انفردت الولاياتالمتحدةالأمريكية بقيادة العالم وتوجيه مساراته العسكرية والاقتصادية خدمة لأهدافها الإستراتيجية حول الكون منذ تفكك الاتحاد السوفيتي وانزواء دور روسيا عسكريًا واقتصاديًا، وهذا مايفسر الاهتمام المتعاظم بالانتخابات الرئاسية الأمريكية دون سواها نظرًا للتأثير المباشر والمؤثر لنتائج هذه الانتخابات، وهذه المرة تزامنت الانتخابات الأمريكية مع الانتخابات الصينية، ولأهمية الصين حاليًا كقوة عظمى مؤثرة جدًا عسكريًا واقتصاديًا وأيضًا باعتبارها القوة العظمى المواجهة للنفوذ الأمريكي اقتصاديًا وعسكريًا، لهذا كان اهتمام العالم هذه المرة بالانتخابات الصينية وانتظار ما تسفر عنه من نتائج ولمعرفة الجيل الجديد من القيادة الصينية للعشر سنوات القادمة. ومنذ سقوط الاتحاد السوفيتي وتكشف سواءات النظرية الشيوعية اقتصاديًا واجتماعيًا، ووصولها لنقطة الانغلاق والتكلس عملت الصين كدولة تنشد الريادة الدولية، عملت على إصلاح نظرياتها وأوجدت لها الكثير من المسارات والقنوات لتختلط وتقتبس من النظريات الاقتصادية الأخرى ومن ثم تواكب وتتميز وتتنفس بصورة طبيعية، لاسيما وأن الصين على عكس الاتحاد السوفيتي قد اعتمدت النمو والتطور الاقتصادي كخيار يُبنى عليه التطور والنمو العسكري لذلك لم تجد حرجًا في إصلاح نظرياتها وإدخال الكثير من التحسينات عليها، والناظر للاقتصاد الصيني حاليًا يجده خليطًا من اقتصاد السوق الحُر واقتصاد الرأس مالية حيث إن الناتج من الشركات الخاصة حاليًا يساهم بقدر أكبر من القطاعات الحكومية في اقتصاد الصين الذي يتفوق على الاقتصاد الأمريكي داخل أمريكا نفسها، لذا تسارع الحكومات الأمريكية على الدوام لعقد وتوقيع البروتوكولات التجارية والاقتصادية مع دولة الصين للحد من تأثيرها الكبير على الأسواق الأمريكية وأيضًا أسواق دول الاتحاد الأوروبي، لا سيما وأن الصين قد حققت أعلى نسبة للنمو الاقتصادي العالمي «أكثر من 10%». كما أن الاقتصاد الصيني استفاد فائدة عظيمة من الشركات الأمريكية والأوروبية التي جاءت لتصنيع منتجاتها في الصين حيث الأيدي العاملة الرخيصة والدقيقة مما انعكس إيجابًا على اكتساب العامل والمهني الصيني العديد من المهارات والخبرات التي زادها ألقًا انضباطه وتقديسه للعمل وساعات العمل وثقته بنفسه وقدراته الشخصية، وبعد أن تمدد المارد الصيني صناعيًا وبنى العديد من قواعد التسويق حول العالم ساعده في ذلك ثقة دول العالم الثالث في بُعد الصين كدولة عن الشؤون الداخلية للدول التي تشاركها التجارة والتنمية لذا كان سهلاً عليها دخول الأسواق الإفريقية الواعدة والاستفادة من الثروات والمواد الخام المتوفرة لدى هذه الدول وهو ما أقلق الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي. كما أن الفكر الاقتصادي والتسويقي الصيني قد حقق نجاحات ملحوظة مقارنة مع الفكر الأمريكي الأوروبي، إذ اعتمدت الصين على تسويق الصناعات التي تحتاج إليها أسواق العالم الثالث وبأسعار يستحيل معها التنافس وبذلك حازت على أكبر قدر من الحصة السوقية في هذا الجزء الهام من العالم. كما أنها اتجهت مؤخرًا إلى إنتاج السلعة الواحدة على ثلاثة أو عشرة مستويات تبدأ بالشعبي وتنتهي بالرفاهية لنفس السلعة تاركة الخيار للسوق وهي طريقة أثبتت جدواها فعلاً، هي خطوة جادة لتجويد المنتج وتوفير الخيارات للمشتري. من هنا وللقوة الاقتصادية الصينية الداعمة للقوة العسكرية المتطورة اهتم العالم بالانتخابات الصينية اهتمامه بالانتخابات الأمريكية وحتى الشعب الأمريكي نفسه بدأ في الذهاب لصناديق الاقتراع وهو يفكر في المارد القادم ممثلاً للقيادة الصينية ومن المؤكد أن الحملات الانتخابية الديموقراطية أو الجمهورية قد جعلت هذه المنافسة المحتدمة نصب أعينها وضمن برامجها الانتخابية. وفي تقديري أن نجاح الصين اقتصاديًا وعسكريًا جاء نتيجة طبيعية لترتيب الأولويات وإنجازها واحدة تلو الأخرى، فقد اهتمت الصين أولاً بترتيب الشأن الداخلي وتربية المجتمع وغرس القيم التي تساعده على النهضة والتطور فيه، ثم انتقلت للشأن الإقليمي ثم العالمي، ساعدها أيضًا في تحقيق النجاحات الكبيرة اعتمادها على العلمية منهجًا وأسلوبًا وكادرًا. وهكذا تبنى وتنهض الأمم والدول. كسرتين الأولى: الصين هي الدولة العظمى ذات المصالح المشتركة معنا والقادرة على حماية مصالحها أينما كانت لذا أدعو في ظل المستجدات الدولية وسياسة الاستهداف الماثلة أدعو لمنحها قواعد عسكرية داخل السودان وتوقيع الاتفاقيات العسكرية المشتركة معها الضامنة لسلامة أراضينا ومن ثم ننطلق نحو التنمية والنهضة دون أن نُرجَع أو نعاد للوراء. الثانية: خلال إجازة عيد الأضحى المبارك التي قضيتها بين الأهل والأحباب في السودان لم تسنح الفرصة للقاء الأخ العزيز والصديق الوفي الشاعر الكبير محمد سعيد دفع الله ورددتُ على رسالته الهاتفية التي يحكي فيها عذره رددت عليه بأن «الله غالب» فجاء تعقيبه: ياحضيري صحيح كلامك انو دايمًا الله غالب وليهو حامدين ومنا جاحدين لي نعمتو اللينا واهب وبرضو مقتنعين مؤكد ما فيه زول من قدره هارب إلا يا خوي بينا شوقاً لي ونسه في المغارب قرقرابنا يطق يفوتنا وشاي لبن صاموتي كارب عاد نكب والونسي تحلى والزلابية معاهو واجب ده المراد الكان في بالنا والله يرعاك يا محارب داعي مولاي ليك يحفظ وترتقي أعلى المراتب ولينا ترجع بالسلامة ياعزيزنا واغلى صاحب