في الوقت الذي تنفس فيه السودانيون من دولة «السودان» الصعداء بتوقيع اتفاقيات السلام في عدد من الجبهات التي أوقفت الحرب في الجنوب وخمدت نيران الحرب في دارفور واستبشرت فئات كثيرة من فئات الشعب السوداني بانفصال الجنوب ممنين النفس باستقرار سياسي واقتصادي وأمني بعد أن تحملوا اقتطاع جزء من وطنهم العزيز، تأتي الرياح بما لا تشتهي سفن السودانيين بكل من ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق بل وكل السودان، ويروح ضحية الغدر المتعمّد من فلول ومتمردي حزب الحركة الشعبية البائد أرواح بريئة وأنفس عزيزة على الوطن، ويتجرع المواطنون هناك كاس علقم الحرب مرة أخرى والتي ودعوها واتجهوا لمزارعهم وتجارتهم لكسب سبل العيش في ظل وطن حلموا بأن ينعموا فيه بالأمن والاستقرار بعد أن انتفت أسباب الصراع الذي دار أكثر من عشرين عاماً أهلك من خلاله الحرث والنسل والله لا يحب الفساد. ولقد جعل العدوان الذي تعرض له المواطنون الأبرياء بولاية النيل الأزرق جميع ولايات السودان تجود بما لديها من دعومات وتسير القوافل المحملة بالمواد الغذائية والدوائية وغيرها دعماً ومساندة لإخوانهم في تلك الولاية التي شهدت الأحداث المؤسفة كما وجدت تلك الأحداث استنكارًا واسعاً من كل القوى السياسية بكل ولايات السودان وبالولاية الشمالية استنكرت قطاعات واسعة الهجوم الغادر التي تعرض له مواطنو النيل الأزرق.. وندد رئيس المجلس التشريعي بالولاية الشمالية أحمد محمد عثمان تنقاسي ما تعرض له المواطنون العزّل بالولاية من هجوم من قبل قوات الحركة لشعبية، وأوضح رئيس المجلس التشريعي بالشمالية في حديثه ل«الإنتباهة» أن ما حدث بالنيل الأزرق هو خرق من خروقات الحركة الشعبية لأن الحركة أسيرة لأجندة أجنبية وهي بذلك تريد أن تدفع فواتير تلك الدول نظير الدعم الذي وجدته منها طيلة الحرب التي كانت دائرة بالجنوب، مشيرًا إلى أن تلك الدول ترى أن السودان لابد من تقسيمه حتى لا يصبح دولة قوية لها قدراتها وإمكانياتها وليتمكنوا من تغيير هوية أهله، وأشاد رئيس المجلس التشريعي بالشمالية بدور القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى والأجهزة الأمنية والاستخباراتية والتنظيمات الرسمية وغير الرسمية بالولاية والتي تمكنت من احتواء الموقف في ساعات قليلة، وأضاف «إننا تمكنا من تسيير قافلة بها أكثر من «16» عربة محملة بمساهمة جميع أهل الولاية الشمالية لإعانه إخوانهم وأهلهم في ولاية النيل الأزرق». ويرى معتمد القولد سيد عوض السيد أن ما حدث بولاية النيل الأزرق هو مؤامرة كبرى من قبل المتمرد مالك عقار وأعوانه من قيادات الحركة الشعبية كما ساهمت في هذه المؤامرة الدولة الوليدة بحكومة الجنوب، موضحاً أنهم باسم محلية القولد والمؤتمر الوطني بها وكل القواعد بكل القوى السياسية والفكرية ندين هذا العدوان ونشيد بأداء القوات المسلحة التي حفظت الأمن والاستقرار ونقف مع قرارات رئيس الجمهورية التي أعلنها بشأن الإحداث هناك، وترحّم معتمد القولد على أرواح الشهداء من أبناء السودان الذين قضوا في الأحداث، كما أشاد معتمد القولد بالموقف الذي وقفه بعض أبناء الحركة الشعبية الذين رفضوا الانضمام لمالك عقار وفعله الشنيع في ترويع المواطنين والمساس بأمنهم، موضحاً أنهم كدستوريين متضامنين على مستوى القواعد ومستعدين كقيادة وكقادة وتحت إمرة القائد عمر البشير وضد كل المؤامرات التي تحاك ضد الوطن والمواطن، موضحا أن محليته سيكون لها دور فاعل في دعم المتأثرين بالإحداث في ولاية النيل الأزرق. بينما أوضح عضو المجلس التشريعي بالولاية الشمالية نصر الدين إبراهيم أن ماحدث بالنيل الأزرق كان متوقعاً وذلك من خلال التحركات والتصريحات التي كان يطلقها مالك عقار الذي خان الأمانة التي أوكلت إليه، مشيرًا إلى أنه كانت لدى الحكومة مؤشرات واضحة بما يتعلق بالتصعيد السياسي والعسكري بالنسبة للمناطق المتاخمة للجنوب وهذه المناطق تعتبر هدفاً للحركة الشعبية لإرجاع السودان للمربع الأول من الحرب بالإضافة إلى أن زيارة الوفد الإسرائيلي لم تأتِ عبثاً لذلك كان رد قواتنا المسلحة حاضرًا وسريعاً مما أفقد قوات الحركة البوصلة والسيطرة على الأحداث، وأشاد عضو المجلس التشريعي بالشمالية بقرار رئيس الجمهورية بعزل الوالي وحظر الحركة الشعبية بالسودان والتي أثبتت أنها حركة عدائية ترفض السلام وتجنح للحرب، كما أشار إلى أن هروب مالك عقار واحتمائه بجوبا يدلُّ على أنه قائد بلا جماهير ووصفه بأنه مثل «الثعبان الذي يفرغ سمه ثم يعود ويختبئ داخل جحره» مشيرًا إلى أن حديث عقار بأنه يمتلك جيشاً ويمتلك جماهيراً كذّبه الواقع الذي أبرزته تلك الأحداث. عموماً يبقى العمل الذي أقدمت عليه قيادات الحركة الشعبية بالشمال ينافي تماماً الأعراف والمواثيق ويعري قيادات الحركة التي طالما أكثرت من تصريحاتها بأنها لن تعود لمربع الحرب وتضع هذه الأحداث الحكومة أمام خيار واحد فقط وهو التعامل بحزم تجاه ما يسمى بقطاع الشمال بالحركة الشعبية بالسودان.