مازالت (نافذة مهاجر) تلتقي الطيور السودانية لتلتمس همومها وأوضاعها في الغربة وفي إطار سعيها لربط المغترب السوداني بالوطن التقت المغترب محمد المعتصم أبو كساوي من مواطني الحصاحيصا الذي لظروف (ما) لم يستطع أن يواصل مسيرته التعليمية واتجه إلى الأعمال الحرة كما عملت بمشروع الجزيرة لفترة قصيرة وبعد ذلك هاجر إلى المملكة العربية السعودية في عام «1998م» بمدينة مكةالمكرمة. ٭٭ ما هي دوافع الهجرة والاغتراب؟ الدوافع كثيرة منها تحسين الوضع الاقتصادي والمادي لمواجهة متطلبات الحياة اليومية لأن الوضع في السودان ومرتبات الموظفين أصبحت ضعيفة ولا تفي بأبسط ضروريات الحياة خاصة في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار بصورة شبه يومية. ٭٭ حدثنا عن رحلة عملك في المملكة العربية السعودية؟ عملت في منطقة جدة والرياض وكذلك عملت في شركة مقاولات وبناء، والآن مسؤول تسويق في مؤسسة عبد الله المقاطي لمدة «14» عامًا وحتى الآن أعمل بها. ٭٭ شهدت البلاد في الآونة الأخيرة هجرة كبيرة للكوادر المؤهلة إلى ماذا تعزي السبب في ذلك؟ هناك العديد من الأسباب التي دفعت الكوادر المؤهلة السودانية إلى الهجرة أهمها ضعف الرواتب لهذه الشريحة ونسبة لعدم الاستقرار وعدم اتاحة فرص العمل فهي محصورة في فئات معينة وكل الشباب الخريجين بعد التخرج يتجهوا إلى الهجرة أو الأعمال الخاصة. ٭٭ هل تعتقد أن الهجرة هي الحل الأمثل؟ أكيد طبعاً الهجرة هي الحل، فهناك تتوفر فرص العمل واكتساب الخبرات العالمية لكل تخصص ومن ناحية مادية تحسن الأوضاع، وتحسن وضعي المالي كثيرًا واستطعت أن أوفر قدراً من المال لمواجهة الظروف ولكن رغم هذه المميزات فقد خصمت مني الغربة الاجتماعيات السودانية الأصيلة والبعد عن الوطن والأهل والأصدقاء ومن سلبيات الغربة بقاء نساء المغتربين في الهجرة ولو خيروني بعد اكتفائي منها لرجعت إلى أرض الوطن واستقريت به. ٭٭ ما هي علاقتكم بأصحاب العمل؟ علاقتنا بأصحاب العمل علاقة طيبة فهم يكنون احترامًا لأبناء الشعب السوداني للأمانة والإخلاص. ٭٭ إذن كيف تقيم علاقاتكم الاجتماعية بأصحاب العمل في ظل هذا الاحترام المتبادل؟ تربطنا نحن السودانيين علاقة اجتماعية خاصة بالسعوديين أصحاب العمل وذلك لسمعة الطيبة التي خلقها المغتربون القدامى لا سيما أبناء الشمالية الذين تركوا أثرًا طيبًا في نفوسهم ولكن في الوقت الراهن توترت العلاقات وأصبحت علاقة تجارية أو علاقة عمل فقط. ٭٭ هل ما زالت الأسر السودانية متمسكة بالعادات والتقاليد السودانية في دول المجهر؟ السودانيون في المملكة العربية السعودية متمسكين بعاداتنا وتقاليدنا التي تتمثل في كافة المراسم مثل الخطوبة والزواج والشيلة والجرتق والزفاف كما أن حفلات الزفاف تكون في نادي سوداني ويحي الحفل فنان سوداني. ٭٭ كيف تقيم أداء جهاز المغتربين؟ أداؤهم جيد ويوجد بعض الاهتمام بالمغترب ولكن المغترب ليس له دراية بالرسوم الواجب دفعها التي تتمثل في بطاقة مغترب والضرائب الأخرى وجهاز المغتربين لم يقدم أي خدمات للمغترب التي تتمثل في توفير أراضي خاصة بالمغتربين. ٭٭ كيف تقيم علاقتكم بالجنسيات الأخرى التي تعمل معكم في نفس المجال؟ تربطنا علاقة جيدة وأكثر الشعوب تقاربًا إلى طبيعة الشعب السوداني هم اليمنيون الذين يتعاملون معنا تعاملاً طيباً يشبه السودانيين فعلى سبيل المثال يؤدون معنا مناسك الحج والعمرة. ٭٭ كيف تقيم نشاط الجالية السودانية في مكةالمكرمة؟ نشاط الجالية السودانية في مدينة مكة مختصر على فئة معينة ويأخذ طابع سياسي وبعد فترة يصرح رئيس الجالية في وسائل الإعلام بعمل سياسي ومن المفترض الجالية تقوم بربط السودانيين في الخارج بإقامة الاحتفالات في المطاعم السودانية التي توجد بكثرة في مدينة مكة وفي رأيي الشخصي نشاط الجالية غائب تماماً. ٭٭ هل تعتقد أن «الإنتباهة» حققت قدراً من الربط بين المغتربين ووطنهم؟ بالتأكيد «الإنتباهة» حققت قدراً كبيرًا من الربط بين المغتربين ووطنهم بل أصبحت الصحيفة الأولى وخير دليل ما ذكر في هذا الحوار الذي أجرته معي الصحيفة في الوقت الذي لا تهتم فيه الصحف الأخرى بمثل هذا الحوار الذي ساعدني في أن أقول ما بنفسي لكم الشكر والتقدير.