قبل الحديث حول التخاريج المحظورة، أود تنشيط الذاكرة بهذا الخبر المنشور يوم الخميس الثاني من نوفمبر «2012» بعدد من الصحف: «أصدرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي قراراً يقضي بمنع احتفالات التخرُّج خارج الجامعات موجِّهاً إدارات الجامعات السودانية بإقامة احتفالات التخرج للطلاب داخل الحرم الجامعي وتحت إشراف إدارة الجامعة، وأوضح الناطق الرسمي باسم الوزارة أسامة محمد أن وزير التعليم العالي والبحث العلمي بروفيسور خميس كجو كندة استنكر إقامة احتفالات تخريج الطلاب بالصالات والأندية الليلية، منوهاً بأن بعض الروابط والإتحادات الطلابية درجت على إقامة حفلات التخرُّج خارج المباني مما أوجد سخطاً واستنكاراً واسعاً في أوساط الرأي العام نتيجة الظواهر السالبة التي تُمارَس في هذه الاحتفالات». ولعل الوزارة رأت أنه من القيم التعليمية محاربة تلك الظواهر والسلوكيات الغريبة التي تتم في تلك التخاريج، ولكم أيضاً بعضاً من هذه المشاهد: في إحدى الجامعات السودانية الشهيرة قام الطلاب بابتداع ما يسمى ب«حنة الخريج» حيث يقوم الطلاب والطالبات بتأجير حنانة أو بدونها تقوم بوضع الحناء للخريجين من الجنسين، ولهذا البرنامج طقوس وموسيقا وزغاريد ويعقب هذا البرنامج ما يُعرف «بزفة الخرِّيج». ومشهد آخر لا يقل ميوعة وديوثة تلك الخريجة التي ظهرت بموسيقا غربية شرقية وقد خلعت عباءة التخرج وظهرت ب «شورت» يعلو ركبتها بقليل ورقصت على طريقة شاكيرا، كما لكم أن تراجعوا ما سبق تناوله عن خريج الطب الشهير ب«الراستا» فقد تخرج هذا الدكتور بواحدة من أغنيات البنات الساقطة المعاني والمحتوى ورقص على أنغامها الصاخبة بطريقة أولاد الشوارع. والمشاهد التي يمكن سردها كثيرة لا تُحصى ولا تُعد لذلك نرى في قرار وزارة التعليم العالي ضبطاً وعقلانية تفرضها وقائع التخاريج المريرة وهي بموجب هذا القرار تصبح محظورة سوا أكانت بالصالات المغلقة أم الأندية العامة، والأهم من ذلك أن يُحترم هذا القرار ويُنفذ وأن تقوم الجامعات بوضع ضوابط للتخاريج حتى داخل حرم الجامعات، فالواقع والإعلانات التي توزعها بعض الروابط وتعلقها داخل حرم بعض الجامعات تشير لإقامة احتفالات محظورة بنادي الضباط «القوات المسلحة» وأخرى بنادي «الشرطة» وكأنها تحتمي بأندية القوات النظامية. أفق قبل الأخير: ننبه إدارة ناديي الشرطة والضباط وإدارة شرطة أمن المجتمع وإدارة الجامعات السودانية والإخوة بروابط الطلاب المختلفة للتعاون على عكس وجه مشرق لطلابنا الذين يستقبلون حياتهم العملية الجديدة كما علينا أن نحترم قرار وزارة التعليم العالي. أفق أخير