دائمًا ما يقودنا الدافع الديني والروحي لنؤمن بضرورة العمل الطوعي في حياتنا حتى اصبح واقعًا معاشًا اينما ذهبنا وهنالك نظرية جديدة تصور العلاقة بين الدولة والمجتمع، يقود تلك النظرية الى انحسار دور الدولة في المجتمع وتذويبه من خلال تفعيل العمل العام بمنظماته الغير حكومية لبناء مجتمع غير مركزي وبل تعدى هذا المفهوم لدى السودانيين ليشمل الحقوق الاجتماعية في شتى مدن وقرى السودان المختلفة وكان نتاج ذلك مساهمات المجتمع المدني في بناء الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية المختلفة والمشاركة الفعَّالة من خلال تلك المنظمات الشعبية في كافة القضايا الوطنية لتسهم بذلك في تنمية روح التعاون والتكافل بين اوساط المجتمعات وكذلك امتدت تلك الأعمال للسودانيين في شتى مواقعهم في المهاجر لتنطلق تلك المسيرة عبر الروابط الولائية والمهنية والكيانات الثقافية والمنظمات الخيرية والتي تشكل روافد للجاليات السودانية بالمهجر لتحمل هموم وآمال وطموحات شريحة المغتربين ومن هذه المبادئ انطلقت الجاليات السودانية بالمملكة العربية وبصفة خاصة جالية منطقة مكةالمكرمة والتي تعد من اكبر واعرق الجاليات السودانية بالخارج وساهمت تلك الجالية في تحقيق طموحات وآمال افرادها بجانب المشاركات المتميِّزة في كثير من القضايا الوطنية سواء ان كان دعمًا ماديًا ام اسهامًا فكريًا وظلت تلك الجالية تلعب دورها المتميز في عكس الوجه المشرق للسودان منذ تأسيسها ولكن ما اصاب تلك الجالية العريقة من خلافات تعمقت الى ان عصفت رياحها بهذا الكيان الهام لتصبح جثة هامدة.. وتعد الخلافات الجوهرية في العمل العام من الظواهر الصحية في العمل العام ولكن ان تصل تلك الخلافات لمستويات يتعدد ابطالها ويمتد صراعها لتصيب كل روافد الجالية ليتصاعد نيرانها وحممها لتصبح خلافات شخصية وجهوية حتى اصبحت تلك الكيانات المختلفة فرقًا متباعدة ومتناحرة مما جعل الجهات الرسمية تغض البصر عن تلك الجالية متناسية مسئولياتها تجاه هذه الشريحة والتي تأثرت بتلك الخلافات وفقدت بوصلتها بتجميدها وعدم تكوينها، ونداؤنا لأطراف الصراع المحتدم ارفعوا اياديكم عن تلك الجالية حتى نجدد الدماء بقيادات شبابية مدركة لعظم المسؤولية حتى نرى جالية معافاة مدركة لدورها تجاه الكثير من قضايا المغتربين.. فارحمونا يرحمكم من في السماء..