لم أعرف في جميع أنحاء العالم العربي من يملك قدرة خارقة في تطويع القافية والبناء الشعري ونظمه مثل الأخ الشاعر الكبير شمس الدين حسن الخليفة شاعر «مرحبتين بلدنا حبابا». ذلك الرجل الذي يمزج اللغة العربية والإنجليزية ومفردات اللغة الدنقلاوية بسلاسة تجعلك تعتقد أنك تقرأ قصيدة بلغة واحدة. فمثلاً قصيدة مثل قصيدة: «ليه تظلمني التي تغني بها الفنان الراحل المقيم إبراهيم عوض في ستينيات القرن الماضي يحورها الشاعر شمس الدين لتقول: ليه تظلمني وتنسى هواي برضي بحبك زي ماي آي My Eye وصولك كيف ومكانك هاي High تعال أدركني بفور آي داي I Die بحلم بيك أنا دي آند نايت Day and Night أنا والنوم دوام في فايت Fight إنت النار بل إنت اللايت Light تغلط واحلف إنك رايت Right وله في مجال أشعار الحقيبة وتهجينها باللغة الإنجليزية باع طويل كأغنية الشاعر علي المساح «غصن الرياض المايد»التي تقول فيها: أي كان نوط بليف ماي آيز I cannot believe my eyes في ذكراك حبيبك ديمة تل هي دايز Till he dies مجنون أكيد ما هو وايز Wise وهكذا.. ولكن ما الذي جاب طاري هذه القصائد؟ لقد عانت اللغة الإنجليزية اليوم بفعل التدني المستمر لمستوى أساتذتها وانعكس ذلك في مستوى الطلاب. ونظرة واحدة لنوع الأسئلة التي تنشرها بعض الصحف لمادة اللغة الإنجليزية تفزعك كثرة الأخطاء الموجودة بها. ولا يعقل مثلاً أن يكون الطالب قد حاز على «98%» في اللغة الإنجليزية في امتحان الشهادة وفي المقابلة لدخول الكليات لا يستطيع أن يترجم : «أنوي أن أتخرج طبيباً متخصصاً في الأمراض الصدرية». بل لا يستطيع أن ينطق الجملة المكتوبة التي تعطى له. ونود أن نقول إن اللغة الإنجليزية عندما كانت تدرس بطريقة سليمة نبغ فيها بعض إخوتنا من أمثال الشاعر شمس الدين الذي هجن بها بعض أشعارنا. ولو كان هناك إنجليزي متبحر في اللغة العربية هل كان بإمكانه أن يكتب قصيدة باللغة الإنجليزية ويهجِّنها باللغة العربية؟ هذا لم يحدث منذ عهد جيفري جوسر أبي اللغة الإنجليزية وإلى يومنا هذا وإلى يومهم غداً. وربما استطعنا بنشرنا لمثل قصائد الشاعر شمس الدين أن نحبب للدارسين اللغة الإنجليزية ونفهمهم إنها ليست صعبة للدرجة التي تجعل بعض المتعلمين على أعلى المستويات يقولون : I am interesting بدلاً عن I am interested وأنا أبحث في جيوبي وجدت قصيدة بخط الأخ شمس الدين «ويمكن هو نفسه لا يعرف أين هي» ونشرها سيكون مفاجأة له: يقول فيها: لقد جربت نار الحب منقاداً بلا Option ( خيار) وفي قلبي سكاكين مصاريني بها انحشن تعرض قلبي المسكين من غلبي ل Bisection (عملية فتح ) وبالدمع الذي يجري وساداتي قد اترشن ومحبوبي يبالغ إذ يعذبني ب Intention ( قصد) عميق النوم فارقني وأمسى الجمر لي فرشاً عذابي صار مرئياً له سمك و Dimension (بعد) وأورامي بأحشائي الةخفاف أبين ينفشن عيون الظبي إذ نظرت أصاب القلب Abduction ( اختطاف) فمن سيعيد لي قلباً ضعيفاً منهكاً هشاً وهل ستعيد عافيتي فحوصات ال Liver Function(وظائف الكبد) أنا الصب الذي أمسي عنيفاً غرامه وحشاً فلا تحسب معاناتي خيالاً جال أو Fiction (خيال) لئن يك لعبكم خشناً فلعب بناتكم أخشن ضرائبهن باهظة وليس هناك Exemption ( استثناء) وبعض بناتنا فيل وبعض بناتنا كشن فهل من نال مقبولاً كمن قد نال Distinction(إمتياز) لقد حاولت أن أنجو بأعصاب قد إنشدن فلم تجدِ ابتهالتي وإني الآن On pension (بالمعاش) فيا أهل النهى والرأي إن عقولنا طشن فهل من ناصح فطن يكون لديه Suggestion ( اقتراح) وللشاعر شمس الدين عدد كبير من القصائد في هذا الشكل. وقد تغني بها الفنان فؤاد القصاص في حفل ضم عدداً من الأجانب الذين ذهلوا وشاركوا بالغناء في صورة بديعة. متعه الله بالصحة والعافية وأمتعنا بصحبته وبأشعاره. تهنئة مستحقة: تمت ترقية الأخ الدكتور أحمد الأمين محمد إلى درجة الأستاذية بكلية البيطرة بجامعة الخرطوم. والبروفيسور أحمد الأمين هو رئيس هيئة حلمنتيش العليا وله باع طويل في مجال الشعر الحلمنتيشي ونتقدّم له بأحرّ التهاني بهذا الإنجاز العلمي الكبير الذي يستحقه ونتقدم لزوجته الأخت الدكتورة زينب الزبير الطيب وزملائه وطلابه بالتهاني الحارة.
آخر الكلام: لا توقفوا الركشات.. ولكن ألزموا سائق كل ركشة أن يزيل ما ركبه على عادمها من مفرقعات صوتية. حاربوا التلوث الضوضائي فإنه ضار بالصحة ويسبب التوتر.