يأتي الموسم الزراعي هذا العام استثنائيًا في مختلف المشروعات الزراعية بالولايات وذلك وفقًا لما رفدت به السماء من أمطار غزيرة غطت المساحات المزروعة، ولاية شمال كرفان يعول عليها كثيرًا في جلب عملات صعبة من خلال موسمها الزراعي الذي يشهد ظروفًا خاصة لأول مرة.. وزير الزراعة والثروة الحيوانية الفريق أول ركن محمد بشير سليمان جلسنا معه في حوار توضيحي للوضع الحالي للقطاعين حيث كشف عن آفاق استثمارات عدة تشهدها الولاية من مختلف دول العالم بجانب السيطرة على النزاعات القبلية في جانب الرعي بإنشاء مراكز أمنية منتشرة في المنطقة فإلى ما دار من حديث: ً٭٭ بداية حدثنا عن الوضع الزراعي الراهن بالولاية؟ لعل مدخلنا إلى الموسم الحالي كان الأمطار المستمرة المتدفقة على كل محليات الولاية لأول مرة مما يعني تجاوز مشكلة الأمطار المتقطعة ويتوقف الوضع الراهن فيما يختص بالموسم الزراعي على عاملين أساسيين وهما التحضير المبكر الذي بدأ بتحديد سياسات زراعية واضحة مبنية على التقسيم الإقليمي للولاية، حددنا من خلاله الميز النسبية للمحصول الزراعي لكل إقليم مناخي وبناء عليه وضعت الدراسة التي طرحت على مجلس الوزراء الولائي وتمت إجازتها، بعدها حددنا لكل إقليم محصولاً بناءً عليه تم طلب تحديد المساحات المطلوبة للزراعة وتتمثل في المحاصيل بشتى أنواعها إضافة للأشجار المثمرة، ولدينا عمل زراعي في البذور للمحافظة على الأصول الوراثية للنبات والأشجار وحددت مساحة 8 ملايين ونصف فدان وفي جانب الصمغ العربي نستهدف زراعة مليون شجرة هذا العام، وبدأ المحصول يسترد عافيته في الزراعة والإنتاج لا سيما بعد تحرير الأسعار، ونسعى لقيام صناعات صغيرة للمنتجين ليكون الإنتاج ذا قيمة مضافة. ٭٭ ماذا عن التقاوي وتوفيرها؟ تم توفير التقاوي بالحجم المقدر والمحدد حسب قدرات الوزارة الاتحادية، فالعام الماضي حصلنا على ما يقارب 700 طن تقاوي لمحصولات مختلفة، ونطمح العام الحالي لزيادة المساحات والمحصولات لتحقيق الأمن الغذائي لسكان الولاية والمركز بعد خروج البترول من الدائرة الاقتصادية، ومدَّتنا الوزارة الاتحادية بحوالى 636 ألف طن تقاوي، وطالبنا ب 2500 ألف طن، وهذه الأسباب نتيجة لضعف التمويل من قبل وزارة المالية، وتم التركيز على زراعة الفول السوداني باعتباره واحدًا من المحصولات الثمانية التي ركز عليها البرنامج الاقتصادي، ولدينا ميزة نسبية في مساحات واسعة في المحليات الغربية، وما تبقى أقل من النصف ووزع لزراعة الذرة بمختلف أنواعها منها الكركدي والسمسم، ونسبة لضعف التمويل الذي واجهنا هذا العام آثرنا أن يتم توزيع التقاوي هذا العام لزيادة الإنتاج بالاستفادة من الميزات النسبية لكل إقليم. ٭٭ ما هي المساحات المزروعة فعليًا؟ زرعت مساحات الذرة بواقع مليون و548.936 ألف فدان والدخن مليون و485,15 والسمسم بواقع مليون و89 .222 ألف فدان والفول السوداني 947 .391 ألف فدان والمحاصيل البلدية 6 آلاف فدان بإجمالي المساحات 6390.563 مليون. ٭٭ كثر في الآونة الأخيرة الحديث عن تفعيل دور الجمعيات التعاونية للنهوض بالاقتصاد.. هل هنالك اتجاه لإشراكها؟ نعم ويتم التمويل للجمعيات التعاونية الزراعية المسجلة في البنوك وحقيقة هذه الخطوة تمكن الوزارة من التعاون مع جسم شبه رسمي لتنفيذ الضوابط في إطار منح التقاوي وتوطينها بالقرى المنتجة، وهذا ما حدث فعلاً، ويمكن القول إن الجمعيات حققت ما رمت إليه الوزارة حيث وضعنا شروطًا للجمعيات على حسب الميزة النسبية وتسجيل الجمعية بجانب المساحة المحددة والالتزام بالضوابط الكلية في إطار مطالب تصدير التقاوي وربط ذلك بالعمل الإرشادي لتحقيق الهدف الأساسي، وهو تقليل جلب التقاوي من خارج الولاية لتوفيرها ذاتيًا وتكوين حزمة تقاوي تقنية متكاملة، وهنالك بعض الضمانات كان لا بد من ضبط أكثر للمزارعين المنتجين بضمان استلام شيك من الجمعية المعنية كضمان للتقاوي التي سلمت إليها حتى نتأكد عند نهاية موسم الخريف والحصاد من ضمان عودتها، بجانب متابعة ومراقبة الجمعيات. ٭٭ ما هي الضمانات التي قدمتها الوزارة لنجاح الموسم الحالي؟ لضمان موسم زراعي ناجح وضعنا خطة لوقاية النباتات من تأمين المبيدات والمعدات والعربات والقوى البشرية ووزعت هذه المدخلات على مستوى المحليات، وتم الإعلان في كل وسائل الإعلام أنه على المواطنين التبليغ الفوري للجهات المختصة لتسليم المبيدات، إضافة لتجهيز عشرة مطارات تحسبًا لظهور الآفات، وأشير هنا إلى أنه تمت مكافحة الآفات كالفئران والبقة والعنتد منذ فبراير الماضي وتمت تغطية كل الولاية، أما المتوقع الآن فهو ظهور البقة وآفات السمسم الفأر والجراد بمختلف أنواعه والطيور. ٭٭ إذن ما هو التحدي الذي يواجهكم حاليًا؟ حقيقة التحدي القادم كيفية الحصاد لهذا الموسم وفي ظل الحاجة إلى معينات وتمويل ولدينا أتيام متحركة حاليًا للمسح لرفع المطلوبات المادية لتوفير العتاد للحصاد وفي الأسبوع الثالث من هذا الشهر سوف تحدد النسبة المطلوبة، ونواجه مشكلة ضعف الأيدي العاملة في الزراعة جراء تأثير التعدين الأهلي وخروج الأيدي العاملة من الجنوبيين من الولاية، ونسعى لحلها مع الوزارة الاتحادية، وأشير إلى أن مزارع الولاية قادرة على تجاوز مرحلة الحصاد، فالأسرة الكردفانية زراعية، فالمرأة هي الأكثر تفاعلاً في الزراعة وإذا واجهتنا مشكلات تفوق قدراتنا سوف نستعين بالمجتمع، كإيقاف الدراسة لفترة الحصاد بجانب الاستعانة بالآليات. ٭٭ إذن ماذا عن التسويق؟ الخيارات كثيرة، ونطمح إلى أسعار يتوقعها المنتج، وتدعم الاقتصاد الكلي والولائي، ولدينا تعاقدات مع شركات عديدة، إضافة إلى خطة للارتقاء بالمزارع في تكوين شركات وبنوك للتمويل لتجاوز شرط الوسائط، إضافة لإنشاء محفظة تسويق وهذا مرتبط بالجهات المختصة في فتح الأسواق المحلية والعالمية. ٭٭ ماذا عن الثروة الحيوانية؟ فيما يتعلق بالثروة الحيوانية فأمطار هذا العام منحت الولاية «نباتًا علفيًا عضويًا كبيرًا وممتازًا» ولدينا خطة لنثر البذور وتشجير الغابات إلا أن حجم الأمطار أخرج نباتات لبعض المراعي لم تخرج منذ سنين مضت والآن مساحة الولاية مغطاة تمامًا بالنباتات العلفية وهذه ميزة يجب المحافظة عليها ولذلك وضعت خطة تنفذ في منتصف أكتوبر لفتح خطوط النار والبدء المبكر في حزم الأعلاف، وبدأت فعليًا عملية تطعيم واسعة للثروة الحيوانية وبالتالي تتجاوز المرحلة الابتدائية للخريف لاحتواء كافة الوبائيات وضبط الحيوانات القادمة من بقية الولايات وتطعيمها وحقيقة بدأنا التصدير إلى ليبيا وتم فتح محطة جمركية في حمرة الشيخ للتصدير برًا. ٭٭ يتردد كثيرًا الكلام عن وجود فجوة غذائية بالولاية ما مدى صحة ذلك؟ على مدى الثلاثين عامًا الماضية لم تنتج ولاية شمال كردفان الغلال الذي يكفيها والحديث عن الفجوة الغذائية في العام الماضي صحيح والبعض عدها مجاعة ولكن يجب أن يكون الحديث موزونًا بالمنهج العلمي والقراءة الرقمية، حيث توجد بدائل أخرى في الغلال حاليًا وفي آخر مسح ولائي وجدنا استهلاك الولاية من القمح أكثر من الذرة. ٭٭ يعتمد بشكل كبير على ولاية شمال كردفان على إمداد المملكة العربية السعودية بالهدي سنويًا.. فما هو الموقف هذا العام؟ أؤكد مقدرة الولاية على تأمين أكبر قدر من الهدي هذا العام للملكة العربية السعودية ورفدها بحاجتها من الماشية السودانية، نتيجة لتوفر إنتاج عالٍ من الضأن حيث يتوفر «5» آلاف رأس ولدينا محجر الرهد وحمرة الشيخ وشهاداته مباشرة لميناء بورتسودان.