عددٌ من القضايا والهموم تزدحم بها سكة المنظومة الطلابية على مستوى ولايات السودان المختلفة في ظل مرحلة لا تخلو من التقاطعات السياسية والفكرية والاقتصادية، فالاتحاد العام للطلاب السودانيين هو الجهة التي تنشغل الآن بهذه التحوُّلات وتتبنَّى حزمة من الأفكار والمشروعات والبرامج في سبيل توظيف الطاقة الطلابية ورسم مساراتها وفق ما يتفق مع الرؤية التي يتبناها الاتحاد سواء كان ذلك على المستوى الثقافي أو الفكري أو السياسي... «الإنتباهة» جلست إلى رئيس الاتحاد محمد صلاح أحمد في محاولة للاقتراب من حقيقة ما يجري وحقيقة ما يشغل بال الاتحاد في هذا الصيف.. بداية ما الذي يشغلكم الآن؟ نحن الآن في أحد أكبر مواسم النشاط الطلابي في العمل الصيفي.. السودان به «6» ملايين طالب وتلميذ، نصف مليون منهم في الجامعات والمعاهد العليا وخمسة ملايين ونصف في المدارس الثانوية والأساس، هؤلاء يكونون في عطلة صيفية لفترة ثلاثة شهور، ونحن حريصون على أن نستفيد ونفيد من هذه الفترة بأن نوظِّف هذه الطاقات عبر مشروعات كبيرة موجهة نحو المجتمع وعبر أنشطة متعددة ومتنوعة فيها قضايا العنف الطلابي وقضايا إسهامات وتوجُّهات الطلاب نحو الدستور والعلاقة مع دول الجوار وبالأخص مع مصر وجنوب السودان وتعزيز مشروعات الانتماء الوطني وكذلك مشروعات إصحاح البيئة والتشجير ونحن حريصون أيضًا على أن يستفيد الطلاب من التدريب وكسب مهارات جديدة، وهذا العمل الصيفي ترعاه رئاسة الجمهورية ويرأس لجنته العليا نائب رئيس الجمهورية الدكتور الحاج أدم يوسف. وماهي مشروعاتكم ومجهوداتكم تجاه قضايا التغذية الروحية والفكرية للطلاب في ظل ما يسمى بالغزو الفكري والثقاقي من خارج الحدود؟ في الحقيقة ان تشكيل البرامج يخضع لرغبة الطلاب خصوصًا في ضروب الرياضة، وهناك اهتمام كبير بالمجالات والأنشطة الثقافية، والآن نحن مُقبلون على تنافس ثقافي بين كل الجامعات السودانية ونستهدف كذلك تدريب حوالى «350» ألف طالب يسكنون بالداخليات على مستوى الولايات إضافة إلى مشروعات تدريب مختلفة لطلاب الثانويات. أما بشأن الغزو الثقاقي والفكري فنحن نعلم أن العالم أصبح مفتوحًا وانتهى عهد الرقابة والحظر والحماية على الطلاب وبالتالي أصبح الطالب أمام كل هذه الثقافات يختار ما يشاء، ولهذا نحن حريصون على تقديم ثقافتنا بشكل جيد. كيف يمكنكم استيعاب كل هذا التنوع الثقافي والفكري والاثني والاجتماعي في مشروعات محددة؟ من مميزات العمل الصيفي أنه عمل قاعدي وليس مركزيًا وهذا العمل يستوعب التنوع بكل أشكاله وأنماطه. تلاحظ أن هناك جهات تستثمر في أنشطة العمل الصيفي للطلاب هل توجد أي ضوابط لهذا النشاط؟ صحيح، توجد مراكز صيفية على النفقة الخاصة ومراكز أخرى تديرها شركات وأخرى لمؤسسات وأفراد، وقد أصدرنا موجِّهات حاسمة بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم للإشراف على كل نشاط العمل الصيفي مع بداية العام القادم وتم الإقرار بضرورة التصديق لأي نشاط صيفي من قبل الوزارة حتى نضمن أن الطلاب في أيدٍ أمينة طيلة الفترة الصيفية. الى ماذا تعزون ظاهرة تصاعد العنف الطلابي بالجامعات؟ هذه الظاهرة وجدت حظها من الدراسة بواسطة عدد من المختصين والخبراء والجهات الرسمية.. وأعتقد أن العنف الطلابي نتاج عدد من المسببات وأصبح ثقافة ناتجة من طبيعة الصراعات السياسية في البلد، والظاهرة أيضًا نتاج الضائقة الاقتصادية، ولكني أعتقد أن انحسار الأزمة السياسة أسهم كثيرًا في تخفيف حدة العنف الطلابي. أنتم كقوة طلابية منظمة ماذا قدمتم من جهود لمعالجة هذه الظاهرة؟ أعتقد أن ميثاق الشرف الطلابي أحد الحلول لهذه الظاهرة والذي تم تنفيذه على مستوى الجامعة الأهلية ووجد استجابة كبيرة جدًا لدى القاعدة الطلابية، ونسعى الآن لإعادة هذا الميثاق حتى يصبح وثيقة سياسية تحترمها كل القوى السياسية. أليس لديكم مشروعات سياسية مباشرة مع بقية الأطياف الطلابية؟ بالتأكيد لدينا مشروع الحوار السياسي وإعادة بناء المؤسسات النقابية باعتبار أن هذه النقابات من أسباب الصراع الطلابي، ونسعى الآن لإرجاع كل الاتحادات المجمدة، إضافة إلى ذلك لدينا مبادرة في غرب كردفان من خلال التمثيل النسبي في مكوِّن واحد بداخله كل مكوِّنات الطيف السياسي الطلابي، وفي تقديري أن هذه المبادرة هي إحدى معالجات الاختناقات الطلابية. والحديث عن ضيق الحريات السياسية داخل الجامعات ليس صحيحًا وإنما هناك زهد من الطلاب في ممارسة النشاط السياسي. وهذه حقيقة أكدتها نسب التصويت في الجامعات، ورغم ذلك نعتقد أن الجامعات بها أكبر مساحات حرية في السودان. ونحن حريصون على المحافظة على هذا الكسب. البعض يعتقد أن من أسباب تصاعد ظاهرة العنف الطلابي هي الضائقة الاقتصادية التي تعاني منها قطاعات طلابية كبيرة؟ نحن قدمنا أكثر من معالجة بشأن الوضع الاقتصادي للطلاب، وليس صحيحًا أن الحكومة سعت لإفقار الطلاب وشغلهم بأمور إعاشتهم لكن صحيح هناك أزمة اقتصادية عامة في البلد، ولو كانت الحكومة حريصة على تحجيم العمل السياسي لاكتفت بخمسة آلاف طالب في الجامعات ولكن الواقع أن الحكومة لديها الآن نصف مليون طالب في الجامعات والمعاهد العليا، ونحن كاتحاد معنيون بتوظيف وتوجيه نشاط القاعدة الطلابية وليس تقديم خدمات. ولكن ما تمنحه الدولة للطالب عبر مشروع الكفالة المالية لا يعكس اهتمام الحكومة بالمعالجات الاقتصادية للطلاب؟ نجتهد الآن لزيادة الكفالة خاصة أن البرلمان أقر هذه الزيادة من «60» إلى مائة جنيه، ونشكر الدولة لأنها ترعى 80% من الطلاب في مظلة الكفالة. البعض يتهمكم باختزال نشاطكم في العاصمة والمدن الأخرى الكبيرة فقط؟ لا.. أبدًا، أقول لك نحن مع بداية هذه الدورة فقط وصلنا إلى جنوب كردفان وكل دارفور ووصلنا الشمالية والبحر الأحمر وكسلا والقضارف والنيل الأبيض وبإشراف مركزي من الاتحاد العام للطلاب السودانيين، صحيح هناك جامعات تاريخيًا لم يكن فيها اتحاد وبدأنا الآن في نفرة لفك تجميد كل الاتحادات المجمدة في كل الولايات.