يعتبر العمل الطوعي مطلباً من متطلبات الحياة المعاصرة لمواكبة التطور والتقدم السريع في كل المجالات، ومجريات الأحداث الاجتماعية وتطور الظروف المعاشية والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية والتقنية المتسارعة تفرض علينا واقعاً جديداً يحتم علينا تضافر كل الجهود الرسمية والشعبية، لذلك نجد العديد من الجهات التي تبذل كل ما في وسعها خدمةً لأبناء الوطن في دول المهجر تفرح بفرحهم وتحزن لحزنهم، من هذه الجمعيات والمؤسسات التي أسست لخدمة شريحة المغتربين مجلس تنسيف الجاليات بالمنطقة الغربية التي التقت «الإنتباهة» بأمينه العام المهندس حمد النيل عثمان حسين وأجرت معه حواراً عن المجلس وأهدافه، فإلى مضابط الحوار: ٭ كأمين عام لمجلس تنسيق الجاليات السودانية بالمنطقة الغربية ما هي أكثر المشكلات التي تقلق مضاجع السودانيين المقيمين في المملكة؟ وما هو دوركم كمجلس في حل تلك المشكلات؟ إن مجلس تنسيق الجاليات مؤسسة ذات كيان نابع من قلوب أفراد الجاليات السبع بالمنطقة الغربية للمملكة العربية السعودية الذين توحدوا في بوتقة واحدة ممهورة بألوان طيفهم واختلاف سحنهم ومهنهم، حيث تبلورت قناعاتهم بأهداف هذا المجلس أملاً في تحقيق طموحاتهم الباقية من عمر الزمن في بلاد المهجر على أمل اللحاق بركب التنمية بربوع الوطن الحبيب سعياً لاكتساب لقمة العيش وتغطية تكاليف الحياة وتربية الأبناء. ٭ هل المجلس عنصر فاعل في هذه المنطقة؟ إن المجلس عنصر مؤثر وفاعل إذا ما وجد التعاون المطلوب من الجهات ذات العلاقة وعلى رأسها جهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج والإدارة العامة لشؤون الجاليات بالجهاز التي تغط في نوم عميق وهي المعول عليها بالوجود والمشاركة في حل الكثير من المشكلات التي تواجه المغتربين في المنطقة الغربية، خاصةً في الآونة الأخيرة والمستجدات التي طرأت في بلاد المهجر حيث تتطلب المرحلة تضافر كل الجهود على كل المستويات لحل تلك المشكلات وكان من المفترض أن تكون حلقة الوصل والرابط بتلك الجهات من خلال التواصل المستمر. ٭ إذن حدثنا عن كيفية تكوين المجلس؟ تم تكوين المجلس بناءً على قانون شؤون السودانيين العاملين بالخارج الصادر من المجلس الوطني في عام 1998م ولائحته العامة في 1999م وكان في بدايته يتكون من ثلاث جاليات هي: جالية منطقة مكةالمكرمة، وجالية منطقة تبوك، وجالية منطقة عسير «أبها» ولقد كانت لجالية مكةالمكرمة القدح المعلى في تأسيس مجلس تنسيق الجاليات بالمنطقة الغربية ولقد تم إقرار النظام الأساسي الذي تم تعديله بعد انضمام جاليات المناطق الأربع الأخرى ، وهي جالية منطقة نجران، جالية المدينةالمنورة، جالية منطقة جازان، جالية منطقة الباحة. ٭ ما هي أهداف هذا المجلس؟ يهدف المجلس إلى خدمة أفراد الجاليات السبع المنضوية تحت لواء المجلس، ووضع السياسات المناسبة التي تلبي احتياجات المغتربين أثناء فترة الإغتراب وعند العودة النهائية إلى السودان، بجانب عمل الدراسات والحلول العلمية للمشكلات الاجتماعية والمرضية من خلال برنامج يتم تنفيذه مع الجهات ذات العلاقة والاستفادة من خبرات أصحاب الكفاءات بمهنهم المختلفة وذلك بإيجاد البدائل المساعدة في معالجة المشكلات المتوارثة خاصةً بين الأسر التي فقدت عائلها والعاطلين عن العمل والمرضى والعاملين في المهن الهامشية، ورعاية العودة الطوعية للوطن وذلك بتسهيل وتوفير وسائل السفر في حدود الإمكانات المتاحة، ودراسة المشروعات المستقبلية التي تساعد المغترب عند العودة النهائية، إضافة إلى القيام بمساندة الأعمال القنصلية التي تختص بالخدمات المقدمة لجميع أفراد الجاليات في مواقعهم بالمناطق المختلفة، والمشكلات تنبثق من الأهداف آنفة الذكر وهي شاملة ومتراكمة وعامة ومتشابهة. ٭ ما هي الجهود المبذولة الآن لحل مشكلات المغتربين؟ المجلس قام بوضع آلية للاستفادة من عائدات صندوق مال الوفاء والصندوق الخيري في مجال الاستثمار بإنشاء إدارة خاصة لهذا الغرض ويكون من مهامها اختيار الفرص الاستثمارية المناسبة ذات العائد والفائدة المرتفعة وهو ما يسهم في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والنفسي للمستفيد، وإعداد دراسة للمشروعات الاستثمارية وعمل إطار عام يحكم تلك الاستثمارات ويحفظ حقوق المشتركين، فضلاً عن عمل هيكل تنظيمي يتم تكوينه من أصحاب الخبرة المتخصصين، وبذلك يتم تحويل المجلس من خدمي إلى استثماري وخدمي في آن واحد.