بالطبع من حق كل فرد أن يسعى للتميز وامتلاك الأفضل فهذا يتسق مع الفطرة، لكن عندما يتضخم هذا الإحساس إلى درجة الرغبة في امتلاك ما هو لدى الغير فهي تلك المشكلة أو ما يُعرف اصطلاحاً بالأناينة التي تسجن صاحبها ويتقوقع بداخلها ويغرق في سواحلها التي ليس لها ساحل.. «الملف الاجتماعي» وقف على أبعاد هذا السلوك غير الإيجابي وتداعياته ورأي بعض الشرائح الاجتماعية حوله: في بداية الاستطلاع تحدثت لنا حنان عمر «موظفة» ترى أن الشخص الأناني عموماً يحرص على مصلحة نفسه بشدة حتى وإن أدى الأمر إلى فقدانه إلى أقرب الأقربين إليه فيكون فاقدًا للبصيرة ولا يشغله شاغل غير نفسه فقط.. والأناني يعيش دوماً في قلق ويتبع المبدأ القائل «إذا كنت لا أحب نفسي فمن يحبها». أجهشت «د. ك.» فضلت حجب اسمها بالبكاء وهي تقول أنانيتي المفرطة قادت لقطع صلتي بأعز صديقاتي، لقد تبدلت علاقتي سلباً معها بسبب غيرتي منها في شؤون كثيرة متعلقة بها، ومن ثم تحولت الغيرة إلى أنانية في مواقف كثيرة من جانبي تجاهها فانتاب الفتور العلاقة التي تربطنا وتقطعت صلات الود بيننا بعد أن أصبحت أنانيتي واضحة أمام عينيها فقطعت صلتها بي، والآن أنا نادمة على ذلك وأحاول أن أُرجع المياه إلى مجاريها بيني وبين صديقتي. حامد الطيب «تاجر» يقول في رأيي الشخصي أن الأناني مريض نفسياً، فحبه لنفسه يأتي من أن به خللاً ما في دواخله، وأنانيته تسبِّب النفور فيتحاشاه الجميع وفي نهاية الأمر ينفضّ الناس من حوله فيجد نفسه وحيداً ويعيش في قوقعة مع نفسه. كما قالت منال علي «أستاذة» إن الشخص الأناني لا يهمه الآخرون إطلاقاً وتصدر منه بعض الصفات الذميمة منها الحسد والحقد والطمع ومن نتائج هذه الصفات هو عدم اهتمام صاحبها بالشأن العام أو أي نشاط اجتماعي جماعي أو اهتمام بمصلحة وحاجة الآخرين وأضافت منال أن الشخص الأناني في معظم الأحيان لا يستطيع بناء علاقات اجتماعية وعاطفية دائمة فغالبًا ما تجده منبوذاً اجتماعياً وله علاقات سيئة مع الآخرين. تشير نون أحمد «إعلامية» إلى أن الإنسان الأناني يعيش لذاته فحسب، فيوظف كل طاقاته وإمكاناته وجهوده لصالح ذاته ويحقق الرفاهية لحياته الخاصة يرجع إليها. وتقول الأستاذة بعلم الاجتماع نجوى إبراهيم إن الأنانية من الأمراض التي تصيب الشخص فيصبح غير مرغوب به بين عامة المجتمع بل حتى من عائلته وأن الشخص الأناني يصعب التعامل معه بالشكل الواضح أو الطريقة التي ترضيه لقناعته بحسن ما يفعله من فعل، وعادة ما تكون الأنانية عند الرجال أكثر من النساء وهذا ليس بمعنى أن المرأة لا تكون أنانية ولكن الرجل أكثر لأنه هو الذي يأمر وينهى في البيت وتكون الزوجة تحت الطاعة إن كان على صواب أو خطأ دون مناقشة ومجادلة وقد تتسبب تلك الصفة في تهديم سقف العائلة.