كما وعد الأستاذ عبدالمجيد منصور، الخبير المصرفي والذي عمل مديراً لعدة بنوك في السابق، بعث إلينا بسلسلة من المقالات يُجملُ فيها رؤيته حول الواقع المصرفي الذي سبق أن شهد بفساده في مقدمته التي نشرناها أمس الأول هنا تحت عنوان «الربا، وشاهدٌ من أهلها»، حيث جزم بشيوع الربا في جُلِّ معاملاتنا المصرفية، وبتعامي الدولة ممثلة في مؤسساتها المعنية عن هذه الحقيقة.. ولما كان عسيراً أن نُفرغ مساحة العمود لسلسلة طويلة من المقالات حول قضية واحدة الأمر الذي يضطرُّنا إلى إهمال ما يستجدُّ من قضايا فقد رأينا، بعد أن ننشُر كلمته هذه حول «المرابحة التي جوَّزها الفقهاء»، أن نستوعب كل آرائه وإفاداته ومآخذه ونصائحه في ثنايا حوارٍ يُجرى معه خلال الأيام القادمات على صفحات هذه الصحيفة.. فإلى رؤية السيد عبدالمجيد منصور حول المرابحة: المرابحة التي جوَّزها الفقهاء: أولاً، سموها المرابحة للآمِر بالشراء، وليس هنالك لا في كتاب الله ولا في سنة رسوله ولا التابعين من الفقهاء من تحدث عن المرابحة للآمر بالشراء، وإنما كان ذلك قياساً مستحدثاً، مراعاة حسب زعم المجتهدين لمصلحة المجتمع، باعتبار أنها قد تساعد في زيادة الإنتاج. لكن هل كان ذلك الحال هُو كذلك؟؟... الناظر في أحوال المصارف الآن يجد أن المرابحة قد أورثت المصارف عمليات متعثرة لا حصر لها ولا عد!! وأنها قد أدخلت كثيراً من المزارعين وصغار المنتجين المتعاملين بهذه الصيغة السجون، فرأينا الشيوخ والنساء والأرامل وغيرهم من الشرائح الضعيفة في االمجتمع، رأيناهم في نيابات المصارف، بل رأينا بعضهن يلدن في السجون، وبعضهن يحملن معهن إلى السجون أطفالهن الرضَّع!! فهل هذا من مصلحة المسلمين ومصارفهم في شيء؟؟!!.. إن «المرابحة للآمر بالشراء» هي الصيغة الوحيدة التي يمكن أن تُحوَّلَ إلى عملية وهمية بسهولة بالغة، دون الصيغ الأُخرى، ولقد سمعتُ يوماً محافظ بنك السودان السيد الدكتور محمد خير الزبير يقول إن متوسط التعثر قد بلغ نسبة كبيرة أضرت بالمصارف وبالاقتصاد عموماً، هي نسبة 25%، في حين أن النسبة المعروفة التي أقرتها المؤسسات المالية العالمية هي ما بين 1 إلى 5%، ويلاحظ أن النسبة التي تحدث عنها سعادة محافظ بنك السودان هي نسبة متوسطة قد يكون أعلاها 70% وأدناها أقل كثيراً من 25% بين مصرف وآخر. عبد المجيد منصور عبدالله «يواصل الأستاذ عبدالمجيد منصور طرح رؤيته بكمالها إن شاء الله في ثنايا حوارٍ يُجرى ويُنشر في هذه الصحيفة قريباً بمشيئة الله».