في نهاية كل عام دراسي يسود داخل كل منزل جو من القلق والتوتر وتكون هناك حالة من الاستنفار القصوى للامتحانات حتى نهايتها وبعدها يبدأ الترقب والانتظار للنتيجة فإذا كانت غير التي كان يتوقعها الأبوان يصعب كثيرًا تقبلها ويبدأون في إلقاء اللوم على الابناء واتهامهم بالاستهتار وعدم الجدية في النجاح او أن الاساتذة غير مؤهلين ويبلغ هوس الآباء بالنتائج لحد ان بعضهم قد يجعلهم يهتمون بالدرجات اكثر من اهتمامهم بالأبناء انفسهم ويعتبرون تدني مستوى ابنائهم واحرازهم درجات ضعيفة او رسوبهم ليس وضعًا طبيعيًا يمكن حدوثه. تقول ندى لدى كثير من الاهل الرغبة في الاطمئنان إلى مستقبل ابنائهم مبكرًا مما يجعلهم يأملون في شق ابنائهم اقصر الطرق الى مستقبل ناجح وزاهر واي تأخير او فشل يدخل الأبوين في صدمة تجعلهما يتصرفان دون ان يحسبا العواقب التي قد تحدث فمثلاً الآباء يرفضون اعادة اولادهم للصف الذي رسبوا فيه ظانين انهم سوف يتأخرون وهم بذلك يدفعونهم نحو الفشل ويحسبون انهم يقودنهم الى النجاح. اما عزيزة فلديها سبب آخر وهو التخوف من الانحراف، فتقول رسوب الابناء يُدخل في الاهل الخوف من انجراف اولادهم نحو الانحراف والرسوب او تدني المستوى عند الاهل، يعني ان الابن قد بدأ في الانشغال باشياء اخرى ربما تكون ضارة تقوده للانحراف الاخلاقي او قد يقلل من حظوظه في ايجاد مقعد له في الثانوية او الجامعة فيكون الشارع مكانه. وتذهب احلام الى مكان آخر وتقول: من وجهة نظري السبب واضح وهو النواحي المادية للاسرة، واغلب الاهالي ينظرون للامر من النواحي المالية وخاصة اذا كان الولد او البنت يدرسون في التعليم الخاص فهنا تكون الاعادة للرسوب او ضعف المستوى بمثابت الكارثة لهم لانه يعني المزيد من الدفع، واذا كان وضع الاسرة المادي فيه نوع من المحدودية فيعني ذلك انهم سوف تكون هناك حالة من التقشف تؤدي الى حرمان بقية اخوته من بعض الاشياء او محاولة ولي امره زيادة دخله مما يدفعه للعمل الاضافي. ويضيف ابراهيم قائلاً دائمًا ما يتفاخر الناس بابنائهم وبذكائهم وتفوقهم مما يضع الاهل والابناء تحت ضغط النجاح وخاصة اذا كان موضع التفاخر بين الاخوان او الاقرباء فتكون هناك منافسة، واذا حدث ورسب الابن تجد الاهل يرفضون ذلك الاخفاق وبدلاً من البحث عن سبب اخفاق ابنهم يحاولون معالجة مظهرهم فإما ان يقوموا بتحويله الى مدرسة اخرى لمنع ابنهم من اعادة السنة واخفاء اخفاقه غير آبهين من ما قد يحدث له في المستقبل. ابتهاج ترى ان الاهل يبالغون في بعض الاحيان في تضخيم الامور وتنصحهم باستثمار الاجازات الصيفية ووضع الآليات المناسبة لتجاوز مرحلة الاخفاق بدلاً من مداراتها مما يدفع الاولاد الى مزيد من الفشل والإخفاق ويكونون بذلك يضرون اولادهم اكثر من ان ينفعوهم «عثمان» يعتبر الاخفاق في الامتحانات في حد ذاته مصيبة كبيرة وان الاهالي يريدون من ابنائهم النجاح دون ان يقوموا بدورهم في ذلك النجاح ويلقون باللوم على ابنائهم متناسين دورهم الرقابي في اثناء العام الدراسي والوقوف على مستوى ابنائهم الحقيقي وترك الحبل على الغارب وفي النهاية يتباكون دون ان يقدموا او يؤخروا. اما اسماعيل فيرى ان بعض اولياء الامور يتهربون من تحمل مسؤوليتهم في الفشل بالاعتراض على نتائج اولادهم محاولين اخفاء فشلهم في اعداد وتهيئة ابنائهم لتلقي الدراسة وكي يبعدوا عن انفسهم شبح الفشل الذي اصاب اولادهم ويلقونه بعيدًا عنهم وعدم مقاسمتهم الفشل كما يقاسمونهم في حالة النجاح. الدكتورة بدرية تقول: على اولياء الامور في حالة رسوب الأبناء او عدم احرازهم للدرجات المأمولة تقبلها بصدر رحب وحثهم على مزيد من بذل الجهد وتشجيعهم فهذا قد يساعدهم في تخطي الاخفاق والمضي قدمًا وتناسى تلك العثرة، اما اذا لم يتقبلوا الامر قد يصعب على الولد او البنت ويدخله في حالة فقدان الثقة في نفسه او ابويه وتترسخ حالات الفشل في اذهانهم ويجب على الوالدين اظهار محبة اكثر وعدم تجاهل الابن الراسب وعدم الكلام معه احتجاجًا على اخفاقه في الامتحانات فهذا قد يجعلهم يعتقدون انهم فقدوا حنان وعطف والديهم ليعانوا من تأنيب النفس وتعذيب الضمير والقيام بسلوك منحرف مثل الغش في الامتحانات المقبلة او الانتحار واغلب حالات الانتحار تكون لتجاهل الاهل لأبنائهم فتكون العواقب وخيمة.