الضابط السابق بالقوات المسلحة عقيد محمد بانقا أحمد الحسن من مواليد حي العباسية.. التحق بالكلية الحربية سنة (1964م).. تخرج عام (66م) تدرج في الرتب حتى وصل رتبة عقيد أركان حرب ثم نال درجة الماجستير في العلوم العسكرية بباكستان حتى صار كبير معلمي كلية القادة والأركان السودانية، وطلب التقاعد في ديسمبر (1985م) في عهد الرئيس سوار الدهب بعد انتهاء خدمة عمرها (22) عاماً في القوات المسلحة.. التقته «نافذة مهاجر» ليحدثنا عن تجربته الثانية في الغربة فماذا قال: ٭٭ ما هي دوافع هجرتك واغترابك؟ بدأت رحلة الاغتراب في «1977م»، ولقد هاجرت نسبة للظروف المعيشية بعد انتهاء الخدمة بعد أن امتهنت تجارة الأثاثات الخشبية لمدة عام وبعد ذلك جاءت لجنة من الإمارات وطُلب مني مقابلتها للتوظف في القوات المسلحة الإماراتية وذلك بتوصية من أحد الأصدقاء هناك وتم تعييني برتبة نقيب ركن في المنطقة العسكرية الوسطى «دبي» ثم بعد ذلك انضممت إلى الأمن الاتحادي لمدة «9» سنوات ثم بعده التحقت بمدرسة المشاة في القوات المسلحة الإماراتية وعملت بها لمدة عامين وانتقلت للعمل كمترجم بالقوات الخاصة للجيش الإماراتي حوالى «8» سنوات وبعد سن الستين تم منحي عامين إضافيين وبعدها تم انهاء خدمتي. ٭٭ كيف تتم معاملة السودانيين في العمل هناك؟ يعامل السوداني بكل تقدير واحترام في دواوين العمل وهنالك مقولة كثير ما يرددها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة وحاكم دبي بأن السودانيين «ربعنا» أي أهلنا وأكثر شعب لصيق بنا. ٭٭ كيف تجد العلاقات الاجتماعية بين السوداني والإماراتي؟ العلاقات الاجتماعيه طيبه جدا وهنالك كثير من العلاقات الممتدة بين مواطنين سودانيين ومواطني دولة الامارات في شتي المجالات الاجتماعية علي المستوي المدني والمستوي الوظيفي وعلي سبيل المثال ان بعض الضباط وضابط الصف مازالوا متواصلين معي حتي بعد عودتي الي ارض الوطن حيث اتلقي منهم الكثير من الاتصالات. ٭٭ هل هناك أي امتيازات تقدمها الحكومة الإماراتية للأجنبي الملتحق بها بعد انتهاء فترة خدمته؟ قانون الخدمة العسكرية بدولة الإمارات ينص على تقديم مكافآت مجزية للعسكري الأجنبي والذي انتهت مدة خدمته حسب سنين الخدمة كما يتم تقييم الأوسمة والأنواط مادياً. ٭٭ ما هي المشكلات التي تواجه أبناء المغتربين؟ من أكثر المشكلات هي مشكلة التعليم وذلك بسبب ارتفاع رسوم الدراسة في الجامعات الإماراتية ومن المشكلات الخطرة عدم اندماج ابن المغترب في الحياة الاجتماعية عند عودته إلى السودان حيث يصعب عليه التواصل في القرية أو المدينة أو الجامعة. ٭٭ كيف تقيِّم تجربتك في الاغتراب بعد هذه السنوات؟ للاغتراب جوانبه السلبية والإيجابية، والجانب السلبي يتمثل في تمسك الأسرة بالإقامة في بلد المهجر وعدم الرغبة في العودة إلى السودان نسبة لسهولة العيش والرفاهية التي تتمتع بها في الغربة لذلك وبحكم ارتباطي الشخصي بالوطن أزوره كل عام، ومن النواحي الإيجابية للاغتراب العائد المادي المجزي الذي يؤدي إلى توفير مستقبل آمن ومطمئن للأسرة. ٭٭ كيف تقيِّم نشاط الجالية في دولة الإمارات؟ يتميز نشاط الجالية السودانية في الإمارات بفاعلية عالية في كل ما يتعلق بالمناسبات الاجتماعية القومية وتشارك في هذه المناسبات سواء كان في السفارة في أبو ظبي أو القنصلية في دبي وفي هذا المجال أتقدم بالشكر لسفارتنا في أبوظبي والقنصلية في دبي لما تقدمه لنا من خدمات مثالية وسرعة الإنجاز في العمل من قبل موظفي السفارة والقنصلية. ٭٭ كيف تقيِّم أداء جهاز المغتربين؟ بالرغم من الأداء الجيد لجهاز المغتربين ولكن أعتقد أن الجهاز ما زال في حاجة للتوسع في المباني والكادر الوظيفي نسبة لتزايد أعداد المغتربين بصورة كبيرة في الآونة الأخيرة وكذلك الرسوم المتعددة التي لا مبرر لها، حيث كان المغترب في السابق يعفى من جمارك السيارة الخاصة والعديد من الرسوم الأخرى. ٭٭ ختاماً ماذا تود أن تقول؟ أتقدم بالشكر الحار لصحيفة «الإنتباهة» وأُهنئها على النجاح الباهر الذي تحققه يومًا بعد يوم بفعل إدارتها وكادرها المبدع وأخص بالتهنئة الحارة الأخ الفريق إبراهيم الرشيد واتكاءته التي لطالما أحرص على قراءتها.