هل هناك كراهية لشخص ما بلا أي سبب؟.. فهناك أشخاص يحكمون بالمظهر بالشكل العام دون بناء عوامل كراهيتهم على أسباب معروفة أو حقيقية بل إنهم من أول وهلة يشاهدون شخصًا ما فيكرهونه أو تكون نفسيتهم غير متقبلة له بلا أى وجهة نظر حقيقية أو معاملة معينة مباشرة مع هذا الشخص فيكيلون له سموم الكراهية.. فتساءل احدهم عن سبب كراهيته لشخص ما بالرغم انه ليس هنالك أي علاقة سابقة جمعتهم وقد يكون رآه لأول مرة في حياته فيقول لك ان هذا الشخص أكرهه لله. الكراهية تبنى على أسس تعامل طويل وعلاقات مباشرة بين شخص وآخر وأثناء هذه المعاملة تظهر سلبيات أخلاق ذلك الشخص فهنالك العديد من الصفات التي تقود صاحبها الى كراهية الآخرين له. فالشخص الأناني الذي لايحب الخير للآخرين و يتمنى ان تضيق رحمة الله لتسعه وحده والشخص الحسود الذي يكره الخير للآخرين والذي يتعرض للآخرين بالقذف والسباب في اخلاقهم و اشخاصهم يصبح شخصًا مكروهًا من الناس وكذلك المتكبرون يعتبرون ابعد الناس عن قلوب الآخرين.. الناس عادة مجبولون على حب من يحبهم ويقدرهم والذين يخفضون لهم جناح الذل من الرحمة لأنهم يجدونهم قريبين الى قلوبهم محبوبين الى نفوسهم. يرجع العديد من المختصين الكراهية بدون سبب لأسباب نفسية بحتة تتعلق بميول الشخص ومعاييره التي يضعها كمحددات للاشخاص الذين يتعامل معهم اهمها نقاط الالتقاء بين شخصيته والآخر وهي أمور لا تبدو واضحة او محسوسة في الشعور تجاه شخص ما أي هي خارجة عن ارادتنا فهذا يعني ان الحب والكراهية هي مشاعر انسانية يصعب التحكم فيها وتوجيهها، لأن ارواح البشر تتآلف وتتوادد بحسب عوامل القرب والتشابه بينها وقد جاء في الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم «ان الارواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف». قيم التسامح والعفو وقبول الآخر في حياتنا ويجب ان نعوِّد انفسنا على الا نكره الا عندما تُنتهك حرمات الله.