* ما هو تعريف قطاع الشمال.. هل تعتقد الحركة الشعبية التي تحكم دولة جنوب السودان أنها أيضاً تحكم جمهورية السودان حتى تسمى الحركة التابعة لها بقطاع الشمال ...وأي شمال يقصدون؟إذا كانوا يقصدون جمهورية السودان فإن الشمال في جمهورية شمال السودان هو الولاية الشمالية «يعني الشايقية والبديرية والدناقلة والمحس والسكوت والحلفاويين»..فهل يقصدون ذلك؟ على أمبيكي والاتحاد الإفريقي أن يسألواباقان ومجموعته ليحدثوهم عن الشمال المقصود بعد أن صار الجنوب المعروف دولة لا علاقة لها بجمهورية السودان.. وفي تقديري فإن الوثائق والمستندات التي قيل إن الوفد قد أودعها منضدة الوساطة لن تفيد كثيرًا في حل المشكلة لأن الوساطة نفسها تفكِّر كما يفكر باقان وتصدِّق ما يصدقه الأمريكان الذين ينحازون لكل ما يدعيه باقان ورفاقه ولن تقنعهم الوثائق ولا الحقائق الواضحة الساطعة.. مثل الحدود والوقائع التاريخية والمنطقية.. فما رأيهم في دولة تريد أن تقيم دولة في دولة أخرى ولها سيادة... وتريد أن تقيم حزباً وأنصارًا داخل دولة لها دستورها وقوانينها ولها نظمها... وكيف تريد الوساطة أن تجلس حكومة السودان لأشخاص تابعين لحزب حاكم في دولة أخرى.. وضباط في جيش دولة أخرى تحارب جيشنا وتخرب منشآتنا وتحتل أراضينا وهل أصول الوساطة أن تصم آذانها وتغمض أعينها عن الحقائق الناصعة وتعتمد على الادعاءات الكاذبة أساساً للتحكيم بين الفرقاء. * أرى أننا نضيع الوقت في هذه القربة المقدودة التي اسمها لجنة حكماء إفريقيا والوساطة غير العادلة والمنحازة التي تنظر للأمور بعيون أمريكا وتنفذ أجندة إسرائيل... وقبل أيام زارت البلاد لجنة تقصي الحقائق من البرلمان الإفريقي واستجوبت كل الجهات رسمية كانت أم منظمات مجتمع مدني ولكن ما ستقوله حكومة الجنوب والمنظمات الصورية سيكون في أصل التقرير وسيعتمد كلامهم المفعم بالأكاذيب والدراما والعاطفة مثل الاسترقاق ومواطنة الدرجة الثانية والاستغلال والتهميش وهي مصطلحات تجد مكانها في قلوب الأفارقة الذين عانوا من ويلات تجارة الرقيق والاستعباد والتفرقة العنصرية من قبل الأوربيين والأمريكان حتى تحررت إفريقيا من قبل ستين عاماً من أخذ مظاهر العنصريين.. هذه العقدة التي لا تؤهل الإفارقة في أن يكونوا عادلين في ادعاءات هؤلاء المحرضين من قبل الأمريكان واليهود.. وأنا أتساءل: أين الجامعة العربية من قضيتنا هذه «ولماذا تسد دي بي طينة ودي بي عجينة» وهي تشاهد وتقرأ مواقف الاتحاد الإفريقي وآلياته من قضية السودان والتسلط الصهيو أمريكي علينا؟. *عموما أنا لا أرى فائدة ولا أرى منصفاً يمكن أن يأتي من هذه الوساطة الميتة في نظري بل الباهتة في مواقفها من قضايا واضحة مثل التي تنازعت فيها حكومة الجنوب.. وكل هذه المماطلة والجرجرة هي مخططات لإيصالنا إلى مقصلة مجلس الأمن.. ولذا فإنه من الأفضل أن نقوي علاقاتنا بالروس وإيران والصين إذا أرادت ليكونوا حكماً عدلاً ضد قرارات مجلس الأمن الدولي التابع لأمريكا وإنجلترا وفرنسا.