أصدر المؤتمر الثاني لرؤساء وممثلي الجاليات السودانية بالمهجر توصياته بعد عدة جلسات استمرت لثلاثة ايام متتالية، وتوصيات المؤتمر عبرت عن آمال وتطلعات المغتربين في إيجاد الحلول اللازمة لمشكلاتهم التي ترتبط ارتباطا وثيقاً بالهم السوداني العام، فالمغتربون جزء أصيل من المجتمع السوداني بمختلف سحناته وأشكاله وثقافاته المتعددة، ولكن هنالك اشياء لا بد من الوقوف عندها، وهي في رأيي تعتبر من الاهمية بحيث يجب إعطاؤها الاولوية في التنفيذ، ومنها تكليف الجاليات بالتعاون مع البعثات الدبلوماسية بإجراء دراسات حول عدد المغتربين في كل منطقة من المناطق التي يعيش ويوجد فيها السودانيون، وتشمل الدراسة العدد والعمل وعدد العاطلين عن العمل والمستويات الدراسية وانواع العمل، ومن التوصيات ايضا المهمة العمل على رفع كفاءة العاملين في الجاليات لمواكبة التطورات في عالم التكنولوجيا، كذلك من اهمّ التوصيات على ما اعتقد مساعدة المعسرين من المغتربين وحل مشكلاتهم وعدم جعلهم فريسة للضائقة المالية التي يمرون بها، مما ينتج عنها اشياء ربما تضر بسمعة الجاليات بالخارج، وهناك دعوة الدكتور كرار التهامي بإنشاء منظمات طوعية بالخارج لمساعدة المغتربين في كل المجالات لما لهذه المنظمات من قدرة على التحرك، وهناك امر يجب اخذه في الاعتبار وهو أن مؤتمر رؤساء الجاليات الثاني اعتبره مؤتمراً متميزاً من حيث الحضور، وكذلك من حيث المواضيع التي تمت مناقشتها والتوصيات التي خرج بها، ونحن نعول كثيراً على ان يكون المجلس الاعلى للجاليات الذي تمّ انتخابه المعبر الحقيقي للسودانيين بالخارج، وأن يعمل على حل كل المشكلات التي يعاني منها المغتربون في جميع انحاء العالم، وقد التقيت اثناء جلسات المؤتمر عدداً كبيراً من ممثلي الجاليات وناقشتهم في الكثير من القضايا، ووجدت العديد منهم متفهمين لهذه القضايا ولديهم رؤية واضحة في حلها، ولم تتعدى قضايا الضرائب والزكاة وخلاف ذلك من الاشياء التي تشغل بالهم كثيراً، ولكن قضايا التعليم والاستثمار هي من اكثر القضايا التي يعانون منها ويبذلون جهوداً مضنية مع الجهات المعنية بما فيها جهاز المغتربين لحلها لمصلحة الوطن والمغتربين، وإننا بدورنا نتطلع إلى أن يضع الجهاز والمجلس الاعلى الآليات المناسبة لتنفيذ التوصيات، وأن تكون هنالك لجنة مشتركه لمتابعة التنفيذ وفق جداول زمنية محددة.