ساحة جديدة من ساحات النضال والجهاد أوجدتها من حيث لا تدري فلول الجبهة الثورية عندما استباحت مدينة أبو كرشولا وفعلت بها ما فعلت من جرائم يندى لها الجبين فكانت فرضية الجهاد لردع أولئك الأوباش وإعادة أبو كرشولا إلى حضن الوطن ولأجل ذلك تدافع مجاهدو المنطقة يتقدمون الصفوف جنبًا إلى جنب مع القوات المسلحة والفتى الأبنوسي الصادق محمد حمدان تتوق نفسه لاثنين أما الشهادة أو النصر وهكذا أخذ يصول ويجول في معركة الشرف والكرامة وعبر دراجته النارية يذيق الأعداء ضربات موجعة حتى لقي ربه شهيدًا ظهر الأحد «13/5». الرهد: محمد أحمد الكباشي اقدام بالموتر في قرية (نبلت) إلى الشمال من مدينة الرهد حيث أقيم عرس الشهيد الصادق وهي ذات المنطقة التي اتجه إليها عدد من مواطني أبو كرشولا للإقامة هناك بعد أن شردت بهم القوات المعتدية ووفد عالي رسمي وشعبي في زيارة للمنطقة لتقديم واجب العزاء «الإنتباهة» كانت حضورًا في المناسبة حيث التقت المجاهد إبراهيم محمد عيسى والذي كان شاهدًا على لحظة استشهاد الصادق يروي ويقول بعد الهجوم مباشرة على أبو كرشولا حاولنا مقاومة العدو إلا أن السلاح لم يكن بالقدر الكافي ولذلك فضلنا أن نساعد المواطنين على الخروج إلى الرهد وبعد أن اطمئننا على أوضاعهم أعدنا الترتيب لتحرير الأرض من دنس المعتدين وضمن متحرك مهدي الأمين يوم الأحد «13/5» كنت خلف الشهيد الصادق عندما كان يقود دراجة بخارية استخدمناها للهجوم على العدو وتقدمنا نحو أبو كرشولا وبعد مقاومة شرسة استطعنا الدخول للمواقع الأمامية من أبو كرشولا وبدأنا في الاحتفال بالنصر لكن تعرضنا إلى كمين واستجبنا لرغبة القيادة للانسحاب من الموقع الذي استلمناه ولا زلنا نقاتل الأعداء وصرعنا منهم أعدادًا كبيرة وحين لم يستطيعوا القضاء علينا بسهولة أطلقوا علينا دانة تفجرت في الموتر وشطرته إلى نصفين وتطايرت أجزاؤه مسافات بعيدة وقد ارتميت كذلك بعيدًا ولم أصب بشيء وفجأة بدأت اتفقد رفيقي الصادق وتحسسته ووجدته قد فارق الحياة شهيدًا بعدها تسللت عبر أشجار الكتر لألحق بالمجموعة، ويواصل الصادق بقوله ظل الشهيد الصادق بعد الاعتداء على أبو كرشولا متوجسًا غاضبًا على أفعال الجبهة الثورية ولم يهدأ له بال ما لم يتم دحر المعتدين ويتميز الشهيد الذي لقب بكوفتي بالشجاعة والإقدام والنخوة وخدمة أهله ووطنه وكان بارًا بوالدته التي تقعد جليسة لعدة سنوات بسبب الشلل وله طفلتان وأذكر أن إحدى ابنتيه تعرضت لكسر في إحدى رجليها وما زالت تعاني من الألم وذلك أثناء الاعتداء على أبو كرشولا وكانت آخر كلمات الشهيد أن أحمل ابن خالتنا المصاب إلى الرهد وإنقاذه وكل أهالي أبو كرشولا يحفظون حسن المعاملة.. كلمات في حق الشهيد كوفتي.. وتناول المتحدثون سيرة الجهاد والاستشهاد في سبيل العرض والوطن وترحم الأستاذ عثمان قادم رئيس لجنة المصالحات بولاية جنوب كردفان على روح الشهيد الصادق وقال إن الشهادة شرف لا يناله كل الناس مبينًا أن ما حدث بأبو كرشولا يمثل نوعًا من الانتقام والتشفي الذي لم نرَ مثيلاً له في العالم وقال أمثال الصادق مهروا دماءهم لأجل تراب الوطن ونحسب أن الله مكافئه الجنة وقال علينا بالصبر والنظر إلى المستقبل وعلى الشباب الاستعداد وتجهيز أنفسهم للدفاع عن الأرض من جانبه أكد الأستاذ بيلو محمد صالح معتمد الرئاسة بجنوب كردفان أن الشهيد الصادق قدم درسًا في التضحية والذود عن الوطن مطالبًا أبناء المنطقة بالتكاتف والعمل على توحيد الجهود من أجل عودة وإعمار أبوكرشولا فيما قال الأستاذ محمد إدريس نائب رئيس المؤتمر الوطني بأبو كرشولا إن الشهيد الصادق عاش في أبو كرشولا واستشهد فيها وله مواقف لا تنسى ويعد من الشباب الذين كان همهم أمن وسلامة مواطني أبو كرشولا خاصة بعد الاعتداء وكيف أن الشهيد كان متحمسًا إلى جانب إخوته من أبناء المنطقة لاستردادها من فلول التمرد وأن عودتها هي بمثابة هدية نقدمها لروح الشهيد.