اولاً نشكر حكومة ولاية الخرطوم وعلى رأسها واليها بقرار استخدام النقل الطارئ لحل مشكلة ترحيل المواطنين وبالطبع ليست المرة الأولى ولا الثانية ولا العاشرة التي (يتدلّع) فيها بعض أصحاب البصات الخاصة.. بدافع من أنفسهم أو بدافع من بعض أهل المعارضة، فقد فعلوا ذلك عندما كنا طلاباً في المدارس في عهد الأحزاب.. وفعلوها عندما كنا موظفين في الخدمة المدنية على أيام النميري.. ثم فعلوها أيام الحكومة الانتقالية برئاسة سوار الذهب.. وكرروها (كم مرة) على أيام الإنقاذ (الحية وموجودة دي). وفي كل مرة كان أصحاب البصات الناقلة للمواطنين سواء داخل العاصمة القومية أو مابين العاصمة والأقاليم كانوا يستغلون حاجة المواطنين إما بسبب زيادة أسعار المحروقات أو بسبب الأعياد. أو بسبب شح الوقود أو حتى بأي سبب يمكن أن (يطير ليهم) في رأسهم فيقرروا أن يزيدوا تكاليف الترحيل على (مزاجهم) وتكاد تكون طريقتهم مكشوفة ومفضوحة فالبصات أولاً تختفي من المحطات الرئيسية.. ويتكدس المواطنون فيها وقوفاً على أرجلهم أو جلوساً على أصلابهم... ويفرح أصحاب البصات بهذا الحشد العظيم ويعجبهم (يوم القيامة) في موقف جاكسون والوسطى بحرى والوسطى أمدرمان.. وتظل البصات بأنواعها (كريس وهايس) وغيرها (تتلبّد بالدس) في الشوارع المظلمة في أطراف المدن.. وبالطبع يظهر مندوبوهم وأعضاء اتحاداتهم ليقولوا إن التعرفة غير (مجزية).. وما دام أنها قد زيدت لبعض القطاعات فهم أولى بهذه الزيادة. وإزاء هذه الضغوط يستجيب المسؤولون ويستجيب المواطنون للزيادة التي يفرضها أصحاب الهايسات والكريسات والأمجادات.. وبالطبع لا نمنع هؤلاء القوم من تحقيق أرباح عالية لصالحهم لكننا نطلب منهم أن يكون ذلك في حدود المعقول وقد لا ننسى أن آلافاً من البصات اختفت وانسحبت و(انسرقت) من السودان ووجدت طريقها إلى الجنوب بحكم إن ذلك البلد لا توجد فيه بصات والأسعار فيه غالية ولا نشمت في بعضهم فقد جاءنا من يقول إن الجنوبيين (شالوا) البصات وصادروها. على كل حال لو كنت أنا شخصياً والياً على ولاية الخرطوم أو أي ولاية أخرى وشعرت بأن (بتاعين) البصات عاملين فيها أبوعرام.. ويحاولوا أن يمسكوني من يدي (البتوجعني) فإنني كنت سوف أتوكل على الحي الذي لا يموت بعد أن أستغفر الله ثلاثاً وأعلن في وسائل الإعلام المقروء والمسموع والمرئي أن السيد الوالي مثلما فعل من قبله سابقاً سوف يذيع عليكم قراراً هاماً فترقبوه. وبعد أن تبث الأجهزة التنويهات وتسبقها بنشيد (وروني العدو واقعدوا فراجة) ومع تكرار الشعار الذي يقول (أو ترق منا الدماء أو ترق منهم دماء أو ترق كل الدماء) كنت سوف أذيع البيان التالي: «أيها المواطنون الثوار الأحرار الشرفاء لقد لاحظتم التقاعس والتلكؤ الذي تمارسه بعض الجهات المالكة لوسائل المواصلات والتي لم تكتف بدعمنا لها في المحروقات ولم تكتف بمنحنا لها الترخيص وبإعطائنا لها التسهيلات في المحطات فأضربت عن العمل تقاعساً واعتقدت أنها سوف تلوي يدنا.. وعليه فقد قررت بصفتي الوالي أن يتم تنفيذ التوجيهات التالية: أولاً: يُسمح لجميع أصحاب السيارات الخاصة باستعمالها مؤقتاً كأدوات للنقل الطارئ في ولاية الخرطوموالولايات الأخرى. وطيلة أربع وعشرين ساعة في اليوم. ثانياً: يُسمح لكل وسائل المواصلات الخاصة باستعمال المحطات الرئيسية والفرعية ويتم الترخيص لها بنقل المواطنين من العاصمة إلى مدن الولايات والعكس في الخطوط الرئيسية والفرعية. ثالثاً: يرخّص لكل أنواع السيارات بأنواعها مثل البصات والعربات الصالون والأمجاد والبكاسي والدفارات واللوارى وحتي الجرارات الزراعية والترلات والعجلات وكل وسيلة نقل جارّة أو مجرورة ويشمل ذلك حتى السيارات القديمة والاسكراب وعربات المغتربين المرفوعة والركشات والدرداقات. ويسمح للركشات استثناء بعبور الكباري كلها... رابعًا: يكون سعر النقل للمحطات المختلفة بتكلفة أقل بمعدل خمسة وعشرين في المائة عن سعر النقل العادي قبل هذا القرار. خامساً: يستمر هذا الترخيص للنقل الطارئ لفترة 6 أشهر ابتداءً من ديسمبر الجاري وإلى يونيو القادم إن شاء الله وينظر في أمر تجديد قرار الترخيص بعد دراسة التجربة.. ولا يشترط تجديد الترخيص لممارسة النقل تحت هذا القرار. سادساً: على الجهات المعنية وضع الأمر حيز التنفيذ الفوري وإفادتي بتقارير أسبوعية حول مجريات التنفيذ.. ويهيب الوالي بكل مؤيدي الحكومة ومنسوبيها بالمشاركة في النقل وترحيل المواطنين. سابعاً: معنون للسادة جهات الاختصاص بصورة للسيد رئيس الجمهورية وصورة للسيد رئيس المجلس الوطني وصورة للسيد رئيس مجلس تشريعي الولاية. والله اكبر والعزة للسودان. كسرة: فشلت اجتماعات اللجنة الأمنية بين الخرطوم وجوبا.. والسبب معروف ومحفوظ وهو أن الجنوبيين لا يريدون أن يفكوا أي ارتباط مع ناس عرمان وعقار والحلو وثانياً لأنهم يعتقدون أنهم ما زالوا متمردين علينا ولم يدخل في رأسهم ولن يدخل في رأسهم أنهم مسؤولون عن بلد وعن مواطنين ولا يشغلهم إن أكلوا أو شربوا أو ماتوا من الجوع.. فهؤلاء القوم لم يجربوا في حياتهم أن يكونوا حكاماً أو مسؤولين ولهذا فهم دائماً متمردون ولا يعرفون وظيفة غير أنهم متمردون علينا ولهذا فلن ينصلح حالهم ولن يتوصلوا معنا إلى أي حلول.. لأنهم لا يدركون كيف يتصرفون كحكام وإنما يعرفون التصرف كمحكومين ويغلب عليهم تصرف الغوغاء والفوضويين.. وترقبوا معنا اجتماعات أديس أبابا منتصف هذا الشهر!!