في يوم السبت الماضي كتبت في هذه المساحة وتحت عنوان «دعوة لوزير الداخلية ومدير المرور ومعتمد كرري» وكان مجمل الحديث حول تصريحات السيد وزير الداخلية لإنفاذ بنود إستراتيجية الدولة للسلامة المرورية بإدخال تقنيات حديثة في مجال المرور السريع وداخل ولاية الخرطوم بإضافة القوانين التي تساعد في تحقيق السلامة المرورية وعلى نطاق القطر بنسبة كتبت خطأ إذ أنها «عشرين بالمائة» وبالأرقام كتبت «اثنين بالمائة» خطأ مطبعي لا يفوت على فطنة القارئ دون شك.. ولِما وجدناه من اهتمامٍ كبير من وزير الداخلية بأمر السلامة المرورية على مستوى القطر وما ذكره عن اهتمام أجهزة الدولة متمثلة في «مجلس تنسيق السلامة المرورية» فقد رأينا أن نمد أيادينا بيضاء من غير سوء لمساعدة إخواننا في إدارة المرور ولما نجده منهم من جهد جاهد يبذلونه في مختلف الأحوال والأوقات فنبّهنا إلى بعض أشياء كان قد بادر بها سعادة اللواء عابدين الطاهر الذي نعرفه منذ أيام عمله الدؤوب في المباحث ووقوفه بنفسه على كل أمرٍ كبير أو صغير حتى يتم إنجازه وحسمه وعندما انتقل إلى موقعه الجديد بالإدارة العامة للمرور ظل شعلة متقدة.. وبدأ بمشروع حسن التعامل ولا نريد أن نتعرّض لمواقف أخرى قام بحسمها ومعالجتها على الأقل في الوقت الحاضر.. وتعرضنا في حديثنا لمنطقة خطرة بمحلية كرري على امتداد شارع الوادي وخصوصاً المنطقة الواقعة جنوب «لفة الثلاثين» التي شهدت أكثر من حادث خلال أيام قليلة راح ضحيتها عدد من المواطنين الأبرياء وذلك بسبب بعض القصور في تسوية الشارع وانفجار إحدى المواسير التي بدأ العمل بها ثم تُرك بعد أن تراكم التراب على «صفحة» الشارع مما تسبّب في الحادث الأول ثم تبعه الثاني في نفس اليوم والذي أفقد الشارع في تلك المنطقة الإضاءة في عدد من أعمدة الكهرباء وذكرنا أن بعض أصحاب العربات الثقيلة يقودونها بقوة وسرعة شديدة في سباق مع الزمن للحاق غالباً بالكبري الجديد «الحلفايا الحتانة» مما يسبّب مع بعض الحفر والمطبات بالشارع في تلك المنطقة الحوادث والأصوات المزعجة المخيفة لقوة العربات ومتانتها وربما يزيد ذلك من حجم حفر الشارع أيضاً مع الظلام الذي أحدثته الحوادث مع السرعة الزائدة.. نداؤنا كان من أجل اللحاق، حتى لا تتكرّر المآسي وحتى تهدأ نفوس سكان المنطقة وتطمئن قلوبهم على أهليهم وهم يعبرون الشارع لمختلف أغراضهم وختمت حديثي يومها بدعوة للسيد وزير الداخلية ومدير المرور ومعتمد كرري للوقوف على حجم خطورة الموقف وتخوّف عابري الطريق ومن حوله من السكان ولم أكن أبداً أتوقع ما حدث.. ففي اليوم الثاني مباشرة لنشر هذا الموضوع بالصحيفة رن هاتفي السيار وكان المتحدث سعادة اللواء عابدين الطاهر الذي عرفني بنفسه وأخبرني بأنه الآن في نفس الموقع الذي ذكرته بالصحيفة وطلب مني تحديد المكان «بالضبط» الذي يتسبّب في الكوارث وأضاف أنهم يعملون الآن بوضع إشارات وعلامات مرورية لتأمين الموقع ولسلامة من حوله.. وحقيقة فإن مثل هذه الاستجابة السريعة والاهتمام البالغ بالأمر وبما كتبناه لم تكن متوقعة ولا منتظرة إلا من سعادة اللواء عابدين الطاهر مدير الإدارة العامة للمرور الذي نعرفه ونعرف همته وتقديره للأمور وتعامله الراقي مع أجهزة الإعلام والإعلاميين ولعل الأمر يتشابه كثيراً مع ما فعله السيد رئيس الجمهورية في حادثة تلميذات كوبر التي عالجها ولم يغادر المكان إلا بعد أن رضي الناس في تلك المنطقة.. ونثق تماماً في مقدرة سعادة اللواء على معالجة ما يتعلّق بالتعامل مع المخالفات والمخالفين وأصنافهم في الشارع العام.. ونعلم أن مسألة إصلاح حال الشارع وإعادة الإضاءة والترميمات ربما تكون من اختصاص جهات أخرى تحتاج لتنبيه أو تذكير وفي المحليات هذا عمل معتمد كل محلية بتوجيه جهات الاختصاص لعمل اللازم في المكان المعيّن وهذا ما نتوقعه من السيد المعتمد لمحلية كرري وها هو سعادة اللواء لبى الدعوة بأريحية عظيمة نيابة عن وزارة الداخلية التي عودتنا دائماً سرعة الاستجابة والتعاون الكبير إيماناً منها بدور الإعلام وأهمية التعامل اللائق معه وهذا ما نتمنّاه ونرجوه وننتظره من بقية الجهات ولا شك أخيراً أن العمل ينصب لخدمة أهلنا جميعاً في هذا البلد الطيب الرائع الذي أنتج لنا أمثال عمر البشير وسعادة اللواء عابدين الطاهر اللذين لا يهدأ لهما بال ولا يغمض لهما جفن قبل أن يطمئنا على سائر رعيتهما والإخلاص والولاء لشعبهما.. وأجدِّد احترامي وتقديري لهذه الاستجابة الطيّبة العاجلة من إدارة المرور مع أكبر التقدير والاحترام..