السلام عليكم ورحمة الله و بركاته وبعد: ٭ تابعت المساجلات الدائرة بعمودك حول قضية الربا بين الأستاذ الكريم عبد المجيد منصور والمهندس أنور .. القضية كبيرة جدا وتحتاج إلى جهد فكري جمعي يشارك فيه كل من وفقه الله للإلمام بعلم أو معرفة تبين للمسلمين هذا الخطر الماحق. وفي رأيي أن ما يدور حوله النقاش لا يعدو كونه أحد آثار النظام المالي العالمي الذي تم إقراره في عام 1944م عبر اتفاقية بريتن وودز الشهيرة التي قادتنا إلى ما نحن عليه من تخبط وتيه في أيامنا هذه. والحديث عن هذه الاتفاقية يطول، ودراستها وتحليلها أمر في غاية الأهمية لكل باحث يريد أن يعرف ماذا جرى ومازال يجري في عالمنا اليوم. أرجو أن تتاح لي الفرصة بالمشاركة في هذا الأمر، والحديث بقليل مما عندي من علم حول هذه الاتفاقية ولك كل الود والتقدير. عمر عبد الكريم محمد من المحرر: ٭ الابن عمر من شباب المصرفيين الباحثين ذوي البصر، وقد بعث إلينا برفقة رسالته هذه بمادة بحثية تحليلية حول «مؤتمر بريتون وودز» الذي أسفر عن اتفاقيةٍ ظلت تحكم اقتصاد العالم حتى اليوم، وتضعُ العراقيل أمام أية محاولة جادَّة لأسلمة الاقتصاد في الدول المسلمة، وسوف ننشُرُ كلمته هذه، لأهميتها و خطرها، على جزءين في هذه المساحة، خلال الأسبوع المقبل بمشيئة الله. ٭٭٭٭٭ شكراً واحتراماً، أستاذنا عبد المجيد الأخ المحترم علي يس سلام الله عليك ورحمته وبركاته أود أن أعبر عن شكري وتقديري لك و للسيد «عبد المجيد منصور» للنشر ولما كتب رداً على رسالتي، وليعلم أني لا أتحدث من منطلق شخصي، حتى آتي باسم شخص واحد أدخله السجن أو غيره، أريد أن أؤكد أني على قناعة من كل كلمة قلتها، لكن ملء العبارات من غلبة الغضب على وضع تعودناه كثيراً، فكل مدير أو وزير أو حتى رئيس، لا يتخذ الخطوات اللازمة للتغيير إلا بعد فوات الأوان وبعد أن يصبحوا ركاباً على السفينة وقد كانوا يقودونها، فأسلمة البنوك نهجاً وعملاً أصبح ملحاً كما أنه مشروع لا يُستهان به، وأيما مدير يدافع عنه فهو يتعبد بالعمل، وعلاوة على أنه شرع وردت فيه كثير من الآيات والأحاديث، فقد ثبت بالتجربة تلبيته مصالح جميع الأطراف وأصبحت تعمل به بنوك خارجية، وخير دليل على ذلك أن البنوك الأوروبية قد طوَّرت أنظمة حسابات إسلامية حمل بعضها في بريطانيا اسم «أمانة» وحتى لا أطيل في الشرح للقارئ عن تعاملها، فهي باختصار شديد، أكثر إسلاموية من بنوكنا المتأسلمة، وأطلب من السيد/ عبد المجيد أن يعلق على ذلك، وله كل الاحترام والإجلال. السيد/ عبد المجيد أتمنى أن يوفقك الله في ما تذهب إليه، وأساله تعالى أن يتقبل دعاءك الذي دعوت، وأن يحفظك وآلك ويرحمكم جميعاً، ويسبغ عليكم الطمأنينة والرأفة، وأقول للأخ المحترم علي يس، إن كل سوداني يعلم أن المشكلة ليست في شخص واحد، ومن يظن غير ذلك، عليه أن يراجع تفكيره، ولكن إذا كان الخطأ تراكم من الجميع فإن الإصلاح يبدأ بفرد، ففي كل مجال فإن أي وزير أو مدير عامل يمكن أن تكون له كلمة أقوى وأسمع من آخر بعد التقاعد، لذلك كان حديثي من مبدأ «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته» كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم، فمدير البنك الإسلامي راعٍ ومسؤول عن البنك وشؤونه، هو ومن معه من يحركون البرلمانات من سباتها، بتقاريرهم وشكواهم واعتراضاتهم، فالحياة تدافع وليست ركوداً مثل ركودنا هذا، وسأتابع كتاباتك وأسعى لمطالعة أسفارك الأربعة، عسى أن أتعلم أكثر، وأتمنى أن تكون من منقذي الصيرفة الإسلامية، وصاحب سبق مشهود فيها.. رحمني الله وإياكم، ولكم الشكر مجدداً، ويا «عم عبد المجيد» ابنكم ليس قاسياً ولكني أشكرك على حسن الظن بي وعلى استعداد لأتعرف عليكم، لوجه الله، تعالى، كما قال «.. ولا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون..» وأؤكد أني لا أحمل محملاً شخصياً، ولا أتكلم من خلفية تعامل معكم، ولكني أتألم فأغضب مثل الناس، لبيع ممتلكات الأسر على السراب أو «يبقى لحين الممات» وهم أهلي وأقاربي وأصحابي وجيراني وإخواني في الله، فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، والسلام. أخوكم وابنكم / أنور قسم الله محمد