجهها لتمرّد دارفور، ولا يُستبعد أنه كان بصدد صناعة ودعم تمرّد بجنوب مصر. والقذافي كان يفعل كل ما يريد أو يحاول بأموال الشعب الليبي، فأصبحت ليبيا في عهده قناة تمويل لإشعال الحروب في إفريقيا والوطن العربي، وحتى أوربا كان لها نصيب من أموال القذافي لدعم نسف الاستقرار هناك حينما دعم متمردي ايرلندا، وكان يظن أن بأمواله يستطيع أن يفعل ما يريد في هذا العالم ولكن الدول الغربية الكبرى وضعت كما يبدو بشأنه خطتين الأولى لتأديبه والثانية لدعم أي تحرك شعبي ضده من خلال حلف الناتو.. وقد كان. وكان من الطبيعي أن يحظى خليل إبراهيم وحركته وربما حزبه من أموال الشعب الليبي بواسطة راعيه القذافي قبل إطاحته من الحكم وبعدها. لكن ليست الأموال المسروقة بواسطة القذافي من خزينة الشعب الليبي كافية لحسم القضية لصالح الحركة المتمردة وعلى حساب الأمن والسلام وهي لا بد أن تنفد في يوم من الأيام، اللهم إلا إذا ما اتجه لاستثمارها لغسلها في بعض الدول ربما تكون من بينها دولة جنوب السودان التي لا تتورع من دعم أي تمرّد ضد السودان كما هو مفهوم. غاز السفارة كأن البعثة الدبلوماسية الأمريكية في السودان مثل الحركة الشعبية التي تحكم الآن جنوب السودان.. كان انفصال الجنوب عن الشمال يعني نقل قادة الحركة من الخرطوم إلى جوبا ورغم هذا النقل الأبدي إلى الدولة الجديدة فإن آثار الحركة الشعبية السلبية بقيت متروكة خلفها كما هو معلوم من تفلتات أمنية في جنوب كردفان والنيل الأزرق، كذلك فإن السفارة الأمريكية بعد أن انتقلت من شارع علي عبد اللطيف بعد فتحه واستقلاله منها وحمد الناس ربهم بتقليل الاختناق المروري وتقصير خطى المتوجسين من سدود السفارة، فإن من مكانها القديم انطلق الغاز الكيميائي بكمية أزعجت السلطات، فمكان البعثة القديم كان محمياً من الاعتداء حينما كان هو مقرّها، لكن جاء الاعتداء على المواطنين من المبنى المحمي في السابق بعد رحيل البعثة.. إن الحركة الشعبية والسفارة الأمريكية صنوان في كل شيء. وحتى دور القوى الأجنبية في دعم عدوان الحركة الشعبية بعد أن انتقلت إلى العاصمة الجديدة لا تخفى بصماته. فاللهم اكفينا شرور أمريكا العاجلة والآجلة. نوافذ الخير ما أكثر طباعة الكتب في هذا العصر!، وخاصة في هذه الفترة.. لكن ليس جميعها يحمل بين سطورها إلى الناس ما هو أهم، أما منظمة نوافذ الخير فقد اختارت تناول أهم القضايا في إصدارات ليست «تخينة» مُملة. بل مع أهميتها يمكن قراءة الإصدارة في ساعة أو زد عليها قليلاً.. وقد طالعت بعض إصداراتها بقلم الكاتب العبقري «الأمين محمد أحمد سليمان» الذي تناول بقصد ذكي جوانب ضرورية المعرفة من حياة صحابة رسول اللّه صلى الله عليه وسلم. وكذلك تناول في بعضها بالمقابل أصول العقائد التي توجه الإساءة إلى هؤلاء الصحابة من منطلقات أصلها قومية عنصرية شهدتها قارة آسيا منذ زمنٍ بعيد، وأصحاب هذه العقائد الشاذة كانوا قبل الإسلام يحاربون الحضارة الرومية أما بعده فكان عدوهم «السري» هو الإسلام.. فهم العدو من الداخل فاحذروهم.. إنهم امتداد للمنافقين، امتداد لمسيلمة الكذاب، وهم يقدسون ويمجدون مسيلمة الكذاب في مجتمعاتهم دون أدنى حياء. فالشكر والتقدير مستحقان للأستاذ الأمين محمد أحمد سليمان وأيضاً لمنظمة نوافذ الخير التي أنتجت هذه الإصدارات المطلوبة جداً لفرز الأوراق وإحلال الهدى محل الضلال والحق محل الباطل والصدق محل الكذب، فأكثر المسلمين اليوم يعيشون عدم وعي يجعلهم دائماً عرضة للمتآمرين على عقيدة الإسلام وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.. فهم أعداء السنة بجدارة.