مدير الأمن: رئيس أركان الجيش الشعبي يشرف على مقاتلي الجبهة الثورية..قال إن دماء أبناء الوطن أغلى من بترول الجنوب..مدير الأمن: الجبهة الثورية أُنشئت «وسُمكرت» في دولة الجنوب الخرطوم: هيثم عثمان أوقفت الحكومة تنفيذ كل اتفاقيات التعاون التسع الموقَّعة مع دولة الجنوب، وأعلنت في ذات الأثناء عن إيقاف تنفيذ كل مصفوفات التواقيت الخاصة بالاتفاق، وكشف مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني الفريق أول محمد عطا عن مكان وجود رئيس الجبهة الثورية مالك عقار بمنطقة شمال البونج داخل دولة الجنوب على الحدود مع النيل الأزرق، وفيما تمسَّكت الخرطوم بموقفها بإغلاق أنبوب النفط أمام نفط الجنوب أكَّدت أن جوبا تحتل «6» مناطق الآن داخل الأراضي السودانية تشمل مناطق سماحة والأدهم ومحطة بحر العرب والكجر، وأفصح جهاز الأمن والمخابرات الوطني عن معلومات جديدة بشأن دعم جوبا للحركات المتمرِّدة، وأكَّد أنَّ دعم جوبا للحركات المتمرِّدة متواصل حتى أمس الأول. وكشف عطا في مؤتمر صحفي بقاعة الصداقة في الخرطوم أمس، عن دعم قدَّمته جوبا لقطاع الشمال الجمعة الماضية تمثل في «100» برميل وقود، وتوقَّع دخوله إلى جنوب كردفان أمس أو اليوم، ولفت إلى دعم آخر للجبهة الثورية ب«100» برميل أيضًا قامت استخبارات الجيش الشعبي بنقلها من ولاية الوحدة حتى منطقتي الدار كبانيا بالقرب من منطقة طروجي، وذكر عطا أن جوبا تعتقد أن لجهاز الأمن جواسيس بالجبهة الثوريَّة لذا صارت الآن تُشرف بنفسها على نقل الإمداد لتلك القوات وتسلمها لها بمناطق العمليات، وأضاف مدير الأمن أنَّ عملية الإشراف على المتمردين تتم مباشرة بواسطة رئيس هيئة أركان الجيش الشعبي الفريق جيمس هوث، وقال إن هناك منسقين بين الهيئة وقوات المتمردين، وأردف: «مثال لذلك عزت كوكو مسؤول عن التنسيق مع الهيئة ورئيس قوات الجبهة في جنوب كردفان جقود مكوار»، وزاد عطا أن «رئيس الاستخبارات ماج بول يُشرف أيضًا على دعم المتمردين بمعاونة ضابطين هما أكود وأمود للإشراف والتنسيق»، وذكر عطا أنه خلال الأسبوعين الماضيين قدَّمت جوبا دعمًا متصلاً للمتمردين، وتمسَّك بتنفيذ قرار إيقاف النفط، وقال إن دماء أبناء الوطن أغلى من بترول دولة الجنوب ولا تساوي من تم ذبحهم في أبوكرشولا، وأكَّد أن آلية المراقبة المشتركة الثلاثية والمكوَّنة من اليونسفا والخرطوموجوبا كشفت في تقرير لها عن وجود قوات للجيش الشعبي بالقرب من هجليج بشهادة مندوب الجنوب الذي وقَّع على التقرير، وجدَّد عطا قدرة الأجهزة الأمنيَّة بالبلاد على الوصول لأي معلومة، وقال: «تسهل المعرفة، والمسرح متاح، ووسائل المعرفة والاختراق والمراقبة متوفِّرة لنا»، ونوَّه بأنَّ جوبا باتت تتبع أسلوبًا جديدًا في الدعم في محاولة لتغطيته، وجزم بأنَّ جوبا مستمرَّة في دعم المتمرِّدين بكل وسائل القتال ومستمرَّة في إقامة التدريبات على الأسلحة الثقيلة للمتمرِّدين ودورات الاستخبارات وغيرها من الدعم العسكري واللوجستي وغيره، ونبَّه إلى أن عشرات الجرحى يتلقَّون العلاج بمستشفيات ولايات الوحدة وجوبا، وأضاف أنَّ الجبهة الثورية أُنشئت و«سُمكرت» في دولة الجنوب بحضور قيادات جنوبيَّة كبيرة سعت لتوحيدها وإقامة قوات مشتركة من قطاع الشمال وحركات دارفور، وأكَّد أنَّ قيادات الجبهة الثوريَّة موجودون على المستوى القيادي بدولة الجنوب، وقواتها منتشرة في أويل وراجا وواو وبانتيو وربكونا، وأنَّ جوبا تقدِّم لها كل الدعم العسكري وإجلاء الجرحى من مناطق العمليَّات إلى مستشفيات في بانتيو وربكونا وجوبا، بجانب إعانتها للجبهة الثورية في تسهيل الحركة والسفر واستخراج الوثائق الخاصة به، وتوفير العلاقات لجلب الدعم السياسي واللوجستي والعسكري، ولفت عطا إلى أنَّ الخرطوم قامت بزيارات متكررة لجوبا من بينها زيارة رئيس هيئة الاستخبارات في «30» مايو الماضي لتقديم الوثائق التي تبيِّن دعمها للمتمردين بغية التخلي عن ذلك المنهج حرصًا على السلام والتعاون، وقال: «في كل لقاء كانت جوبا بدلاً من اتخاذ القرار الصحيح وإيقاف الدعم تسعى وتداري وتتخذ إجراءات لتأمين الدعم حتى لا تعلم الحكومة السودانية به»، وزاد: «حتى دول كبرى تعرف ذلك وتحدَّثت مع جوبا حول دعمها للتمرد». ونفى مدير الأمن عطا أيَّ حديث حول اتّباع الحكومة لسياسة الاغتيالات، وقال إن الخرطوم لا تعرف هذا الأسلوب، وردَّ بقوة على الحديث عن محاولة اغتيال عقار في كمبالا، وقال إنَّ الحكومة لم تستخدم هذا الأسلوب البتَّة وأردف: «خلوا عقار يطلع ويجي يقول إننا حاولنا اغتياله»، وتابع: «لا نعرف هذه الأساليب التي تتبعها الجبهة الثورية وكلامنا في الميدان»، ولفت إلى أنَّ عقار طلب من مني أركو مناوي إدارة اجتماع للجبهة الثوريَّة كان مفترضًا التئامه في «4» أو «5» من يونيو الجاري لعدم مقدرته على التحرك، وأوضح أن عقار طلب ذلك نسبة إلى أنَّ «الحلو مشغول بالعمليات وجبريل مهتم باستقبال قوات من دارفور وصلت للجبال الشرقية بمنطقة عبري»، وأفصح عطا عن إيواء آخر تقدِّمه دولة أوغندا للمتمردين.من جهته قال المتحدث الرسمي باسم الحكومة ووزير الإعلام أحمد بلال إن الهدف من دعم جوبا للمتمردين تغيير النظام وإقامة مشروع السودان الجديد، وذكر أنَّ القوات التي هاجمت أم روابة وأبوكرشولا أتت من دولة الجنوب مباشرة، وصوَّب في السياق نفسه انتقادات عنيفة لدولة أوغندا وقال إنها السبب الرئيسي في كل مشكلات السودان، وزاد: «لا ترغب أبدًا في إقامة علاقة طيبة بين الخرطوموجوبا»، وقلَّل بلال من تأثيرات قرار إيقاف النفط من النواحي الاقتصاديَّة، وأضاف أنَّ الموزانة في الأساس لا تعتمد عليه منذ انفصال الجنوب، وذكر أنَّ عملية إغلاق الأنبوب ستتم في مدى شهرين وأنَّ الحكومة أبلغت كل الأطراف ذات الصلة، وذكر بلال أن الخرطوم لا تمانع في عودة العلاقات مع جوبا حال أوقفت دعم المتمردين، لكنه اشترط ذلك بوجود ضمانات، وأكَّد أنَّ جميع الاتفاقيات مع جوبا موقفة الآن من قِبل الحكومة، وأضاف: «إذا اختارت جوبا طريقًا آخر ورفضت فهذا يخصُّها»، ونوَّه بأنَّ قرار إيقاف النفط جاء عقب إنذار ومناقشات ومشاورات، وقال بلال إن الرئيس البشير أبلغ سلفا كير إبَّان القمة الرئاسيَّة في أديس أبابا بأنَّ دعم جوبا للتمرُّد أصبح لا يُحتمل وأمهله «15» يومًا لوقف الدعم، ومضى للقول: «ما زال الدعم مستمرًا وكان لا بد من القرار».