على الرغم من مرارة الحرب التي شهدتها ولاية النيل الأزرق خلال الفترة الماضية إلا أن الولاية ومنذ شهور عديدة تعيش أوضاعًا أمنية مستقرة بفضل الجهود الكبيرة التي بذلتها الأجهزة الأمنية والشرطية بالولاية والتي جعلت أهلها يعيشون في أمن واستقرار كبير، ويرى عدد من المراقبين للأوضاع في النيل الأزرق أن الوضع في هذه الولاية يعتبر غريبًا جداً حيث كانت تعيش ظروف الحرب ولكن لا توجد بها معسكرات للنازحين من قراهم جراء هذه الحرب، وقالوا إن طبيعة إنسان الولاية الذي لايميل للحرب جعل من الكثيرين ينتقلون من قراهم المتأثرة بالحرب إلى قرى أخرى أكثر أمنًا ومن ثم العودة لديارهم بعد حسم جيوب التمرد، وقال وزير الرعاية الاجتماعية والشؤون الإنسانية بالولاية حسين يس إن مجهوداتهم تضاعفت في الجانب الإنساني بعد تعرض الولاية للأحداث الأخيرة وتمرد عقار ومجموعته على المركز مما جعلنا نرفع شعار لا للمعسكرات واستطعنا تحقيق هذا الشعار، وأوضح حسين أن وزارته قدمت الدعم للمتأثرين من الحرب ووفقت إلى جانبهم حتى عادوا لقراهم بعد استقرار الأوضاع الأمنية وظلوا يقدمون لهم الخدمات والمعونات سواء كان من خلال مفوضية العون الإنساني أو ديوان الزكاة بالولاية أو بعض المؤسسات الوطنية، وأكد يس أن الوزارة لم تكتفِ بتقديم العون فقط بل قدمت تقاوي وآليات للمزارعين بتلك المناطق، مشيرًا إلى تقديم ديوان الزكاة بالولاية لعدد من الجرارات التي أسهمت بصورة كبيرة في جعل المتضررين من الحرب منتجين زراعياً إلى جانب تقديم تقاوي من منظمة الدعوة الإسلامية ومبادرون وغيرهما من المنظمات، وأوضح حسين أنهم قسموا المزارعين لجمعيات وصلت سبع عشرة جمعية زراعية ووفرنا لهم الكثير من المعينات، وأشار حسين إلى أن هؤلاء المزارعين سيتحولون إلى منتجين بعد الحصاد، ويرى بعض المحللين بالولاية أن العمل الذي قامت به وزارة الرعاية الاجتماعية بالولاية أسهم بصورة كبيرة في إحداث نقلة نوعية وسط المتأثرين بالحرب، وقالوا إن التقاوي والمعينات الزراعية التي قدمت لعدد من المزارعين بجبال الانقسنا تركت أثرًا طيبًا وسط المزراعين، مشيرين إلى الدور الكبير الذي لعبته اللجنة العليا لإدارة الشأن الإنساني بالولاية والتي ترأسها والي الولاية اللواء الهادي بشرى وبها الجهات الأمنية بالولاية التي لعبت دورًا كبيرًا في تأمين الوصول إلى المناطق البعيدة، فيما أوضح حسين أن هناك بعض المزارعين لم يسعفهم الوقت للزراعة نسبة لعودتهم في منتصف الموسم الزراعي في مناطق الكرمك وقيسان نافيًا أن تكون واجهتهم أي عقبات خلال توزيع التقاوي والآليات الزراعية، وانتقد بعض مواطني الولاية عمل الوزارة في الجوانب الاجتماعية وقالوا إنها اهملت هذا الجانب واتجهت للجوانب الإنسانية، مما جعل حسين يس يختلف مع هذه الفئة في رأيها وقال الوزارة أوفدت عددًا من طلاب الخلاوي إلى ولايتي نهر النيل والجزيرة إلى جانب العمل الكبير الذي تقوم به في معهد الدعاة بالخرطوم. وأشار يس إلى العمل الكبير الذي تم خلال شهر رمضان المبارك والذي كان بتنظيم من ديوان الزكاة بالولاية وبعض الجهات الأخرى وتمت تغطية حوالى (90%) من الأسر الفقيرة وتقديم المعينات لهم خلال الشهر الكريم. وأوضح حسين أن هذا العمل لايقتصر على شهر رمضان فقط وإنما مستمر طيلة العام، مشيرًا إلى المنحة الشهرية البالغة مائة جنيه والتي تقدم لأكثر من ستة وعشرين ألف وست أسرة مؤكدًا مساعيهم لإضافة سبعة آلاف وخمسمائة أسرة لتستفيد من هذه المنحة ولتخفيف حدة الفقر بالولاية،