تقول الطرفة إنه على عهد المرحوم الرئيس جعفر نميري كان يتم إقامة أعياد الاستقلال كل عام في إحدى المدن المهمة من مدن السودان وذلك لإشراك السودانيين في الهم العام وصهرهم في بوتقة الوطنية.. ولأن الاستقلال كان يتم الاحتفال به في أول يناير فقد كان ذلك يصادف الشتاء والطقس البارد، وفي الحقيقة كانت أيام أول يناير تصادف أبرد أيام السنة بحيث إن درجة الحرارة في الخرطوم كانت تنخفض إلى خمس عشرة درجة بينما تنخفض درجة الحرارة في أقصى مدن الشمال في حلفا ودنقلا إلى أقل من أربع درجات مئوية وهي درجة التجمد التي تجعل الأزيار تتكسر لأن المياه يزيد حجمها عندما تتحول إلى ثلج بفضل درجة الحرارة المتدنية جدًا. ويقال إن الرئيس وجَّه بإقامة أعياد الاستقلال في إحدى مدن الشمال البعيدة وبالطبع وجَّه الجهات المعنية بتوفير المال اللازم لمقابلة احتياجات الصرف على الفعاليات الضرورية.. والمراجعون عندما قاموا بمراجعة حسابات الصرف على أعياد الاستقلال وجدوا أن ربع التكلفة قد ذهب في توفير وشراء الثلج.. وبالطبع لا يمكن أن يصدق أحد أن الثلج وبهذه المبالغ الضخمة قد تم صرفه في زمهرير ذلك البرد القارس. والآن قالت المعارضة وزعماؤها إنهم سوف يقومون بإخراج وتسيير تظاهرات صاخبة و«قاجة» وقوية وبالطبع لا بد أن تكون الجهات الداعمة لهم والتي عودتهم «دايماً» على توفير احتياجاتهم من المصروفات والدولارات مثل «المخابرات الأمريكية» ومخابرات بعض دول أوروبا الغربية والمخابرات الصهيونية وحكومة دولة الدينكا بتوجيه من رئيسها وكيل عريف سلفا كير ميارديت.. كل هؤلاء وغيرهم وبناء على الادعاءات التي استلموها سوف يُسقطون الحكومة في الخرطوم بعد أن يقوموا بإخراج تظاهرات قوامها ثمانية ملايين مواطن.. وبالطبع لا بد أن الزعماء قدروا أن المواطن الواحد يحتاج إلى عشرة آلاف ترحيل للقدوم وعشرة آلاف للتوصيل وعشرين ألفًا قيمة حاجة باردة وعشرين ألفًا تكاليف رعاية طبية لزوم البمبان وعشرين ألفًا في حالة الجروح القاتلة وعشرة آلاف قيمة مناديل لمسح الدموع وعشرة آلاف قيمة موية في البراميل وعشرين ألفًا قيمة أحذية لأن أحذية المتظاهرين سوف تتشرط وعشرين ألفًا قيمة هدوم وبناطلين وسراويل للذين تتشرط سراويلهم.. والجملة على بعضها حوالى مائة وخمسين ألفًا للمتظاهر الواحد مضروباً في ثمانية ملايين تكون الجملة واحد ترليون ومائتي مليار وهي تعادل حوالى ستمائة مليون دولار ولابد أن الصهيونية العالمية والمخابرات قد دفعت هذا المبلغ عداً نقداً لناس المعارضة والجبهة الثورية.. ولكن ما حدث أنه لم تقم أية تظاهرة «تملا العين».. فقط كانت هناك بعض الأمجادات بكل منها خمسة أولاد ومعهم كبريتة ولستك قديم ويقوموا برمي اللستك وحرقه ويقوموا «جارين» قبل وصول قوات الشغب.. والسؤال الآن أين هي قروش التظاهرات يا ناس المعارضة ومن الذي أكلها وكيف أكلها ولماذا أكلها.. ويا أولادنا الطلاب والمواطنون المغرر بهم أن لديكم أموالاً دفعتها المخابرات الصهيونية وهي محبوسة مع ناس المعارضة فعليكم المطالبة بها.. ويا ناس المخابرات أرجو أن نفيدكم بأن ناس المعارضة لا بد أنهم أكلوا قروشكم ولم يُخرجوا أية تظاهرات ذات تأثير فعليكم أن تطالبوا بإرجاعها.. كسرة:- أتساءل مثل أي زول بريء وساذج إذا كانت أمريكا كل يوم تعين لنا مندوباً لمشكلة من المشكلات مثل دان سميث بتاع دارفور وليمان بتاع شنو ما عارف ودانفورث بتاع إيه فهل نحن بالمقابل وتحت شعار المعاملة بالمثل نقوم بتعيين ممثل أو متابع نيابة عنا لمشكلات أمريكا يعني هل لدينا سوداني يعمل مبعوثاً لقضايا الهنود الحمر بأمريكا وهل لدينا سوداني يعمل مبعوثاً عنا لرعاية مشكلات الزنوج الأمريكان في أمريكا وهل من حقنا أن نعين مندوبًا عن السودان لمشكلات المثليين في أمريكا علماً بأن الجماعة ديل لديهم مشكلات معقدة جدًا فيما يخص المثليين وبحيث إن نصف رجال أمريكا يرغب أن يتزوجوه.. وهل يحق لنا أن نرسل مندوباً سودانياً لمتابعة قضايا الإجهاض بأمريكا وقضايا البنوك المتفاقمة وقضايا الأعاصير.. والسؤال لماذا ينط علينا كل صباح واحد أمريكي ويقول إنه مبعوث أمريكا لإحدى قضايانا ولا نفعل نحن نفس الطريقة «حقارة بس مش كدة؟؟!».