بالرغم من اتفاق الخرطوموجوبا على تنفيذ المصفوفة، إلا أن عقبة فك الارتباط مع ما يُسمى بقطاع الشمال يقف عقبة كأداء في تنفيذ المصفوفة، وخرق جوبا للاتفاق من خلال التقرير الذي أعدته منظمة مسح الأسلحة الصغيرة من مقرها في جنيف تحت عنوان «الحرب الجديدة الأعداء القدامى ديناميكا الصراع في جنوب كردفان» إن دولة الجنوب تقدم الدعم اللوجستي والمالي والسياسي لقوات المتمردين بجنوب كردفان. وأضاف التقرير أنه بالرغم من إنكار دولة الجنوب مساعدتها للمتمردين السودانيين، إلا أن الدراسة التي أجرتها المنظمة أثبتت أن دولة الجنوب قدمت السيارات والغذاء والوقود لمقاتلي قطاع الشمال ومجموعات متمردة أخرى، وأضافت أنها تملك أدلة على قيام معسكرات لتدريب المتمردين في حامية في ولاية غرب بحر الغزال، حيث توجد قوات قطاع الشمال في تلك المناطق الحدودية. وبحسب مراقبين نجد أن علاقة جوبا بقطاع الشمال اعتبرت واحدة من العقبات التي وقفت أمام تنفيذ الاتفاق الأمني منذ سبتمبر الماضي، وبحسب تقارير صحفية، تداخلت في هذه العلاقة مصالح جنرالات كبار في الجيش الشعبي، ووقفت جوبا إزاء هذه المصالح مكتوفة الأيدي، وظلت أيدي هؤلاء الجنرالات تعبث من خلف الكواليس بمصالح الجنوب والشمال، وأن سلفا كير ميارديت عاجز عن قطع علاقته بقطاع الشمال بسبب جنرالات الجيش الشعبي الداعمين والموالين للقطاع، ونستبعد تماماً نجاح مسألة فك الارتباط بين جوبا وقطاع الشمال بالرغم من أن جوبا دائماً ما تحاول نفي ذلك حتى جاءت تلك التقارير، وأكدت بالأدلة ما يفيد استمرار جوبا في دعم قطاع الشمال، وذكرت أن الفكرة لا تُحظى بشعبية وسط جنرالات الجيش الشعبي، ووصفت العلاقة بين قادة الجيش الشعبي وقادة قطاع الشمال بالمتينة. وقالت إنهم أصدقاء. وجزمت أن فكرة دعم قطاع الشمال من قبل الجيش الشعبي متولدة داخل جنرالات الجيش الشعبي كهدف. ورسمت في الوقت نفسه سيناريو دمغته بالمرعب لمستقبل سلفا كير حالما قام فعلياً بفك الارتباط، ولم تستبعد الانقلاب عليه من قبل جنرالات الجيش، وقالت: «سلفا كير تعرض لمحاولة انقلاب ضده في أكتوبر الماضي وهناك سيناريو مرعب ينتظره حال رفع يده عن قطاع الشمال وفك الارتباط». وبالرغم من ذلك وحرصاً على مصلحة الوطن أعلنت الحكومة رسمياً قبول التفاوض مع الحركة الشعبية قطاع الشمال، وأكدت جاهزيتها للانخراط في مفاوضات مع القطاع شريطة أن تكون مرجعيته اتفاقية نيفاشا والبروتكول الخاص بولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، وأزاحت الستار في ذات الوقت عن اتفاق مع جوبا على تكوين آلية جديدة لمراقبة الشكاوى والاعتداء خارج ال «04» كيلومتراً بين البلدين، وكشفت عن تلقي الآلية الإفريقية خطاباً من سلفا كير ميارديت يوضح أن فك الارتباط بطرف القيادة العليا بالبلاد لدراسته. إلى ذلك علمت «الإنتباهة» أن هناك ضغوطاً تُمارس على الحكومة للتفاوض مع قطاع الشمال، وكشفت معلومات عن دعوة البرلمان البريطاني لعدد من اللوردات من بينهم اللورد التون والبارونة كنلوك لقيادة حملة للضغط على الخرطوم للتفاوض مع قطاع الشمال، والسماح بمرور المساعدات الإنسانية، وفي حال عدم التزام أي طرف سيتم فرض عقوبات عليه. وفي السياق وصف وزير الدفاع الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين تكوين آلية مراقبة وقف الدعم للحركات السالبة، بالاختراق الحقيقي لملف الترتيبات الأمنية، معتبراً الخطوة بمثابة إكمال بنود الترتيبات، معلناً جاهزية الحكومة للحوار مع ما يُسمى قطاع الشمال بشرط أن نتحاور معهم على ضوء اتفاقية السلام الشامل في المنطقتين. ولفت الخبير العسكري فضل حجب اسمه «الإنتباهة» إلى أهمية تفعيل الآليات المتفق عليها وانفتاحها في مدينة كادوقلي، مبيناً أن المسألة المهمة الأخرى هي تفعيل الآلية المتفق عليها وهي آلية مراقبة عشرين كيلومتراً على الحدود، ومن المفترض أن تنتشر الآلية في كادوقلي ليبدأوا عملهم في مراقبة المنطقة منزوعة السلاح. وباكتمال الترتيبات الأمنية وآلياتها سوف تتم تغطية قضية الدعم والإيواء للحركات، وبهذه الترتيبات نكون بدأنا صفحة جديدة من العلاقات بين الدولتين. هذا ما تم الاتفاق عليه وعلى ضوء ذلك تم الاتفاق على معاودة ضخ النفط في مايو المقبل، وما تفعله جوبا من خلال تقرير منظمة مسح الأسلحة بجنيف يُعد اختراقاً حقيقياً ربما يؤدي إلى تعليق تنفيذ المصفوفة التى بدأت مرحلة التنفيذ الفعلي الآن، وبدأ التفاؤل يعم الدولتين على أمل حدوث انفراج حقيقي للأزمة الاقتصادية التى استمرت ردحاً من الزمان.