السيد الرئيس وصحبك الكرام البررة لقد سعدنا بكم كثيراً رغم الضوائق التي واجهتنا عبر هذه المسيرة وهذه هي سُنة الحياة إحلاء وإمرار وبلادنا قد شهدت عمراناً في كل المواقع الشيء الذي لم يأتِ به الأوائل. الآن يا سيدي الرئيس نقول لو كان «لنيفاشا» حسنة واحدة هي إخراج الإخوة الجنوبيين لدولتهم ليعمروها ونحن قبلنا ذلك الانفصال الذي طلبوه هم بإصرار وأريقة الدماء من أجله ماذا يريدون منا بعد ذلك؟ المسألة تطورت بنقل السلاح من جنوب كردفان وتم قبض ثلاث شاحنات محملة بالأسلحة والذي دخل منها خلسة وخفية أكثر وأعظم، ومع هذه النوايا السيئة هل يصح أن نقبل بالحريات الأربع؟ وهل أحداث هجليج يمكن أن تنسى حتى لو دفعوا الخسائر ألف مرة؟. أخيراً نقول للسيد المحترم كبير المفاوضين إذا وافق على الحريات الأربع نطلب منه أن يضع أمام كل بيت سوداني حتى السكن العشوائي أن يضع كشك حراسة مسلحة مثل الكشك الذي أمام بيته لأن الروح واحدة وإن لم يكن غير ممكن عليه أن يأخذ أسرته وأحبته ويسافر للجنوب ليعيش بين من أحبهم ويتركنا في حالنا والله كفيل بالعباد. بعد مائة عام من دخول كتشنر حملناهم على أكتافنا خاصة بعد خروجهم من سجن الخمسين عاماً «بقانون المناطق المقفولة» «قفلوهم مثل قفلهم لبترولهم» وخرجوا حفاة عراة جوعى تفتك بهم الأمراض تحملناهم وسترنا عوراتهم وعلمناهم بمدارسنا وجامعاتنا مثل أبنائنا وتعلموا ولبسوا البدل والكرفتات والعطور الفاخرة بدل الرماد وبول البقر ومن أراد التأكد من ذلك فليذهب إلى مكتبة «فكتوريا» على شارع القصر أو المكتبة البريطانية بالخرطوم حيث الكتب الضخمة ليشاهد الصور الكبيرة بالألوان وهي صور يندى لها الجبين. أخيراً نقول للسيد المفاوض أن يذهب هو وأهله لأحبته الذين فرق البين بينهم بدلاً من أن يبقى بيننا ويجر لنا المصائب ويترنم بقصيدة الوزير بن زيدون لما فرق البين بينه وبين حبيبته «ولادة بنت المستكفي» حين قال: أضحى التنائي بديلاً من تدانينا وناب عن طيب لقيانا تجافينا بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا شوقاً إليكم ولا جفت مآقينا تكاد حين تناجيكم ضمائرنا يعصي علينا الأسى لولا تأسينا.