٭٭ لست عضواً في تنظيم الحركة الإسلامية السودانية ولا في أي حزب أو تنظيم حالياً، وحتى حين كنت عضواً نشطاً في جماعة الاتجاه الإسلامي بمدرسة عطبرة الحكومية لم نكن نسمع أو نشارك في المؤتمرات الكبيرة لصغر سننا وحداثة التجربة وكان يمثلنا من عطبرة السادة علي أحمد عبد الرحيم وحسن محمد عمر وأحمد محمد طه وأحمد صويلح وأبو القاسم عبد القادر وونسي محمد خير ومحجوب مصطفى الحاج والشهيد محمود شريف وود إبراهيم أبو زرد وعمر صالح كرار وحسن المطبعجي رحم الله من انتقل منهم إلى جوار ربه وأطال عمر من ينتظر.. ٭٭ وكانوا ينادوننا فقط لمؤتمرات اتحاد الطلاب السودانيين الذي أسسه اتحاد طلاب الجامعة الإسلامية منتصف الستينيات ومؤتمر منظمة الشباب الوطني التي كان يقودها الأستاذان علي عبد الله يعقوب وموسى يعقوب وأذكر أن مؤتمرها عام «1967م» كان من بين حضوره كما أبلغني فيما بعد الأستاذان البخيت آدم قمر الدين وآدم الطاهر حمدون وربما غيرهما لو نذكر من نذكر وليته كتب لنا. ٭٭ أعود للمؤتمر الثامن للحركة الإسلامية الذي حظى باهتمام داخلي وخارجي ولست هنا بصدد تقييم المؤتمر لأنني لم أتابع لوجودي خارج البلاد ولم أعد أراسل هيئة إعلامية سياسية في الخارج كما كنت مع صحيفتي الشرق الأوسط والحياة اللندنيتين وإذاعة لندن ولكن سأتناول المؤتمر من جانب شخصي بحت من خلال ثلاثة شخصيات سطعت في سماء المؤتمر ورأيت أن أتناولها من باب التقدير للثلاثة السادة مهدي إبراهيم محمد والزبير أحمد الحسن والدكتور الطيب إبراهيم محمد خير وأظن أنني أصبت في الترتيب حسب الأعمار وأقدمية معرفتي بثلاثتهم وربما حسب مجاهداتهم في العمل الإسلامي. ٭٭ الأستاذ مهدي إبراهيم كنا مفتونين بشخصيته من خلال ما يصلنا في عطبرة من نشاط الاتحاد الإسلامي واكتساحه لانتخابات اتحاد طلاب جامعة الخرطوم ضمن مجموعة أتذكر منهم الآن المرحوم حسن محمد علي التوم والدكتور قطبي المهدي والدكتور علي الحاج وحسن عبد الله وحافظ الشيخ وربيع حسن أحمد ولهذا كنت في غاية السعادة حين التحقت بالعمل في التلفزيون عام «1969م» ضمن بند الإدارة العمومية الذي سماه الناس بند العطالة وهو من عبقريات الوزير الزعيم المرحوم الشريف حسين الهندي.. الحقت محرراً صغيراً بقسم الأخبار الذي كان يرأسه المرحوم يحيى متوكل وكان مكتبنا مواجهاً لمكتب المذيعين والعلاقات العامة الذي كان يرأسه المرحوم أبو بكر عوض وكان أعضاؤه مهدي إبراهيم وحسن عبد الوهاب وأخ فلسطيني نسيت اسمه وأيوب صديق.. وظهر مهدي إبراهيم متربعاً متمكناً للنشرتين العربية والإنجليزية قبل أن نفاجأ في قسم الأخبار بنشرة من وزير الداخلية المرحوم الرائد فاروق عثمان حمد الله تطلب القبض على مهدي إبراهيم حياً أو ميتاً لمشاركته الفاعلة في أحداث الجزيرة أبا.. وبعدها لم التقِ مهدي إبرايم إلا بعد الانتفاضة ضمن وفد زار السعودية برئاسة الدكتور حسن الترابي.. وبعد ذلك لقيته في أحد مؤتمرات منظمة الدعوة الإسلامية التي كُلِّفت بتغطيتها لصحيفة «المسلمون» وأخيراً اجتمعنا مرة أخرى في وزارة الإعلام هو وزير وشخصي في إدارة البرامج الرياضية بالتلفزيون. ٭٭ الزبير أحمد الحسن الأمين العام الجديد للحركة الإسلامية لم أتابع سطوع نجمه في السبعينيات والثمانينيات لأنني فارقت السودان مغترباً منذ العام «1975م» في السعودية وعلى مسافة ليست قريبة من العمل التنظيمي.. ولكني سمعت عنه الكثير.. وحكى لنا مرة أخبرنا الدكتور أمين حسن عمر عن مجاهداته وبعض طرائفه في المعتقلات: وبالمناسبة في عطبرة الثانوية دخلها الزبير محمد الحسن ونحن في السنة الرابعة النهائية كما هو الحال في مدرسة العمال الوسطى.. وأسأل الله له الصحة والعافية والقيام بالمهمة الكبيرة التي اختارته لها الحركة الإسلامية. ٭٭ الدكتور الطيب إبراهيم محمد خير عرفته بعد انقلاب الإنقاذ.. وكان ودوداً معنا نحن مراسليأجهزة الإعلام الأجنبية وهو ما خاطبته به حين خاطبنا بالمراسلين الأجانب والرجل ودود وطيب وبسيط وليس كما تصوَّرنا وزرته مرة في منزله المتواضع في السكن العشوائي في ود البخيت والرجل أبلى في الإنقاذ وما زلت أرى أن مكانه شاغر ولا أعرف الأسباب التي جعلته يبتعد أو أبعدوه وأتمنى أن تكون عودته للأضواء عبر مؤتمر الحركة الإسلامية خطوة لعودته لمواقع أخرى هو أحق بها.