وكأن القدر كتب لها عدم الاستقرار والهدوء الذي عاشته منطقة أبيي في الفترة السابقة إلا أن ما حدث قبل يومين أدى لمقتل زعيم قبيلة دينكا نقوك من قبل أبناء المسيرية، جعل الأوضاع ربما تتفجر وتتأزم من ذي قبل. فهل سيخلق مقتل سلطان القبيلة أزمة تواجه البلدين ويقفز بالقضية من جديد؟ تساؤلات عديدة برزت حول تفاصيل الحادثة ومن المتسبب فيها، وماذا كان يمثل سلطان دينكا نقوك لدى القبيلة، وهل بمقتله سيصبح الصراع والحديث حول أبيي بلغة الدم؟ تفاصيل الحادث لا تزال الروايات متضاربة ومتعددة حول الحادث الذي أدى لمقتل سلطان دينقا نقوك السلطان كوال دينق، على أيدي أفراد من قبل قبيلة المسيرية، فهناك رواية تؤكد أن بعض رعاة المسيرية فقدوا أبقارهم التي استولى عليها الجيش الشعبي وأخطروا اللجنة الإدارية المشتركة والقوات الإثيوبية بذلك الحادث، ولم تقم هذه الجهات بالتحقيق، مما أدى للدخول في اشتباكات أدت لمقتل السلطان وعدد من أبناء المسيرية، إلا أن رواية تقول إن السلطان كان في مهمة استكشافية للمنطقة بصحبة أفراد حراسته وعدد من قوات الأممالمتحدة وحدثت مشادات كلامية مع المواطنين من قبيلة المسيرية مما أدى إلى إطلاق النار، وهي رواية يعضِّدها محافظ أبيي السابق الفريق عبد الرحمن حسن الذي روى ل«الإنتباهة» تفاصيل الحادث، الذي بدأ بتحرُّك قوة من الحركة بصحبة السلطان كواك دينق مجوك دون علم السلطات الإدارية وبعلم القوات الإثيوبية، وفي منطقة «قولي» منطقة وجود قبيلة المسيرية في أبيي بحراسة مشدَّدة لهذه المنطقة المتنازَع حولها ودخل في مشادّات مع المواطنين تحوَّلت إلى تبادل أعيرة نارية أدَّت لمقتل السلطان وقتل عدد كبير من أبناء المسيرية في هذا الحادث، ويُرجع محافظ أبيي السابق أسباب هذا الحادث إلى أنه قبل أسابيع تعرضت أبقار المسيرية للنهب من قِبل قوات الحركة الشعبية، وعلى الرغم من وصول تفاهمات بين الطرفين لإعادة الأبقار إلا أنها لم تنفَّذ فظهر سوء النوايا من أبناء دينكا نقوك لفرض سياسة الأمر الواقع خاصةً بوجود مجموعات كبيرة منهم داخل أبيي، لهذا فنحن نرفض هذه السياسة التي ربما تؤدي إلى انتكاسات أخرى. قوات اليونسفا في الواجهة وكانت قيادات من أعيان المسيرية ظلت تطالب بتغيير القوات وتتهمها بمحاباة الحركة الشعبية وهي تتجاوز المهام المنوطة بها وأنها تتحيَّز لقوات الحركة الشعبيَّة، مما يجعل قوات اليونسفا في الواجهة لتفاقم أزمة المسيريَّة ودينكا نوك، فبحسب عبد الرحمن حسن فإن بعثة الأممالمتحدة الموجودة بمنطقة أبيي هي المسؤولة عن الحادث، فحتى الآن لا يوجد أي اتفاق لحركة القيادات من قبل القبلتين داخل أبيي، فاللجنة المشتركة هي المسؤولة عن تنظيم الأمور السياسية لكن تحرُّك قوات دينق مجوك بهذه الصورة تحت إدارة القوات الإثيوبية يعتبر خللاً وخطأ كبيرًا بالسماح له بالتحرك بحرية في مناطق متنازَع عليها ولا يوجد أي اتفاق بشأنها سواء في الإدارة أو السياسة، لذلك فالمسؤولية الكاملة تتحملها القوات الإثيوبية بسبب سماحها بتحركه في مناطق بها توترات. لكن هذه القوات التي أتت بقرار من مجلس الأمن الدولي ومحكومة باتفاقية موقَّعة من قِبل الخرطوم وجوبا ونصَّت على وضعية تعامل القوات المسلحة من جانب والجيش الشعبي من جانب آخر، وإمكان تغيير هذه القوات يعتبر أمرًا ليس واردًا بحسب مراقبين. من هو السلطان كوال بحسب الفريق عبد الرحمن حسن محافظ أبيي السابق فإن السلطان كوال المولود فى العام 1952 كان نائبًا لرئيس المؤتمر الوطني غرب كردفان وعضو لجنة السلام العام «2001»، ويرى المحافظ السابق أن هناك ضبابية في بعض تصرُّفاته ولم يكن واضحًا من ناحية حلحلة قضية أبيي، وعند توقيع اتفاقية السلام انضمَّ للحركة الشعبيَّة رغم أنه في فترة كان يتميَّز بالحنكة والصبر وكان متوقعًا منه أن يلعب دورًا سالبًا في قضية أبيي عكس والده، وظل يطالب بتبعية أبيي للجنوب، وينتمي في داخل دينكا نوك إلى مشيخة أبيور وهي المجموعة الأولى من ضمن مجموعتين كبيرتين لدينكا نوك، وتعتبر مركزًا للنظارة داخل الدينكا، وقد تسلم والده النظارة فى العام «1969» وبعد أن توفي خلفه أخوه عبد الله دينق مجوك وبعد اغتياله عام «1974» تم تعيين كوال دينق رسميًا سلطانًا على مشيخات دينكا نوك خلفًا لأخيه.