هلَّ علينا الشهر الكريم، الضيف العظيم، ذو الخير العميم، فاتحاً أبوابه لمن يريد أن ينهل من خيره. ولمن استجاب الله دعوته وحضره رمضان بعد أن بارك له شعبان ويا حسرة لمن يخرج منه دون أن ينال نصيبه من هذا الكنز الثمين من الأجر.. وهو أجر من صاحب العزة والجلالة مباشرة. الذي وصف هذا الشهر بأنه له وهو تعالى الذي سيجزي به. لماذا لا يكون الشهر دعوة للتصافي وطلب المغفرة والأجر ومسالك ذلك كثيرة عديدة، وما أحرانا ونحن في وسطنا الإعلامي والرياضي إلى التضامن بعد شهور وجولات من الصراعات والجدل فيما يفيد ولا يفيد ونذكر في سنوات خلت أن مجموعة من الأخيار الكبار في وسطنا كانوا يستغلون الشهر في الترابط وإزالة ما كان عالقاً في النفوس طيلة الأحد عشر شهرًا الماضية.. وكان هؤلاء الكبار ينظمون ما يشبه الإفطارات الجماعية في دُورهم ومن هؤلاء العظماء نذكر أعمامنا محمد أحمد ملاح والتيجاني محمد إبراهيم والحاج عبد الرحمن شاخور وفيصل محمود مرسي رحمهم الله. لم يكن رمضان موسماً للركود الرياضي بل ربما على العكس كان النشاط الرياضي فيه أكثر كثافة وأذكر أن «ساعة الفطور» كما نسميها في عطبرة كانت مهرجاناً لمنافسات رياضية متكاملة.. لكرة الشراب والتي طورها العالم حالياً لما يسمى بالكرة الشاطئية.. وكان هذا في بداية يوم الصيام.. وفي منتصفه تكون الندوات التي تتخللها صلاة العصر أو تأتي بعدها وهذه كانت تنظمها المصارف وفي الأمسيات هناك منافسات دوري الشركات والمؤسسات أو بطولات الصالات. هذه السنة يحل علينا رمضان وأمامنا بعض العناوين الكبيرة من المشكلات والأزمات والقضايا التي تستحق النقاش وقد تكون الأزمة الإدارية في نادي الهلال إحداها، وقد تكون انتخابات اتحاد الكرة إحداها ومنها بل على رأسها.. وأسأل الله أن نستفيد من بركات هذا الشهر ونتناول هذه العناوين بالحوارات الموضوعية انطلاقاً من حرمة الشهر والإدلاء بالآراء والمعلومات بعيداً عن الأذى والتجريح هدفنا إرضاء النفس والله ومصلحة الوطن ورياضته. نقطة .. نقطة من المعالم الرياضية البارزة في رمضان بطولات الليلة الواحدة في كرة السلة التي كنا أبطالها وحالياً يكاد يطويها النسيان بعد أن تنازلت من وضعها التاريخي بأنها اللعبة الشعبية الثانية لغيرها.. وليت الإخوة أهل وأسرة (الباسكت) كما نسميهم ان يعيدوا لنا جانباً من ذلك التاريخ الجميل. في السعودية التي عشت فيها معظم حياتي العملية كان رمضان مشتهراً بمهرجانات وليالي التكريم وما أكثر من يستحق التكريم!! وبجدة في السعودية.. وتسلمت دعوة للمشاركة في تكريم نجم نادي اتحاد جدة الذي انتقل إلى جوار ربه قبل أيام الكابتن محمد الخليوي يرحمه الله. وكان يعمل من أجل مهرجانه وقرر زملاؤه إقامة المهرجان تخليداً له وسيكون في العشرين من هذا الشهر بمباراة تجمع النجوم العرب.. واختاروا من المريخ الحارس عصام الحضري السوداني بالتجنس وليتهم طلبوا سودانياً بالميلاد لرشحنا لهم العجب أو البرنس أو الباشا. لن أذكر الكثير من تفاصيل تلك الليلة الرمضانية في العاصمة الرياض حين كرم نادي النصر نجمه السوداني مصطفى النقر بمباراة بين نجوم السعودية ومنتخبنا الأول.. وكانت مباراة ذات جدل وصراع ومؤيدين ومعارضين في الاتحاد العام الذي كان يرأسه الدكتور كمال شداد وسكرتيره السفير عثمان السمحوني وأمين خزينته الكابتن عمر التوم وكان أحدهم معترضاً والآخران مؤيدين ولكن قام المهرجان ونجح والحمد للّه.