دكتور بابكر مصطفى إسماعيل أحد الكوادر الطبية السودانية المهاجرة، فهو طبيب مقيم في بريطانيا متخصص في مجال الأنسجة الدقيقة، اختار الهجرة من السودان من أجل التطوير العلمي في مجال تخصصه وحتم عليه العمل البقاء في أوربا نسبة لتوفر بيئة عمل أفضل من السودان وبجانب ذلك لم يمنعه العمل الطبي من ممارسة النشاط الاجتماعي فهو الآن رئيس الجالية السودانية بالمملكة المتحدة وأيرلندا وسكرتير الجمعية الطبية السودانية ببريطانيا وأيرلندا.. (نافذة مهاجر) التقته لتتعرَّف على وضع الجالية السودانية هناك وعن المشكلات التي تواجههم فإلى مضابط الحوار: ٭٭ عرفنا بالجالية السودانية بالمملكة المتحدة وأيرلندا؟ هي عبارة عن مجموعة من الجاليات بعض منها له عمل جيِّد ويخدم المجتمع السوداني بلندن، وقليل منها يعتبر تجمعات لها أهداف سياسية.. وأداؤها جيّد وإيجابي حيث تقوم الجالية برعاية الأطفال بمدارس تعليم اللغة العربية ونشر الثقافة السودانية والتربية الإسلامية، بجانب أننا تقوم بدعم السودانيين في حالات الأتراح والأفراح، وللجالية مساهمات كبيرة في ما يحدث بداخل السودان مثلاً في ضرب مصنع هجليج تداعى أبناء السودان من الأطباء وقاموا بالتطوع للمساهمة في علاج الجرحى وتغطية العمل الطبي وخلافه، فالجالية لها مبادرات في شتى المجالات. ٭٭ ما هي المشكلات التي تواجه الجالية هناك؟ المشكلات بصورة أساسية تتمثل في مشكلات الجيل الثاني فهنالك رجال ونساء ليس لديهم عمل، ويحصلوا على منح من الدول لتعينهم على العيش فيمنحوا منازل وخلافه لكن المشكلة الحقيقية هي أن يجيء جيل ثالث من أطفال ينشأ بعيداً عن أرض الوطن، ليس لديهم ارتباط بالثقافة والتراث السوداني وأضيف أن السفر مكلف جدًا للأسر التي لديها عدد كبير من الأطفال، ولا تستطيع الحضور سنويًا، مما يخلق انفصامًا بين الجيل الثاني والثالث وواقع المجتمع السوداني ونحن نحاول أن نعوض ونغطي تلك الفجوة بإقامة أنشطة تعكس التراث والقيم السودانية بجانب إقامة مدارس عطلة نهاية الأسبوع التي يتم فيها تعريف الأطفال على القيم السودانية وتعليمهم اللغة العربية والتربية الإسلامية. ٭٭ هل هنالك مشكلات أخرى تواجهكم غير مشكلة الجيل الثالث؟ نعم، هنالك مشكلات تتعلق ببعض الذين تحدث لهم مشكلات صحية وغير قادرين على العلاج، بجانب الأسر تحدث فيها خلافات أسرية وقد تنتهي إلى الطلاق وتمثل مشكلة بالنسبة للأطفال ومن أخطرها قضية المخدرات التي تواجه الشباب بجانب مشكلة التأقلم مع المجتمع البريطاني نفسه والتعرف على قيمه وهنالك بعض الحالات البسيطة التي تعاني من مضايقات من المجتمع البريطاني والمجموعات العنصرية ولكن هذا ليس مختصًا بالجالية السودانية وحدها. ٭٭ ما هي الكيفية التي تعالجون بها هذه المشكلات؟ الجالية السودانية هنا تسعى سعيًا حثيثًا من خلال الأنشطة الأساسية بدور كبير في الاحتفال بالأعياد والمناسبات الوطنية ونحاول ربط الأطفال ببلدهم من خلال تعريفهم بها وإقامة الاحتفالات في الأعياد الرسمية والوطنية، وتواصل برنامج الزيارات والترابط الأسري وكل هذه تتم من خلال المعينات التي توفرها الجالية لأفرادها، ونسعى في الحصول على مقر وهي واحدة من المشكلات التي تواجهنا؛ لأن الإيجارات مكلفة جدًا والعقارات غالية وهو مهم ليتم التفاعل والترابط لنعبر عن القيم والموروثات السودانية للجيل الثاني والثالث. ٭٭ كيف تنظر إلى تخصصك في السودان؟ تخصص الأنسجة المريضة تخصص دقيق، وفي السودان لم يصل إلى المستوى المرضي وعن نفسي أساهم في السودان عن طريق الإجازات، وأقوم بتدريب طلبة الدراسات العليا والامتحانات للممتحنين خارجيًا في بعض الجامعات، وكلما أتيحت لي الفرصة أقدم ما أستطيع، وأتمنى أن يصل تخصص الأنسجة المريضة والمختبرات إلى مستويات مرضية، وهنالك سعي من بعض الإخوة في هذا المجال بتقديم المساعدة فيه وتطويره. ٭٭ كيف تقدم المنظمات السودانية ببريطانيا دعمها للسودان؟ هنالك منظمات كثيرة فمنظمة أروي مثلاً تقوم بحفر آبار المياه في المناطق النائية والجمعية الطبية السودانية ببريطانيا وأيرلندا التي تقوم بتأهيل وتدريب الأطباء وتقيم مؤتمرها سنويًا بالسودان بجانب شراكتها مع جهاز المغتربين وأيضًا وزارة الصحة، كما أن هنالك منظمات تقوم برعاية الأطفال ومنظمة سلامات الطبية والقوافل الخيرية والطبية، كما توجد عدد من المنظمات الأخرى والحيوية. ٭٭ تقييمك لتجربة الغربة؟ تجربة الغربة ثرَّة جدًا وقيِّمة استفدت منها كثيرًا، والغربة أعطتني الكثير وأخذت مني العمر، ولست نادمًا على الذي مضى؛ لأنني اكتسبت خبرات واسعة في المجال الطبي والإنساني ومجالات العمل العام ومجال التعرف على ثقافات الشعوب الأخرى خاصة أوربا ودول الغرب؛ لأن هذه الدول تتربص بنا ومعرفة ثقافتها تكون من باب التحصن حتى لا ينتابنا أي سوء. ٭٭ كلمة أخيرة؟ بالرغم من البعد المكاني لكن السودان في سويداء القلب ونحاول بقدر الإمكان أن نقدم جميع الدعم الممكن للسودان ولأهلنا البسطاء، وما يصيب الوطن يصيبنا ونتمنى ألا يصاب بشوكة ونسأل الله أن يحفظه وأهله.