كونك توصف بالهايف تلك لعمري قيمة تناقصية من شخصية الفرد منا، والانسان الهايف دائماً يشتغل بسفساف الأمور والصغائر ويصنع من الحبة قبة وحتى إن خرمت منه في الشارع يظل يطاردك ويلاحقك بهواجة ولو مصطحبًا معه أفراد أسرته بس عشان لمن تنزل ليه القزاز يقول ليك الشارع ده حق أبوك!!! والهايف دائماً يبحث عن الأمور الفيها جرجرة ومطاولات واثارة دون معنى ولا أنسى اطلاقاً صاحبنا «ع» في شندي فقد كان هايف هيافة جد وأبوي عليه رحمة الله ما كان بدورو وبيني وبينك هو كان جريء وهايف الاثنين معاً من بعض جراءاته كان يدخل علينا في أي زمان وكأنو بوقت للأشياء يعني تلقى الحاج جايب ليه بطيخة أسرية سكر بس ويا دوب بعجناها فجأة يطب علينا صاحبنا ويحاول يعمل نفسه بريء وجايي صدفة ولا أنسى اطلاقاً منظر الوالد رغم كرمه الطائي وامتعاضه عندما يرى صاحبنا!! وصاحبنا ربنا يطراه بالخير كان من شدة هيافته يغير للحفلة «5» مرات ويشيل معاه شنطة ملابسه وكل فاصل يظهر للناس بلبس ويحشش علينا بلبس الكويت التي كان والده مقيمًا بها آنذاك.. وامتدت الهيافة عند صاحبنا لدرجة كان ينتظر بصات الخرطوم يجن فيها البنات السمحات بسماحة الخرطوم ويظل وراء البنت بنظراته وإن قطعت البنطون للضفة الغربية من شندي ولا أنسى أنه في مرة من هيافاته ركب البص مع إحداهن وكانت متجهة لإحدى قرى شندي اعجاباً بتلك الفتاة ووصل بعد المغرب لتلك القرية التي لا يتعدى سكانها المئات ووجد نفسه في ورطة عندما همّ بالنزول وسأله أحد قاطني القرية جاي لمنو هنا يا جنا خاصة وإنو مهندم وشاكي البنطلون الما خمج ومسرح تفته وشكلو غريب على الناس ديل!! فما كان منه إلا أن يستسمح السائل بالمبيت في مسجد القرية حتى عودة البص الوحيد لشندي فجر اليوم التالي.!! وصاحبنا مرات تصرفاتو تدل على إنو غير سوي رغم أناقته ووسامته وقيافته.. وقد وجدت مثله كثيرين بنفس المواصفات والمقاييس وحاولت أعمل مقارنة بين القيافة والهيافة ولو تجولت عزيزي القارئ في الأماكن العامة ومحلات الترطيب والايسكريم والمشاوي بالخرطوم وشفت بعينك تصرفات الشباب القيافات أولاد الذوات لوجدت وجه شبه كبير بينهما فالضحكات والحركات والشورطات ومتابعة الموضات والموبايلات بمعاكسة الفتيات وجدع الورقات الفيها أرقام التلفونات وسماع أغاني البنات والصرخات كلها هيافة فتجد الواحد مدخل سماعات الهاتف في أذنيه وفاتح السماعات برضو!! يعني داير ينطرب ويسمع الناس إنو بنطرب بشنو «يا أمدر الله يخليك ويخلي الشباب الفيك.. أبوي حلال المشاكل.. تالو شوفو الكنب راجيهو.. قنبلة جمال الزول في الطول والعلا.. وموعودة بيك وأنا بالصدور!!» وحاجات كلها سذاجة وهيافة وطبعاً الواحد شايف يا دنيا ما فيك إلا أنا وحتى ود عمي المويحي بجي من البلد في الاجازات ويحاول يجاري الناس الهايفين ديل لقيتو قبل يومين مع ود عمنا الخرطومي لا بس الجليليبية والطاقية وكمان برضو مسوي السماعات ولابس جزمة اسبورت صفراء!!. وده كلو من هيافة ود عمي الخرطومي ناديتو ده شنو يا حاج يا ود مادح الرسول قال لي قلنا نجاري الموضة يا عمك وأنا ود عمك!! فالشاهد في حديثي هذا أن معظم القيافات من شبابنا هم هايفين وناسين أن لنا دين وعادات وتقاليد وموروثات يجب أن نتمسك بها ويجب علينا أن لا ننصرف عن المعتاد المقبول ظناً منا أننا نجاري الموضة ولينظر كل الهايفين قيمة الهايف في مجالس الأخبار ومجالس الكبار لن تجد له قيمة تذكر والروقة والتريس والوقار هم عنوان نضوج الفرد منا ولا ينسى هؤلاء أننا مهما حاولنا مجاراة الغرب في أفعاله وأعماله فتلك لعمري نواقص من قيم ديننا الحنيف وعلى الدولة أن تراقب وتراجع كثيرًا من المساعدات في تلك الهيافة فانظر كم صالون حلاقة وخلاعة تم افتتاحه ونوع الحلاقة والتملس والحكحكة المن المفترض أن تكون للفتيات فقط!! قد يناقضني أحدهم بأن النظافة من الإيمان لا أقول في ذلك شيئًا لكن لتكن نظافة بالمشروع المقبول للناظر ولا بد للآباء من مراقبة قصات وحلاقة شعورهم والاشكال الغريبة التي يضعونها فوق رؤوسهم وآثار عندما أجد أحد أبناء الأسر المتدينين المتعلمين المسؤولين وأبناء أحدهم عامل فيه حاجات غريبة وعجيبة راجعوهم وراقبوهم وخلو حلاقتهم ميري صرف ويعلو النشنكه على قول العسكر!!. والجمال والوسامة والبحث عن القيافة مطلوب لكن لتكن القيافة في الحد المعقول ولتكن تصرفات القيافات أفضل مما نرى ويجب مراجعة النفس مراجعة دقيقة صادقة لأنك لو ذهبت كما دعوتك لتلك الأماكن والتجمعات لوجدت العجب ولأيقنت تماماً بأني على حق فيما ذكرت وحتى لا نظلم الناس القيافة وذوات النعم الرباني لا بد من ترك الهيافة انتو يا لناس القيافة وخلو الهواجة روقوا شوية واعلموا أن الله مد لكم في الأرزاق والنعم لكي تتمعنوا في أفضاله عليكم لا لكي تجعلوها نعمة رب يسخط بها العباد الصالحين الناظرين لتصرفاتكم غير السوية حتى لا تحسب الهيافة على الناس القيافة.