بات واضحاً أن الخلاف الذي يدور هذه الأيام حول فك الارتباط أصبح من أبرز العقبات التي تهدد المباحثات بين الخرطوموجوبا في الوقت الراهن، وفي هذا الاتجاه سألنا الخبير الأمني العميد معاش حسن بيومى الذي اشار إلى أن مسألة الخلاف حول فك الارتباط الذى يهدد المفاوضات بين الخرطوموجوبا يمكن حلها بين ثلاثة اطراف: حكومة السودان وحكومة الجنوب والفرقتان التاسعة والعاشرة، وليست هنالك صعوبة في هذا الاتجاه، فقط تحتاج إلى المزيد من الجدية من كل الأطراف الثلاثة، وقال إن الطرفين الشمالى والجنوبي يجب أن يفكرا في مصلحة البلدين، خاصة أن دولة الجنوب اليوم أصبحت جارة للسودان، وأضاف أن المجتمع الاوروبي خاصة امريكا والدول الاوروبية همهما الأساس عدم حل القضايا العالقة بين الشمال والجنوب، وأن الدول الاوروبية تهتم بجانب تقديم المساعدات الإنسانية للنازحين. وقال إن السودان لا بد أن يسعى لكسب الجنوبيين لأنه ليس من مصلحة السودان أن يصدر بترول دولة الجنوب عبر دولة إثيوبيا التي تعتبر هي أيضاً الطرف الآخر بالنسبة لجنوب السودان من ناحية المصالح المشتركة بينهما، في حين أننا نحن الأقرب للجنوب من الناحية التاريخية، وقد سبق أن عشنا معهم فى وطن واحد قبل انفصال الجنوب عن الشمال، وناشد القائمين على أمر المفاوضات من الطرفين أن ينظروا إلى مصلحة الشعبين بحكم مصالحنا التى اصبحت مشتركة، ولذلك ليس هناك حل آخر غير أن نتعاون مع دولة الجنوب من أجل مصلحة الوطن والشعب، وقال إن حكومتي السودان والجنوب والفرقتين التاسعة والعاشرة سواء من ناحية السياسيين او العسكريين لا بد ان يتفقوا من اجل الوصول الى حل لهذه المشكلة، خاصة مع الفرقتين التاسعة والعاشرة الحاملتين للسلاح الآن، وهما ادرى بمناطقهما أكثر من غيرهما من الناحية القتالية. وتوقع بيومى انهيار المفاوضات إذا لم يراع القائمون على الأمر من الطرفين مصلحة البلدين، ولذلك لا بد من مسألة تركيز الجانبين على مصلحة البلدين. الخبير الاستراتيجي اللواء محمد العباس الامين قال ل «الإنتباهة» إن ما يدور الآن بين الخرطوموجوبا حول فك الارتباط يؤدي إلى ما يمكن فهمه في حالتين هما، أن الجنوب يريد أن يكسب الرهان بأوراقه المتعددة عن القضايا العالقة بين البلدين، وبالتالى ما يدور هو فن إدارة الأزمة، وقال إن دولة السودان لا تملك سياسة واضحة في كيفية إدارة الصراع والحوار مع حكومة الجنوب، مضيفاً أنها تحتاج إلى تحضيرات خاصة ووضع استراتيجية واضحة المعالم لإدارة الصراع بالصورة التي تتوافق مع المصلحة الوطنية في شأن السودان والتنوع الإفريقي والعالمي، وقال: «الآن ليس هناك سبب يؤدي إلى القتال مرة أخرى بين الطرفين لأن الوضع الدولي والإفريقي لا يسمح بذلك، خاصة أن الوضع في مالي يؤثر في ما يجري بين الخرطوموجوبا، خاصة أن دولة الجنوب تمتلك أوراقاً كثيرة جداً من الجانب الإفريقي، وكل الدول الإفريقية تقف في صف الجنوب، بجانب الحلفاء الاستراتيجيين أمثال أمريكا والاتحاد الاوروبي واليابان، بينما نجد أن السودان يفتقر إلى الحلفاء الاستراتيجيين الأقوياء المؤثرين»، وقال العباس إن هناك دولاً تسعى الآن إلى أن يتم تحويل القضايا العالقة بين جنوب السودان وحكومة السودان إلى مجلس الأمن، لأن جوبا تدري أن هناك ثلاث دول قوية في مجلس الأمن تقف إلى جانبها، وبالتالي الحرب غير واردة في الوقت الراهن، والصراع المسلح غير وارد الآن، والصراع الذي يدور هو صراع يتعلق بطبيعة التفاوض. وتوقع العباس في حال لم تُعالج تلك الأزمة بين البلدين، أن تتوقف المفاوضات بين الطرفين.