ينتمي الاثنان لبيوتات العلم الديني والدنيوي في تجليات المعرفة الحقة، وذلك في بدايات القرن الماضي. فعبد الرحمن أحمد وجد بيت أهله أساطين الشعر في السودان وهم بصحبة والده الشاعر أحمد محمد صالح، زائداً وجود أصدقاء والده من مثقفي ذلك العصر أمثال أمين بابكر (ابن الشعب) وعوض ساتي والشاعر كرف. أما ذو النون بشرى فهو كذلك من المحظوظين بنشأته في بيت علم ودين، فجده المؤرخ محمد عبد الرحيم صاحب كتاب (نفثات اليراع) كان من أصحاب المعارف المتعددة، زائداً حالة تنقل والده ضابط البوليس حينها بشتى أصقاع البلاد وهو ما زاد من حصيلته في المشاهدات الاجتماعية والثقافية. درس الاثنان بمدارس الحكومة حتى المرحلة الثانوية وبعدها التحقا بالإذاعة في عام واحد. فعبد الرحمن أحمد التحق بالإذاعة في أبريل 1691م في أكتوبر 1691م لحق به ذو النون بشرى. الاثنان من مبدعي العمل بالإذاعة السودانية في قالب برامج المنوعات. ابتكر عبد الرحمن أحمد برامج ما زالت في الخاطر ومنها (صفحات مسموعة) و(صالة العرض) و (أمسيتي معكم). أما ذو النون بشرى فقد وصل بجده وجهده نحو منصب رئيس قسم المنوعات بالإذاعة فيما بعد. ومن ابتكاراته برامج عديدة منها (جيل وجيل)، (أغنية وفنان)، و(أغنية أمدرمان) وهو البرنامج الذي كان ينتظره المستمعون كل جمعة في التسعينيات بعد صلاة الجمعة. ارتبط الاثنان ببعضهما البعض فصارا من رموز العمل الإذاعي في جانب برامج المنوعات. كتب عبد الرحمن أحمد عدداً من الخواطر الخاصة وهي التي لم نتحصل عليها رغماً عن ملاحقتنا له أيام وجوده بيننا يسعى نحو العمل بالإذاعة وذلك بعد تقاعده. أما ذو النون بشرى فهو من كتاب القصة القصيرة والشعر الغنائي. ففي العام 3691م فازت قصته بجائزة الندوة الأدبية بأم درمان وهي قصة (مات بلا ضجيج). كذلك كتب عدداً من الأشعار الغنائية لعدد من الفنانين أبرزهم شرحبيل أحمد، محمد أحمد عوض، عبد الدافع عثمان ومنى الخير. رحلا في زمان متقارب وتركا إبداعهما منثوراً حتى الآن تتلقفه أسماع المستمعين لروائع ما قدماه.