أبوجا.. الدوحة.. وغيرهما من المدن شهدت مفاوضات من أجل إحداث الاستقرار والأمن في دارفور، والآن يمكن القول إن غرب السودان يشهد استقرارًا كبيرًا خاصة بعد أن أوفت اتفاقية الدوحة بالكثير من التزامتها وطبقت على أرض الواقع، وخلال الفترة المقبلة ستشهد دارفور مؤتمر الاستثمار الذي ربما يقود للتحوُّل الكبير في ولايات دارفور.. (الإنتباهة) جلست مع وزير المالية بولاية شمال دارفور د. عبده داود وناقشته في العديد من المواضيع الاقتصادية المهمة بالولاية وفي مقدمتها مؤتمر الاستثمار وما تستهدفه الولاية منه فماذا قال: بدءًا هناك حديث يدور حول عدم استقرار الوضع الاقتصادي بالولاية؟ هذا الحديث غير صحيح، الوضع الاقتصادي في شمال دارفور مستقر جدًا وهناك توازن مالي كامل والدليل على ذلك أن إيرادات الولاية تتسق تمامًا مع المنصرفات... كيف تم تطبيق هذا التوازن في ولاية بها الكثير من الأحداث الساخنة؟ نحن رفعنا شعار مظلة الاعتماد على الذات منذ العام (2011م) وحتى الآن مستمرون بهذا الشعار وهذا العام حققنا الربط المقدر في ال (8) أشهر الأولى من العام.. كيف تم ذلك؟ ركزنا على الشراكة التحصيلية وتوحيد وحدات التحصيل في الضرائب حتى نسهل الأمر على دافعي الضريبة للحكومة، فكان التحوُّل من الطريقة الإذعانية والإكراه في دفع الضريبة إلى طريقة العلاقات العامة وهي من الطرق الجيِّدة جداً بحيث يتم دفع الضريبة مرة واحدة في العام. هناك حديث حول بطء العمل في التمويل الأصغر بالولاية؟ على العكس خطونا خطوات كبيرة في مجال التمويل الأصغر بالولاية وتم فتح قرابة «50» نافذة يعمل بها حوالى «197» موظف ضابط ائتمان، إلى جانب أن مؤسسة التمويل الأصغر لها سبعة أفرع في كبكابية وسرف عمرة والفاشر والطينة وغيرها من المدن... مقاطعة: هل كان للزراعة نصيب من هذا التمويل؟ نعم الموسم الزراعي الحالي موِّل بحوالى «54» مليون جنيه، بجانب التمويل المصرفي الآخر ونسعى لتوفير «200» ألف جوال خيش فارغ للسلم. ماذا عن تمويل قطاع الشباب؟ نعم وفرنا تمويلاً لألف وتسعين شابًا من الخريجين بصيغة القرض الحسن منها «6 ملايين للشباب و54 لصغار المزارعين بواسطة 70 جمعية رئيسة»، إلى جانب الجمعيات الفرعية وسنعمل في الفترة المقبلة على توفير البذور عبر بنك مخصص حتى نستعد بصورة جيِّدة للموسم الجديد وتوفير تمويل ل «120» ألف جوال منها «80» ألفًا كمخزون إستراتيجي و«40» ألفًا غذاء. هل هناك مجالات أخرى تسعى الوزارة لتمويلها؟ سنعمل على تمويل طق الصمغ العربي ب «10» ملايين جنيه، إضافة للتعدين عن الذهب والخدمات المرافقة. دارفور بصورة عامة تستعد لانعقاد مؤتمر الاستثمار ما هي رؤيتكم تحديدًا؟ نهدف من خلال المؤتمر لتطوير المنتجات الحالية والحصول على منتجات أخرى وتحقيق الاكتفاء من المنتجات وتصديرها لولايات السودان الأخرى.. هل سيتم تصديرها كمواد خام؟ أبدًا نسعى إلى الاستفادة من ثروات دارفور بصورة عامة وشمال دارفور على وجه الخصوص ونخطط لإنشاء مصانع صغيرة لتصنيع لحوم الأبقار وفضلاً عن تصدير الأبقار إلى ليبيا ومصر وغيرهما تصدر في أشكال اللحوم الجاهزة، وكذلك الحال بالنسبة للمحاصيل الزراعية التي نسعى إلى تصديرها كزيوت وامباز، وخلق شراكات محلية في عدد من المجالات خاصة أن شمال دارفور تتميَّز بامتلاك حكومتها لأكثر من «240» ألف فدان منها مشروع أبو حمرة والبياضة وغيرهما من المشروعات الإنتاجية في مجالات القمح وغيره من المحاصيل ويمكننا القول إن «5%» من أراضي الولاية مملوكة للحكومة باعتبارها مشروعات زراعية خصبة. ماذا عن الثروة الحيوانية في الولاية؟ الولاية بها أجود أنواع الإبل والأبقار والضأن، ونُعتبر المصدر الأول للإبل للجارتين مصر وليبيا ولذا نعمل على جذب الاستثمار في المجال ونركز بصورة أكبر على التعدين.. تقريبًا كم تبلغ مواقع التعدين في الولاية؟ هنالك أكثر من «25» موقعًا للتعدين منتشرة في ثماني محليات وبها أكثر من «67» ألف معدن ولكن القضية الأساسية أن هناك الكثير من المعادن التي تزخر بها الولاية ونحتاج فيها للمستثمرين مثل الحديد والنحاس والألمونيوم ولذا نريد الاستفادة من طريق الإنقاذ الغربي للاستفادة من هذه الثروة المعدنية الكبيرة، ونريد أن نقول للإخوة المستثمرين بالداخل والخارج إن جزءًا كبيرًا من مقومات الاستثمار موجود في دارفور. ما هي المجالات الأخرى التي تحتاج للاستثمار في دارفور؟ هناك الكثير من المجالات تحتاج للاستثمار فيها، وشمال دارفور بها أكبر حقل لإنتاج «العطرون» في إفريقيا، إلى جانب ستة حقول أخرى بالولاية، كما توجد مادة الصودا بكميات كبيرة وهي مادة تستخدم في صناعة الأدوية والمشروبات الغذائية وغيرهما من الصناعات ونحن كحكومة ولاية على استعداد لتقديم كافة التسهيلات للاستثمار في كافة المجالات المطروحة. ماذا عن الخدمة المدنية في الولاية؟ الولاية أوفت بكافة التزامتها تجاه العاملين من مرتبات ومنح وترقيات وشمال دارفور بها حوالى «33» ألف عامل ولا يوجد لأحد منهم متأخرات على وزارة المالية، والتزمنا بكشف الترقيات والوفاء بالمجمد منها وأيضًا مستحقات المعاشيين. هل نفذت الولاية كورسات تدريب للعاملين بالخدمة العامة لتطوير العمل؟ نعم خلال الفترة الماضية تم تدريب أكثر من «741» موظفًا داخل وخارج السودان إلى جانب تطوير الحرف الصناعية والمهن الأخرى من أجل زيادة دخل الفرد.. هل حصرتم الحرف الموجودة في الولاية؟ بالتأكيد استطعنا حصر «118» حرفة ومهنة في الولاية ونفذنا دورات تدريبية في «97» مجالاً استفاد منها أكثر من «17» ألفًا. هل تعتقد أن الوضع الأمني في الولاية يساعد على الاستثمار؟ أؤكد أن الوضع الأمني في دارفور بصورة عامة وشمالها على وجه الخصوص يشهد استقرارًا أمنيًا بنسبة كبيرة وهنالك بعض التفلتات في بعض الجيوب وهي تعتبر أحداثًا عادية تحدث في أي مكان في العالم حتى نيويورك يمكن أن تحدث فيها مثل هذه التفلتات وفي السابق كان نقص التنمية والاستثمار هما السبب في حمل السلاح من قِبل الحركات المسلحة ولن نسمح بأن يكون الخلل الأمني معطلاً للتنمية والاستثمار.