قصفت قوات قطاع الشمال حاضرة ولاية جنوب كردفان مدينة كادوقلي من الاتجاه الشرقي مستهدفة مطار كادوقلي وتدمير مدرج المطارأمس، وعلمت «الإنتباهة» أن القصف تم بصواريخ الكاتوشيا في الخامسة مساء، حيث أطلقت «6» دانات أدت إلى مقتل أحد قوات الدفاع الشعبي، ويأتي قصف مدينة كادوقلي رسالة أخرى يوجهها التمرد للشعب السوداني، وذلك عقب ساعات من تعرض عدد من مدن ولاية شمال كردفان إلى هجوم غاشم من قبل قوات الجبهة الثورية اجتاحت مدن أبو كرشولا السميح الله كريم أم روابة. وفي الحالتين يعدُّ قطاع الشمال ومهما بالغ في الإعلان عن وجوده، خاسراً، فإن كان هدفه الإستراتيجي من الهجوم على مدن شمال كردفان وقصف مدينة كادوقلي بالتزامن مع فشل مفاوضات أديس أبابا بين الحكومة ومتمردي قطاع الشمال أمس الأول، فإن الهدف بات عصياً خاصة وأن حالة الاحتقان التي دخل فيها المواطنون ضد العدوان ستجعل من الحكومة تفكر في وقف تلك المفاوضات للأبد، وهنا يفشل متمردو قطاع الشمال حيث لا يتوفر لهم من الأوراق السياسية ما يكفي ويفيد لملاعبة السودان بذات الأسلوب القديم، أسلوب خطوة إلى الأمام وخطوتين إلى الخلف. ومن جهة أخرى، فقد قصفت مدينة كادوقلي بعد زيارة الرئيس عمر البشير إلى جوبا أكثر من سبع مرات، وقد قامت قوات الحركة الشعبية قطاع الشمال بهذا الهجوم أمس على عاصمة الولاية مستهدِفة في الأساس محاولة إعادة الحرب والإعلان عن وجودها لا أكثر، لكن في النهاية تتحمل ولاية جنوب كردفان كل الذي حدث، فمن غير المقبول ألّا تكون هناك خطة للولاية عقب فشل مفاوضات قطاع الشمال في أديس أبابا، وكيف لا توسع تأمينها للمدينة منذ القصف الأخير، بل وتكون المدينة تحت نيران وتتوقع المزيد خلال الأيام القادمة، وهو في الأساس أسلوب تأميني متبع منذ أن علم الناس تأمين المدن. وهكذا، يمكن اعتبار القصف قصفاً اختار القطاع أسوأ توقيت له كعادته ولا يعدو كونه قصفاً شبيهاً بوضع نقطة - هكذا فى الهواء!