هذه الأيام نحن مشغولون جداً بحاجة اسمها «العنف ضد المرأة»... وهذا الشعار مناسبة سنوية أطلقتها مؤسسات يهودية صهيونية في الأممالمتحدة قصدت بها أن تقول إن العالم الغربي أفضل من سكان بلاد العالم الثالث وعلى رأسهم المسلمون والعرب وأهل المعتقدات السماوية لأنهم يحترمون المرأة.. ودعوة العنف ضد المرأة ربما كانت شيئاً يخصُّ الخواجات وحدهم دون غيرهم وهم الذين وصلوا درجة من العنف ضد المرأة أنهم كانوا «يغلقونها» في حزام العفة.. وللذين لا يعرفون، فقد كان الأوربيون في القرون الوسطى وعندما قرر أحدهم السفر ولو كان سفراً لمدة عام كامل فإنه يشتري لزوجته «بنطلون» من الحديد يتم إغلاقه بمجموعة من «الطبلات» الحديدية لا يقل عددها عن عشر طبلات، ثلاث من الأمام وثلاث من الخلف وأربع طبلات من الناحية السفلى.. ثم إن الرجل يأخذ معه المفاتيح العشرة كلها ويسافر بها.. وبالطبع تظل السيدة في انتظاره إلى أن يعود بعد عام حتى يفتح لها الطبلات ويفك أسرها.. أما العنف بتاع الضرب والسحل فهو أمر شائع في كل دول أوربا الغربية، فأمريكا منذ ما قبل القرون الوسطى وحتى في أيامنا هذه، ويرجع من يشك في ذلك إلى كتب التاريخ وهذا بالطبع ما أدى إلى أن ترتبط أمراض السادية ASDISIM بالرجل الأوربي في علاقته بالمرأة وهو ذات ما جعل المرأة الأوربية ذات ميول ماسوشية MASOCHISIM وهي ظاهرة الاستمتاع بالتعذيب من الطرف الآخر خاصة في العلاقات الحميمة. على كل حال نقول إن الإسلام لم ينزل لنا شيئاً اسمه العنف ضد المرأة بل إنه قد رفع قدر المرأة وحررها من العبودية الجنسية مثلما حرّر العبيد أنفسهم عبر برامج إصلاحية وتصحيحية كان بعضها يرتبط بفرائض وسنن وأركان الشعائر مثل عتق الرقبة في كثير من التطبيقات والممارسات الشعائرية. ويبقى أنه في بلادنا ما زلنا نجد بعض «المتسلبطين والمتسلبطات» من بتاعين الجندر والجندريات أو من الذين تستهويهم الشعارات الغربية وتسكرهم ألفاظها المعسولة بينما في حقيقة الأمر هذه الشعارات ما هي إلا سموم يتناولونها ويعرضونها على الآخرين ليأخذوا بشيء منها.. ومن هذه الشعارات «العنف ضد المرأة». وفي حقيقة الأمر في بلادنا يبدو الأمر معكوساً تماماً وتبدو «الشغلانة» مقلوبة بحيث إن المظلوم هو الرجل ومن يستحق التحرير من العنف النسوي هو الرجل.. مثلاً من المعروف أنه في أجزاء كبيرة من بلادنا فإن المرأة تقوم بمعظم الأعباء ذات البعد الاقتصادي حيث تقوم برعي الغنم والزراعة والحصاد وهي التي تقوم بإعداد الطعام وبناء البيوت وتجهيز الأدوات.. وهي بهذه السيطرة الاقتصادية تسيطر على مقاليد الأمور وتسيير قيادة الأسرة وبحيث يظل دور الرجل محصوراً في أشياء هامشية قد يكون أهمها عملية الإنجاب، وعند الكثير من قبائلنا تقوم المرأة بالسيطرة الكاملة على الرجل وتوجيهه كيفما أرادت وهناك قبائل معروفة تشتهر نساؤها بقيادة الأسرة كلها بما فيها الرجل.. وربما تقوم النساء بمعاقبة الرجل وجلده في بعض المجتمعات وربما عزل الرجال عن أهلهم وذويهم والاستحواذ عليهم تماماً.. ومن يعتقد غير ذلك فليرجع إلى أضابير المحاكم أو صفحات الجرائد ليجد المرأة التي «دقت» زوجها وتلك التي ضربته بالسوط وتلك التي ضربته بيد «الفندك» والأخرى التي قتلت زوجها بالصبغة أو قطعته إرباً إرباً ورمت به في البئر، والأخرى التي قتلت زوجها وأخاه وأمه وأولاده.. ولا نحتاج أن نحدثكم عن ملكات السودان في غابر التاريخ وما فعلنه في الرجال.. والخلاصة أنه لا يوجد عندنا عنف ضد المرأة.. وما يحدث الآن ما هو إلا زوبعة في فنجان يحدثها الكفرة ونحن من ورائهم نتبعهم حتى لو دخلوا جحر ضب خرب دخلناه من ورائهم وهتفنا من خلفهم بشعارات «العنف ضد المرأة». كسرة: يا جماعة، قلنا ليكم مية مرة إن الدولة المنفصلة عنا اسمها الآن دولة السودان الجنوبي sowthern sudan. وليس اسمها جنوب السودان.. وللمرة المائة وواحد نقول لكم إن جنوب السودان الآن هو ولاية سنار والنيل الأزرق.. يعني بالعربي كده حاج عبد الله وسنجة وود الحداد وود النيل في جنوب السودان. وقد لاحظنا أن كل الصحف وحتى صحيفتنا هذه تقول حكومة جنوب السودان وفي الواقع ليس هناك شيء اسمه حكومة جنوب السودان وإنما المقصود «السودان الجنوبي».. وننبه الجهات المعنية لا أدري إن كانت وزارة الداخلية أو العدل أو الدفاع أو رئاسة الجمهورية بإصدار بيان يقول إن جنوب السودان ليس هو «السودان الجنوبي».. يا جماعة الكلام ده واضح واللا ننشره تاني.