كان عدي بن أرطأة من خاصة عمر بن عبد العزيز وكان لا يحجب عنه في مجلسه، رآه جماعة من الشعراء وهو يدخل على عمر وعمامته مرخاة خلف ظهره فقال له أحدهم ولعله جرير بن عطية الشاعر يا أيها الرجل المرخي عمامته هذا زمانك أني قد مضى زمني في أبيات وقصته في شفاعته للشعراء ورفض عمر إدخالهم إلا ما كان من أمر جرير بن عطية. وهو صاحب البيت أعلاه.. ثم إن عمر بن عبد العزيز ولّى عدياً بعض أعماله فبلغه عنه ما لم يسرّه فكتب إليه قائلاً. غرّني منك مجالستك القراء وعمامتك السوداء وخشوعك، فلما بلوناك وجدناك على خلاف ما امّلناك قاتلكم الله أما تمشون وسط القبور؟!» كلما نظرت إلى حال أهل السودان في زمان الإنقاذ والحركة الإسلامية تذكرت حكاية عمر بن عبد العزيز مع عدي بن أرطأة فقد كان الذي رشح عديًا للولاية مجالسته القراء وكان الذي رشح الحركة الإسلامية للحكم أن الحركة الإسلامية كانوا هم القراء!! ولم يكن للحركة الإسلامية عمامة سوداء.. ولكن كان لهم سمت هو أشد خطورة من العمائم السود فقد كانت لهم شهرة في الخشوع والورع طبقت أو أوشكت أن تطبق الآفاق. فلما بلوناهم في السودان في الحكم وجدناهم على خلاف ما ظنناهم وما أملناهم. لقد غرّنا من الحركة الإسلامية سمت الطبيب والمهندس والصيدلي والبيطري والأديب والشاعر. ونقول لكم متسائلين أما تقرأون قول الله سبحانه وتعالى «الذين يؤتون ما أتوا وقلوبهم وجلة انهم إلى الله راجعون أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون»؟! ألم تكونوا تتلذون بتلاوتها والوقوف عند تفسيرها. قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية : أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ قال لا يا بنت الصديق ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون ألا يُقبل منهم فأولئك الذين يسارعون في الخيرات. عجبي..!! يفعلون الخيرات ويقدمون الطاعات والقربات ويخافون أن ترد عليهم!! وآخرون يفعلون المنكرات ويأكلون المال الحرام ويكثرون من المعاصي.. ويغالبون شريعة الرحمن في كل صغيرة وكبيرة ولا يخالط افئدتهم رعب ولا ذعر ولا خوف ولا تردد ولا مجرد تساؤل في أن الله سائلهم أو محاسبهم؟! حتى لكأنهم نسوا الموت أو أصبحوا منه بمنجاة!! وكلما ذكرت الإنقاذ وأهلها.. والحركة الإسلامية وشيوخها تذكرت كعب بن مالك وبيته الذي رمى به قريشًا عندما خرجت تحارب المسلمين وتحادّ الله ورسوله. قال كعب خرجت سخينة كي تغالب ربها.. وليعلين مغالب الغلاب وسخينة قريش كانت تعيّر بأكلها السخينة وهي مرق بلا لحم وهي معروفة عند أهل السودان. ومغالبة الإنقاذ لشريعة الرحمن لا تخفى على جاهل ولا على أعمى ولا على مغرض ورافض للإسلام!! عندما أنشد كعب بن مالك هذا البيت أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: لقد شكرك الله سبحانه وتعالى على قولك هذا!! وسخينة اليوم تغالب ربها عياناً بياناً وفي بلاد السودان وبين أظهرنا ولا تخشى في ذلك لومة لائم!! ألا ترون الإنقاذ تصطف كلها في مقدمة كتائب الأممالمتحدة التي ما خرجت إلا لحرب الإسلام.. وتقف كتاف لكتف أمام وحدات أمريكا وأوربا والعلمانية والماسونية وكلها تحمل سخائم وأحقادًا للإسلام لا تمّحى على مر العصور والأزمان. ونسأل عن مؤتمر محاربة العنف ضد المرأة الذي يقام في ولاية الخرطوم وتحت إشراف وزارة الرعاية الاجتماعية ورعاية نائب رئيس الجمهورية ولا حول ولا قوة إلا بالله!! ماذا تعنون بالعنف ضد المرأة؟ وماذا تعنون بتركها سليمة أتريدون لها أن تكون«...» حتى يقال لكل سوداني عن جدارة واستحقاق يا ابن «...»؟! اتريدون لها هذا الدرك من السباب؟! وأي شريعة هذه التي تقول إن ختان الطفلة عنف ضدها؟ أهي شريعة أمريكا. أم الأممالمتحدة.. أم شريعة الأحفاد..أم شريعة جمعية العادات الضارة.. أم شريعة العوا الذي يخون العلم ويخون أمانة النقل ويكون بذلك خائناً لله ورسوله؟! تتحدثون عن العنف ضد المرأة؟! وهل هناك عنف أعظم وأخطر من الفاحشة والزنا؟ وهل هناك عنف أخطر وأعظم من أن تكون المرأة أداة من أدوات الإنتاج فتسمى المرأة العاملة؟! لقد والله أفلح الشيطان في إغوائكم وفي التدليس عليكم.. وتقولون إن الحجاب عنف ضد المرأة وكذلك النقاب؟! إن كنتم لا تقولون فالذين على ميامنكم أو مياسركم ممن ذكرت يقولون ذلك!! الحجاب عنف أم التبرج والتفسخ حتى تصبح المرأة أداة من أدوات المتعة والتلذذ DisPosable أو قل عدة للمتعة sex- kit تستخدم وتحفظ لتُسخدم مرة أخرى!! وأختم لا تكتفون بذلك.. بل تملأون شوارعنا بالملصقات التي تقول «دعوها سليمة فإن الله خلقها سليمة» ونرشح لكم شعارًا آخر تضعونه بجانب هذا الشعار «دعوها لخناء فإن الله قد خلقها لخناء». ضعوه في مكان بارز فإن اللخن لازمة من لوازم عدم الختان!! إنه لازمة من لوازم دعوها سليمة.. فكل سليمة لخناء ومن قيل له يا ابن اللخناء فقد أُقذع له في السباب وانتم تدعون إلى نشر ثقافة الكوندوم وإتاحته للجميع مجانًا وبلا أدنى مجهود. وهل هناك عنف أكبر من هذا؟ إن هذه هي إشاعة الفاحشة التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله «ان الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب شديد في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون» وأنا أشهد أمام الله أن الأممالمتحدة.. وأمريكا.. والماسونية والعلمانية كلها تحب أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا.. فهل تشهدون معي أم تشهدون ضدي؟! إن ثقافة الكوندوم هي أن تقول للزاني «إذا زنيت فازن بفهم» وأن تقول للزاني «إذا زنيت فاتق الله واستخدم الكوندوم» أليست هذه كلها مغالبة لله ورسوله ومحاربة لشرائعة وقيمه وأحكامه؟! أوليست إشاعة للفاحشة؟ أكتب هذا ولا أكاد أصدقه ولئن أكذبه أحب إليّ ألف مرة من أن أصدقه. بل إني أحب أن يثبت أحد من الناس عليّ الكذب في هذا، فإذا ثبت عليّ ذلك تبت واستغفرت واعتذرت والله يقبل توبة العبد إذا تاب.