عقد مجلس الوزراء السوداني جلسة طارئة برئاسة نائب الرئيس السوداني على عثمان محمد طه الذي قدم في مستهلها تنويراً حول الأحداث التي شهدها السودان مؤخراً والتمرد الذي قامت به قوات الجيش الشعبي وسعيها لزعزعة الأمن والاستقرار في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق بعد أن فشلت في سعيها لتحويل المشورة الشعبية لتحقيق أجندة خاصة بعيدة كل البعد عما تم الاتفاق عليه وكما ورد في دستور السودان الانتقالي. وأدان مجلس الوزراء السوداني الاحداث التي شهدتها ولاية النيل الازرق وأكد أنها تمرد مدعوم من دولة أجنبية هدفها إستئصال السودان حكومة وشعباً . وأكد الناطق الرسمي باسم مجلس الوزراء السوداني د. عمر محمد صالح في تصريحات صحفية أكد أن الحركة الشعبية هي التي بادرت باشعال الفتنة والحرب وذلك من خلال الأحاديث والأفعال التي كان يطلقها المتمرد مالك عقار ، وقال أن مجلس الورزاء السوداني استنكر تصرفات دولة جنوب السودان ودعمها للتمرد في ولايتي جنوب وكردفان والنيل الأزرق داعياً الدولة الوليدة للكف عن مثل هذه الممارسات والتدخلات في الشئون الداخلية بالسودان. وأوضح الناطق الرسمي باسم مجلس الوزراء السوداني د.عمر محمد صالح أن المجلس استمع الى تقرير من وزير الدفاع السوداني الفريق أول ركن مهندس عبدالرحيم محمد حسين ، حول الأحداث بالنيل الأزرق ومسيرة الإعداد التي قام بها المتمرد مالك عقار للقيام بهذه الأحداث ، وذلك من خلال تهيئته لمسرح العمليات وتعبئته للشباب باتجاه الحرب ، مشيراً الي أن التقرير أوضح استعادة القوات المسلحة للأوضاع في معظم أنحاء ولاية النيل الأزرق وتأمين مدينتي الدمازين والروصيرص بشكل تام ، وقال أن العمليات تجري حالياً لاستعادة مدينة الكرمك وهي آخر معاقل المتمرد عقار. وأضاف د. عمر محمد صالح أن المجلس استمع أيضاً إلى تقارير أخرى من وزراء الخارجية والداخلية والإعلام حول الأوضاع بالنيل الأزرق ، وأوضح أنه تم تكوين ثلاث لجان لمتابعة الأوضاع تشمل لجنة العلاقات الخارجية ولجنة الخدمات وأخري لمتابعة الوضع الأمني بالولاية. وأوضح أن وزير الخارجية السوداني قدم مداخلة أمام المجلس حول الدور الذي قامت به وزارته في تنوير السفراء المعتمدين بالخرطوم بمجريات الأحداث وخروقات الحركة الشعبية ، مشيراً الى تقديم شكوى لمجلس الأمن حول الاعتداء المدعوم بواسطة حكومة دولة جنوب السودان والذي يهدد الأمن والسلم الاجتماعي. وحول دور الإعلام في هذه المرحلة أوضح د.كمال عبيد وزير الإعلام السوداني نجاح الرسالة الإعلامية في بث الطمأنينة وتوضيح الحقائق التي أسهمت في عودة الحياة إلى طبيعتها في معظم أنحاء ولاية النيل الأزرق . وأكد مجلس الوزراء السوداني أن مثل هذه الأحداث لن تصرف الحكومة السودانية عن برنامجها الرامي إلى وضع السودان في مصاف الدول المتقدمة بإتاحة مناخ الحريات وممارسة الديمقراطية وتوفير سبل العيش الكريم للمواطنين. وأشاد مجلس الوزراء بولايات الجزيرة وسنار والخرطوم لتقديمها الدعم للمواطنين الذين نزحوا جراء الأحداث من خلال توفير المأوي لهم ، كما اطمأن المجلس على توفير الموارد لدى الدولة لبسط الأمن ودحر التمرد وتلبية حاجيات المواطنين الإنسانية وتأمين عودة الحياة إلى طبيعتها بالنيل الأزرق ، داعياً منظمات المجتمع المدني لدعم هذا الجهد وإسناده عبر نقاط الإرتكاز المتمثلة في وزارة الصحة والشئون الإنسانية . وترحم مجلس الوزراء على شهداء القوات المسلحة الذين قدموا أرواحهم رخيصة فداء للوطن ومبادئه العليا ، وسجل المجلس إشادة بمواطن النيل الأزرق ووعيه ورفضه للمحاولة الفاشلة لزعزعة الأمن بالبلاد .