ويستمر تآمر مجلس السلم والأمن الإفريقي وغيره من أجسام وآليات الاتحاد الإفريقي الذي لم نجنِ منه غير الحصرم.. يستمر التآمر ويفجأنا هذه المرة بمقترح جديد لمصفوفة اتفاق بين الحكومة وقطاع الشمال التابع لدولة الجنوب وحزبها الحاكم (الحركة الشعبيَّة لتحرير السودان)!! يُحمد للمؤتمر الوطني هذه المرة موقفه القوي الرافض للتفاوض مع قطاع الشمال والذي نرجو ألّا يتزحزح عنه استجابة للمرتجفين من قياداته المذعورة خاصةً من أولاد نيفاشا الذين يساند بعضُهم مواقف دولة الجنوب سواء فيما يتعلَّق بفك الارتباط الذي لا يعتبره سفيرُنا في جوبا شرطاً لاستئناف ضخّ بترول الجنوب عبر الشمال أو التفاوض مع قطاع الشمال عبر إعادة الاعتراف باتفاق نافع عقار!! فقد جدَّد الناطق باسم القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني حسبو محمد عبد الرحمن، عقب اجتماع القطاع برئاسة نائب رئيس الجمهورية الحاج آدم، جدَّد التأكيد على موقف الحزب الرافض للحوار مع قطاع الشمال والمشترط لفك الارتباط مع دولة الجنوب والفرقتين التاسعة والعاشرة. نفس الموقف أكَّده بدر الدين أحمد إبراهيم أمين الإعلام بالمؤتمر الوطني الذي هاجم الإدارة الأمريكيَّة بسبب دعوتها إلى التفاوض مع قطاع الشمال معتبراً ذلك تدخُّلاً في الشأن السوداني ومستغرباً مطالبتها بالتفاوض مع قطاع الشمال بدون أن تضغط على حكومة الجنوب لتفكَّ ارتباطها مع القطاع ومع الفرقتين التاسعة والعاشرة التابعتين لدولة الجنوب وللجيش الشعبي والمقيمتين في كلٍّ من جنوب كردفان والنيل الأزرق. عجيب أن مجلس السلم والأمن الإفريقي والمبعوث الجنوب إفريقي المتواطئ مع دولة الجنوب والمنفِّذ للسياسة الأمريكيَّة في السودان ثابو أمبيكي.. عجيب أن هؤلاء يتجاهلون الاتفاقيات المبرمة بين السودان ودولة جنوب السودان وبدلاً من ممارسة الضغط على حكومة الجنوب لإنفاذ ما تقضي به الاتفاقيَّة من فكّ ارتباط بعملائها من قطاع الشمال يحشرون أنوفَهم في شأن يتعلَّق بنزاع داخلي يحقُّ للسودان أن يتعامل معه بما يحقِّق سيادته الوطنية على أرضه. إننا في حاجة إلى مثل هذه المواقف القويَّة وإلى إسكات الأصوات المرتجفة داخل صفّنا الداخلي وسؤالي إلى الحاج آدم وقد اتَّخذ قطاعُهم السياسي ذلك الموقف الرجولي الذي يليق بكرامة السودان وشعبه ماذا فعلتم لسفيرنا في جوبا وماذا فعلتم للخطيب وهو يدافع عن اتفاق نافع عقار بعد أن رفضته مؤسساتُكم الحزبيَّة بل بعد أن رفضه برلمان الشعب؟! ماذا فعلتم وماذا فعل البرلمان لمن يخرجون على سياسة الدولة ويُرسلون رسالة خاطئة إلى (المجتمع الدولي) أن حكومتهم متطرِّفة وغير راشدة وحقّ للمجتمع الدولي أن يمارس عليها الضغوط ويفرض عليها العقوبات؟ ماذا فعلتم لمن يفتّون في عضد الدولة ويتَّخذون مواقف مساندة لدولة الجنوبالمحتلة المعتدية الرافضة لإنفاذ الاتفاقيَّات وهل هؤلاء جديرون بأن يستمروا في مواقعهم مفاوضين عن السودان وشعبه الأبي؟! لن أمل الطَّرْق على هذه القضيَّة لأني أعتبر أنَّ أكبر نقاط ضعفنا تتمثل في جبهتنا الداخليَّة فإذا كنا قد غضبنا من تعاون بعض قياداتنا السياسيَّة مع الأعداء من خلال التوقيع على وثيقة الفجر الجديد فإن غضبنا ينبغي أن يكون أكبر حين نُخترق من بعض من يتحدَّثون باسمنا ويتفاوضون بالنيابة عنا فالحملة على هؤلاء ينبغي أن تكون أشد والعقوبة أقسى فوالله لن أثق في من يخرج على سياسة الدولة معتدّاً برأيه فارضاً إياه على الجميع وكأنَّ الوطن مملوك له بشهادة بحث!! ثمَّة نقطة أخرى لافتة ومثيرة للتساؤل أنَّ كمال عبيد المُمسك بملف منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان ظلَّ صامتاً لا ينبس ببنت شفة!!.. ماذا جرى للرجل وهل انصرف إلى جامعة إفريقيا العالميَّة التي كُلِّف بإدارتها عن الشأن السياسي؟! وترك الأمر لأولاد نيفاشا ليعبثوا به كما ظلوا يفعلون بحاضرنا ومستقبلنا؟! إن كمال عبيد هو الأصلح لهذا الملف وأخشى أن يُزاح عنه ويبقى المفاوضون الدائمون ممن أذاقونا من (جلايطهم) ألواناً من القهر والإذلال والهزائم. على كمال أن يعود إلى الملف وأن يُحدث اختراقات بين أهل المصلحة من سكان المنطقتين بعيداً عن عرمان وعقار وغيرهما من الدخلاء الذين يتاجرون بدماء أبناء النوبة والنيل الأزرق ويوظفونها لخدمة أجندة سادتهم من أعداء السودان. رحم الله مكي بلايل وفي الليلة الظلماء يُفتقد البدر وفكَّ الله أسْر المجاهد تلفون كوكو الذي أرجو أن يبذل الرئيس البشير شخصياً جهداً في سبيل إطلاق سراحه فلولاه لكان الفوز حليف عبد العزيز الحلو وعصابات الحركة والجيش الشعبي.